«الدولار الاغترابي» ينشر الخلاف بين الجنوبيين..ومحسوبيات اللقاحات تابع!

اعادة اعمار
الدولار الاغترابي يثير الخلافات بين الجنوبيين، حيث باتت الهوة كبيرة بين من يملكه ومن لا يملكه. وفي فرز واضح بين الناس واستغلال فارق العملة في تنفيذ ورش البناء والاعمال الحرة. "كورونيا" تتواصل فضائح اللقاحات الانتخابية مع استمرار تهريب اللقاحات خارج المنصة للسياسيين والنافذين ولرشوة الناخبين. (بالتعاون بين "جنوبية" تيروس" "مناشير").

مع استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار، تدفع ندرة “العملة الخضراء” اللبنانيين الى الجنون، وتنثر الخلافات بينهم ومن يمتلك الدولار يستطيع تدبر اموره وتأمين الحد الادنى له ولعياله.

جنوباً وفي ظل مزايدة “حزب الله” على الشيعة والجنوبيين، انه يقبض قيادييه وعناصره بالدولار، فيما يعيش الآخرون حياة بائسة وصعبة للغاية.

ومع حلول فصل الربيع، يبدأ المغتربون بالعودة الى قراهم ومدنهم الجنوبية، ويستفيدون من كونهم يملكون الدولار الاغترابي والفارق العملة مع الليرة اللبنانية لاطلاق ورش ترميم وبناء.

وهذا ما يشكل عنصراً ايجابياً وفي خلق فرص عمل للجنوبيين، ولا سيما اصحاب المصالح الحرة والمهن الصغيرة، لكنه ينشر الخلاف بسبب عدم الاتفاق على الاتعاب او البدل المحدد.

اكثر من 30 في المئة من لقاحات فايزر تتهرب خارج المنصة وتمنح لسياسيين ونواب ووزراء ورؤساء احزاب ومخاتير وبلديات كرشوة انتخابية لناخبيهم

وهذا البدل كان يحدده كل سنكري او بنّاء او ورّاق او بلاط على سعر الدولار الرسمي اي 1500 ليرة. ولكنه اليوم وقع في ورطة مع ارتفاع  سعر صرف في السوق السوداء، ليدب الخلاف بين صاحب المهنة والمغترب، والذي يريد ان يستغله ليسدد الدولار والاتعاب بالسعر الرسمي.

“كورونيا” ومع تراجع ملحوظ في عدد الاصابات وطفيف في عدد الوفيات، بقيت فضية اللقاحات المفقودة تتفاعل وفي انتظار دفعات جديدة من اللقاحات، تؤكد معلومات لـ”جنوبية” ان اكثر من 30 في المئة من لقاحات فايزر تتهرب خارج المنصة، وتمنح لسياسيين ونواب ووزراء ورؤساء احزاب ومخاتير وبلديات كرشوة انتخابية لناخبيهم وخصوصاً في الجنوب والبقاع والشمال!

خلافات جنوبية

جنوباً َتساهم  المساعدات التي يرسلها المغتربون إلى ذويهم اوأهالي بلداتهم الجنوبية والوقوف بجانبهم في هذه الأيام العصيبة، على مواجهة الغلاء و تمنع عن الغالبية العظمى منهم الجوع و مَد الأيادي لطلب المساعدة من ايٍّ كان، و لكن ظهرت مشكلة جديدة تجعل من المغترب” “يتشاطر” بالمعنى اللبناني أمام مجموعة من المحتاجين للعمل.

ومع ارتفاع سعر صرف الدولار، تدهورت أوضاع اللبنانيين بشكل عام، فكل مواطن يقبض بالليرة اللبنانية خسر أكثر من 80 في المئة من قيمة راتبه، و أصبح بالكاد يقتدر على تأمين المأكل لعائلته، في الوقت ذاته، أصبح من يقبض بالدولار أحسن حالاً و أكثر مصروفاً.

و المغتربون و خصوصاً الجنوبيين منهم، و الَّذين يزورون أهاليهم في الصيف، و منهم من يباشر بشراء ارض، و بناء بيت، و اقتناء شقة.

هؤلاء اليوم، باشروا بهذه الأعمال و لكن اللافت أنهم في السنوات الماضية كانوا يشترون و يدفعون بالدولار، و اليوم أصبحوا يرفضون الإتفاقات على البناء و ملحقاته إلا بالليرة اللبنانية، و بحسب المعاش اللبناني.

وعلى سبيل المثال تمَّ الإتفاق خلال الصيف الماضي مع أحد البلاَّطين على أجرة يده على المتر الواحد ب “دولارين” و اليوم عاد المغترب صاحب البيت و عرض على “البلاَّط” 3000 ليرة على المتر و يمكن ان يكرمه و يرفع الأجرة إلى 4000 ليرة او يحضر بلاطاً سورياً بديلاً عنه.

و هذه ليست الحالة الاولى او الوحيدة بل هي حالة من مئات الحالات او بالأصح من كل الحالات، لأنه و بحسب حسن الحسيني و هو مقاول.

إقرأ ايضاً: حزب الله «يَقصف» السعودية بمحاصيل الجنوبيين..والبقاع رهينة الإحتكار والتهريب!

ويقول: ” الإتفاق بالدولار انتهى، و المغترب أصبح بحاسبنا على السعر القديم و باللبناني في حين أنه يصرف دولاراته حسب السوق السوداء، و هذا سيستمر و لا علاج له، لأنه و ببساطة أصبح أمام العامل او المعلِّم (صاحب المهنة) الجنوبي، حلان: البطالة او العمل بلقمته و لقمة أولاده و هذا ما يحصل، كلنا كمتعهدين و معلِّمين و عمَّال نعمل بٍ لُقتنا”. 

اشكال بسبب الزيت المدعوم

من جهة ثانية عَلَت اصوات الشتائم و الكلام النابي بين أحد المواطنين و صاحب دكان صغير في إحدى البلدات الجنوبية، و تجمَّع الأهالي، ليتبيَّن انَّ المواطن اراد شراء زيت مدعوم في حين صاحب الدكان انكر وجود هذه المادة و أنه يبيع فقط زيت غير مدعوم.

و لكن كان للمواطن كلام آخر، و تأكيد موثَّق، حيث أكد له قريبه الذي يعمل مندوب لإحدى شركات بيع الزيت المدعوم بأنه ادخل إلى البلدة 900 غالون زيت مدعوم، و كان لصاحب الدكان مكان الخلاف نصيب الأسد لأنه قريب من المرجعية السياسية المهيمنة على البلدة، ليظهر لاحقاً أنه من أصل ال 900 غالون مدعوم، بيع للاهالي حوالي الربع و الثلاث ارباع احتكرها أصحاب الدكاكين بدون استثناء.

و عن هذه الظاهرة قال مصدر من البلدة: ” أحد أبناء بلدتنا يعمل في شركة لبيع الزيت المدعوم، و المفارقة انَّ الزيت المدعوم من حصَّة السُنَّة، بينما اللحم المدعوم من حصَّة الشيعة، و لباقي الطوائف حصصهم المدعومة، و قد باع في بلدتنا 900 غالون وكان هدفه ان يستفيد من العرض كل الأهالي، و لكن المفاجأة كانت باحتكار الجزء الأكبر من الكمية و في كل الدكاكين، بل و أكثر من ذلك انّ الكمية المدعومة بيعت لأشخاص ينتمون للثنائي الشيعي”.

البقاع

بقاعاً، بقيت ازمة الترابة مستمرة رغم العراضات التي يقوم بها وزير الصناعة عماد حب الله.

وبعدما عجزت وزارة الصناعة من تخفيض ثمن طن ترابة الاسمنت بعدما وصل السعر الى حدود غير مسبوقة (مليون وثمانمئة الف ليرة) ، مما سبب في ركود سوق العمل في التعهدات والبناء، وبالتالي انعكس على مجمل العاملين في قطاع البناء والمهن الحرة.

وهذا الارتفاع للاسمنت ويتردد انه يهرب الى سوريا، دفع بالعديد من أصحاب المهن الحرة، “معمرجية، ومورقين وبلاطين ودهانين ومعلمين صحية، وكهربجية وغيرهم من المهنيين، الى مراجعة البلديات والمعنين في القرى والبلدات البقاعية التدخل لوضع حد لاحتكار “الاسمنت” من قبل اشخاص معدودين.

وطالب رؤوساء البلديات وزير الصناعة عماد حب الله، ايجاد الية للضغط على معامل الترابة لان يعتمدوا سعر موحد بالليرة اللبنانية لا يتجاوز سقف سعر الطن ال٥٠٠ الف ليرة، لتنشيط الدورة الاقتصادية في القرى. لأن الالية التي اقترحها حب الله لم تصل الى نتيجة، لان المعمل لم يسلّم الموطن اكتر من خمسة اكياس اسمنت لا تفي بالغرض.

ومع استمرار ازمة المحروقات وتقنين تسليم المحطات، تستفحل أمام استغلال اصحاب المحطات لحاجات الناس حتى وصل سعر صفيحة البنزين في المحطات الى ٦٠ الف ليرة خلافاً لسعرها الرسمي ٤٠ الف ليرة.

السابق
جنبلاط يدعو لتسوية داخلية: لا أحد يُفكّر بنا!
التالي
حزب الله «يُلبس» قميص «الكبتاغون» لدقو..و«التأسيسي» لإزاحة الحريري!