المنصة «الضبابية» تنطلق رسمياً الاسبوع المقبل.. هل تضبط مافيا الدولار؟

الدولار فالت في السوق السوداء
ليس من السهل تعليق آمال على المنصة الالكترونية التي سيطلقها المصرف المركزي الاسبوع المقبل، لأسباب عدة أولها، الوضع السياسي المتأزم الذي يزيد من نهم تجار السوق السوداء، وعدم وضوح الالية التي ستعمل على أساسها هذه المنصة، من دون إغفال السؤال عن مدى إستعداد المصارف و الصرافين للعب دورهم في إنجاحها.

حسم مصرف لبنان أمر المنصة الإلكترونية، فأكد إطلاقها من دون أن يحدّد موعداً ثابتاً، مكتفياً بتحديد يوم الإثنين المقبل موعداً للمباشرة بنشر التعاميم المرتبطة بها، والتنسيق مع وزارة المال بهذا الشأن.

إقرأ أيضاً: دعوة من «المركزي» إلى المصارف والصرافين.. هذا جديد منصة الدولار

وقد وافق المجلس المركزي بجلسته المنعقدة يوم الاربعاء الماضي على التعاميم المتعلقة بالمنصة الالكترونية، المنشأة من مصرف لبنان “Sayrafa”، وللإفصاح عن التداول بالسوق النقدي اللبناني. وستُبلّغ هذه التعاميم عند انجازها إلى وزير المالية، للعمل بالتنسيق معه على إطلاق هذه المنصة وذلك ابتداءً من الأسبوع المقبل. وسيتمكن من استخدام هذه المنصة كل المصارف والصرافين المنتسبين إليها.

مجرد تحليلات

في الشكل يبدو أن الامور المتعلقة بالمنصة تأخذ مجراها الطبيعي، لكن العارفين بالقضايا المالية والمصرفية، لا يخفون ملاحظاتهم على ما يجري لجهة الضبابية وعدم وضوح الآلية، التي من المفترض أن تنظم عمل المنصة، وأن تكون جاهزة قبل الاعلان عن إطلاقها حتى تكون المصارف والصرافين على دراية بكيفية عملها.

غبريل لـ”جنوبية”: كل الكلام حول تأثير المنصة على دولار السوق السوداء مجرد تحليلات 

إذا ثمة إرباك يرافق الاعلان عن إطلاق المنصة الموعودة، وهذا ما يوافق عليه الخبير الاقتصادي نسيب غبريل، الذي يشرح لـ”جنوبية” أن ” كل ما يحيط بالمنصة هو الان مجرد تحليل عن آلية عملها وتأثيرها على سعر صرف الدولار في السوق السوداء، ولا زلت إلى اليوم لا أعرف ما هي هذه الالية  ولم يصدر مصرف لبنان بيان رسمي عن تاريخ إطلاق المنصة قبل يوم الاربعاء”، لافتا إلى أن”كل ما قام به هو توجيه بيان للمصارف التجارية كي يعتبرون أنهم يملكون رخصة صيرفة، كي يتمكنوا من مزاولة أعمال الصيرفة والانضمام إلى المنصة بتاريخ أقصاه 16 نيسان الماضي، والبيان الثاني  موجه إلى الصيارفة المرخصين والطلب منهم الانضمام إلى المنصة تحت طائلة سحب رخصتهم  والبيان الثالث منذ أكثر من أسبوعين طلب من المصارف إنتداب موظفين للمشاركة في دورة تدريبية على تقنيات المنصة”.

ويختم:”عدا عن ذلك لا نعرف كمصرفيين عن المنصة شيئا، ولا زلنا في خانة التكهنات في كل ما يتعلق بها وكيفية عملها”.

نسيب غبريل
نسيب غبريل

شروط نجاح المنصة

يوافق الخبير المصرفي جو سرّوع  على ملاحظات غبريل ويرى لـ”جنوبية” أن “التحدي الأكبر يكمن في إمكانية قيام المصارف بدورها المرتجى في عمل المنصة مبدئيا، وعمليا قد يكون من الحكمة، ألا تستعمل المصارف ما هو متوافر لديها من سيولة في حساباتها لدى المصارف المراسلة في اعمال الصرافة النقدية”، لافتا  إلى أن “نجاح المنصة  يعتمد على قدرة المصارف، على إعادة تكوين وتعزيز حصتها في سوق تحويلات اللبنانيين من الخارج، واستحواذ حصة من سوق الصيرفة النقدية سواء من الزبائن المارّين على المصرف وفقا لما تسمح به المنصة، أو لجهة شراء الدولار النقدي الناتج من تحويلات اﻟ Fresh Dollars التي تتم عبرها”.

سروع لـ”جنوبية”: يعتمد نجاح المنصة على التزام الصرافين بالشفافية وهذا ليس سهلا

يضيف:”كذلك يعتمد نجاح المنصة على التزام الصرافين بالشفافية المطلوبة، وبآلية عمل المنصة التي سيعتمدها المصرف المركزي وامتثالهم لنظم ضبطها وقدرتهم على الإستحواذ على الحصة الأكبر من سوق الصرافة ، وبالتالي تجفيف عمل السوق السوداء والحدّ من تأثيرها على سعر الصرف وتسريب الدولار الى الخارج”، مشددا على أن “هذا الأمر ليس بالسهل، فالسوق السوداء منظمة ولديها حيثياتها وزبائنها، وأعتقد أن عمقها واتساعها أي أكثر جدية مما قد يعتقد البعض”.

لا يخفي سروع  خشيته من أن “يكون مصير المنصة كسابقاتها، وما يعزز خشيته التجاذب السياسي الحاد المستمر والذي تتعمق هوته يوما بعد يوم”، مشيرا الى أن “إدارة السياسة النقدية يلزمها مناخا عاما مستقرا وايجابيا، وأن يكون هدفها الأساسي والآني والاستراتيجي هو توحيد سعر الصرف، وهذا يلزمه موارد نقدية مدعومة بخطة إقتصادية ومالية إصلاحية تنموية وهيكلة للمصارف مقبولة وهذا كله غير متوفر حتى الان”.

جو سروع
جو سروع
السابق
فهمي يُعلن الكشف عن المتورطين بـ«مخدرات الرمّان».. ما علاقة «حزب الله»؟
التالي
«حزب الله» يستبيح القارّة السمراء بالمخدرات.. وشبكة من التجّار الشيعة في خدمة مصارف لبنانية!