من الجنوب الى البقاع صرخات الجوع مرتفعة، وتعلو فوق صوت الاستثمار السياسي والانتخابي الرخيص، كما تصفه مصادر لـ”جنوبية”.
وتشير الى ان، الاستفاقة المتأخرة لـ”حركة امل” و”حزب الله” والتنافس السياسي والانتخابي بينهما في الجنوب والبقاع، لم تصرف لدى الناس الغاضبين منهما والمحبطين من دفعهم لثمن انتخاب هؤلاء، وتكريسهم كممثلين حصريين للشيعة بقوة “الامر الواقع”، وصولاً الى لهاثهم وراء رغيف الخبز وليتر البنزين وحبة الدواء.
وفي حين تتوقع المصادر، ان يكون الحساب الشعبي “عسيراً”، مع ارتفاع منسوب الغضب من “الثنائي” وكل الطبقة السياسية التي غطيا فسادها وشاركاه به، تتكشف المزيد من فضائح “الغذاء المدعوم” جنوباً.
اكثر من قصاب في قضاء صور يبيعون اللحوم بشكل يومي وبكميات كبيرة بينما يعجز آخرون عن ايجاد الابقار المدعومة وغير المدعومة
وتؤكد معلومات لـ”جنوبية”، ان بعد سلسلة من المداهمات الناجحة لفريق من مراقبي وزارة الاقتصاد واجبارهم اكثر من تعاونية كبيرة من بيع المواد المدعومة والمخبأة في المخازن التابعة لها، تعرضت سيدات من الوزارة الى تهديدات وشتائم وتحرشات من صاحب احد هذه المحال والمدعوم من “حزب الله”. ولم يحرك القضاء او القوى الامنية ساكناً بعد اجبار اقارب احدى المهددات على التنازل عن الدعوى!
اما في ملف الابقار المدعومة، تشير مصادر لـ”جنوبية” الى ان اكثر من قصاب في قضاء صور يبيعون اللحوم بشكل يومي وبكميات كبيرة. بينما يعجز عشرات القصابين في القضاء عن ايجاد الابقار المدعومة وغير المدعومة. وفي ظاهرة غريبة تؤكد ان المحسوبين على “الثنائي”، تمكنوا من تخزين مئات الابقار قبل الازمة الحالية.
ويتم بيع كيلو لحم البقر عند هؤلاء بـ65 و70 الف ليرة على انه غير مدعوم و”اللي مش عاجبو ما ياكل لحم”!
الجنوبيون و”خديعة بطاقات حزب الله”!
جنوباً، يراهن حزب الله على استقطاب العدد الأكبر من الشيعة إلى جانبه، بإعطائهم بطاقة “ساجد” التي تخوِّلهم شراء مواد غذائية من متاجر افتتحها مؤخراً بخصم يصل إلى 60 في بالمئة، فوزَّع عناصر الحزب البطاقات للغالبية الكبرى من أهالي الجنوب، حتى للَّذين لا يؤيِّدوهم و لعائلات تابعة لحركة أمل، و في بعض البلدات الجنوبية لم يطلبوا منهم أوراق ثبوتية، و بحسب مصدر موثوق استعان الحزب باللوائح الإنتخابية، و جهَّز البطاقات بأسماء الأهالي دون الرجوع إليهم.
ولكن تفاجأ المسؤولون عن توزيع البطاقات بالكم الأكبر من غير جمهور الحزب لا سيَّما جمهور “أمل” برفض الإستفادة من تلك البطاقات.
و قال أحد أبناء بلدة في قضاء صور ( ح ح ) لموقع تيروس: ” عدت إلى البيت، لأجد أحد مسؤولي الحزب قد ترك لي بطاقة من بطاقات ساجد، وانا المعروف بمخاصمة حزب الله، فانتظرت حتى الصباح، و أعدت له البطاقة، و الحَّ عليَّ و وعدني بأن يبقى الأمر سرَّاً، و لكنني رفضت.
بعد إجبار مراقبي وزارة الاقتصاد تعاونيات محتكرة في الجنوب على بيع مخزونها المدعوم للناس وصلت تهديدات الى موظفات مراقبات
و بالنسبة لي، و بغَضّ النظر عن رفضي بشكل عام لأي مشروع لحزب الله، سواء عسكري او أمني او إجتماعي، و إنما موضوع بطاقة ساجد يعتبر “خديعة” بكل ما للكلمة من معنى.
الناس وصلت لمرحلة الطَفَر و تحتاج للعمل، و الدعم الذي يصل للستين بالمئة، فلو وصل للتسعين بالمئة لا فائدة منه، أن كان المواطن البسيط لا يملك الفرق الباقي، غير انَّ مخازن الحزب موجودة بشكل مركزي و ليست في كل بلدة، يعني ان من يريد أن يقصدها سيكون هدفه التموين و ليس التبضُّع اليومي، و غالبية المواطنين لا يملكون ثمن التموين الشهري، لذا هي ليست الا بروباغندا لتقطيع وقت يربح به حزب الله رضى جمهوره”.
اللحم المدعوم والفساد في صور
وبعد المشكلة التي أثارها أحد أصحاب المسالخ في بلدة معركة، عن استلام بعض التجار اللحم منه بسعر المدعوم و بيعها بسعر سوق السوداء، شنَّ القصَّابون عليه حملة شعواء، و اتَّهموه بمحاولة “صنع لعبة ما” لاحتكار السوق بعد تفليسهم، و لكنه أصرَّ امس على موقفه و نشر عبر مواقع التواصل لائحة بأسماء التجار الَّذين استلموا منه المدعوم، و طالب الأهالي بملاحقتهم و مراجعته بحال باعوا بسعر سوق السوداء.
إقرأ أيضاً: السلطة تُصفّي حساباتها بالخبز والبنزين..وغليان شيعي معيشي!
لكن الغريب في القضية أنَّ نقيب القصابين في مدينة صور طلال خضرا أعلن عبر بيان عن عدم صحة خبر بيع لحم مدعوم، وأنه لم يتم توزيع اللحوم على المحلات من قبل صاحب المسلخ المذكور.
كما أكّد خضرا أنه سيتم افتتاح مسلخ صور البلدي بحدود يوم الأربعاء يعد الانتهاء من صيانته وسيجري تسليم المسلخ بكميات من اللحم المدعوم من قبل التاجر ديب نخلة وبناءً عليه سيتم تزويد الملاحم في المدينة وقضائها باللحم المدعوم ليكون بمتناول جميع المواطنين.
ويسأل أحد المعنيين عن سبب الخلاف الحاصل على اللحم المدعوم و لماذا فقط المدعو ديب نخلة يستطيع أن يسلم مسلخ صور لحماً مدعوماً؟
لا بدَّ بحسب المصدر انّ هناك فساداً ما و صفقة ما كانت تتحضر فكُشف جزء منها بعد أن نشر صاحب مسلخ معركة الحقيقة.
البقاع ورشوة النازحين
وبرعاية “الثلاثي السوري” حزب الله وحركة أمل والحزب القومي السوري، انطلقت الحملة الانتخابية لرئاسة الجمهورية السورية، حيث تم دعوة النازحين السوريين المقيمين في المخيمات العشوائية في البقاعين الاوسط والشمالي، والذين هجرتهم الة القتل التي اعتمدها النظام السوري في الانقضاض على شعبه، وتهديد الناس بالترهيب والترغيب لان ينتخبوا “قاتلهم”.
اللقاء تم في قاعة حسينية بدنايل، بحضور رئيس رابطة العمال السوريين في لبنان مصطفى منصور، امين فرع البقاع في حزب البعث علي عبد الكريم المصري، رئيس بلدية بدنايل علي جواد سليمان اعضاء قيادة الفرع، ممثلين عن حزب الله وحركة امل والحزب السوي القومي الاجتماعي.
وشددوا على ضرورة تشكيل لجان انتخابية على ضوء الانتخابات المرتقبة في سوريا، من أجل العمل على ملء استمارات احصائية باعداد الناخبين بهدف تأمين وسائل تقلهم الى مراكز الانتخابات في لبنان بالتعاون والتنسيق مع السفارة السورية.
وشددت الكلمات، على ان “الحاكم القوي خير من الحاكم الضعيف، وغريب كيف اجتمعت الدنيا على رجل وجاءوا بعددهم وعديدهم فخابوا، وما استطاعوا، وبقي الأسد على ربوع سوريا المقاومة في خط آل ممانعة”.
توقيف حسن دقو
وترك توقيف حسن دقّو من قبل عناصر شعبة المعلومات بتهمة الاتجار بالمخدرات وتصنيع حبوب الكبتاغون المخدرة، حالة ارتياح كبيرة في بلدة الطفيل الحدودية.
ويزعم دقو انه اشترى الاف الدونمات من مصرف لبنان، وعمل على تهجير الاهالي بدعم من شبيحة نظام الاسد، ومحازبي “حزب الله”، حيث قام دقو بجرف البساتين ومنازل الاهالي بحجة انه اشتراها وانه ينفذ مشروع انمائي.
وتقول مصادر امنية لموقع “مناشير” ان التهمة ليست فقط تصنيع انما ترويج وتهريب المخدرات الى دول الخليج العربي.
وتشير الى ان “ان ضغوطات من قيادات سياسية بدأت تمارس على الأجهزة الامنية المعنية بهدف الافراج عن دقو وتسوية ملفاته، انطلاقاَ من اعتباره رجل اعمال”.
