قوى 17 تشرين تستعيد حراكها (5).. فهمي كرامي لـ«جنوبية»: لتحويل العمل الثوري من ردات فعل إلى فعل

لبنان ينتفض

جنوبية” يفتح باب النقاش مع القوى الحية التي إنبثقت من ثورة 17 تشرين، حول مشهد جديد ولبنان يقترب من حافة الزوال، ورسوب القوى السياسية في كل الامتحانات التي خاضتها لإنقاذ بلاد الأرز، وحول خارطة الطريق الجديدة والآلية المطلوبة لإعادة الزخم إلى دور قوى الثورة لانقاذ البلد، بعد إنكفائها في الفترة الماضية لأكثر من سبب.  

اقرأ أيضاً: قوى 17 تشرين تستعيد حراكها (4)..فرج لـ«جنوبية»: لبناء معارضة وازنة تخترق المناطق

إستحقت طرابلس في عز إنتفاضة 17 تشرين لقب “عروس الثورة” بسبب تفاعلها الذي أوصل صوت حرمانها وتوقها إلى التغيير إلى جهات العالم الاجمع، واليوم فإن سلسلة الاخبار التي ترد عن تحركات تحصل على مداخلها يوميا تُظهر أن شُعلة الثورة فيها لم تنطفئ لكنها تحتاج إلى أُطر تؤمن ديمومتها حزبيا وشعبيا، فكيف السبيل إلى ذلك؟

أداء السلطة يدعونا إلى تنظيم صفوفنا وتوحيد الرؤية السياسية

تعلم و تخطيط

يجيب الناشط في مجموعة “ساحة ومساحة” فهمي كرامي “جنوبية” بالقول:”ما نعمل عليه حاليا هو تحويل العمل التغييري والثوري من ردات فعل إلى فعل، ونتعلم أن لا ننتظر السلطة حتى نضع خطط تحركاتنا بل علينا وضعها بمعزل عن تخبطها الذي من الممكن أن يفيدنا لجهة إقتناع الناس بأن كل قراراتها من سيء لأسوأ  وبالتالي من الضروري التغيير” .

ما يعيق عملنا أن الشعب اللبناني لديه حساسية ضد الاحزاب

لا ينكر كرامي أن “المسؤولية تكبر على عاتق الحركة التغييرية لأن الفراغ السياسي يزيد نتيجة أداء السلطة وغياب الدولة وهذا ما يدعونا إلى تنظيم صفوفنا وتوحيد الرؤية السياسية المستقبلية”، لافتا إلى أن “المشكلة تكمن في أن السطة خيبت آمال الناس ولكن قوى الثورة لم تستطع أن تروي تطلعاتهم أيضا، خاصة أن الشعب اللبناني بات قصير”النفس” ولا يستطيع التحمل لفترة طويلة خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي الذي نعيشه”.

ويشدد على أن “اللبنانيين لا يمكنهم الصبر كثيرا على العمل التراكمي الطويل الأمد وهذا ما يجب كقوى معارضة العمل عليه، لأنه لا يمكن التغيير بين ليلة وضحاها”، لافتا إلى أن “ما يعيق عملنا أيضا أن الشعب اللبناني لديه حساسية ضد الاحزاب، ولذلك القوى التغييرية عالقة بين حاجتها إلى عمل سياسي منظم وبين الشعب اللبناني الذي لديه ريبة من الاحزاب بسبب ممارسات أحزاب السلطة”.

الناس تعودت على تلقي الحل وليس صناعته وواجبنا تغيير هذه الثقافة

ويرى أنه “علينا في هذه المرحلة إقناع اللبنانيين بصوابية العمل الحزبي حتى يشاركوا به في المرحلة الثانية وهذا تحد كبير أمامنا، ولا أعتقد أن القوى التغييرية ستخترق بأكثر من 10 بالمئة من المقاعد في  الانتاخابات النيابية المقبلة لأن ما ينقصنا هو الوعي”.

إستراتيجية “ساحة و مساحة”

ويشرح أن “مجموعة ساحة ومساحة” تشجع على العمل الحزبي وترى أنه علينا تأليف جبهة سياسية من القوى التغييرية، وأن تتنازل هذه القوى عن “الانا” الشخصية والتطلع نحو الصالح العام”، مشددا على أن “محاولاتنا مستمرة حتى نصل بأهدافنا ولا ننسى أنه منذ 30 عاما ليس هناك عمل حزبي حقيقي في البلد بل رئيس حزب يأمر والأعضاء ينفذون”.

ويختم:”الناس تعودت على تلقي الحل وليس صناعته وواجبنا هو تغيير هذه الثقافة كي يساهم الناس في سياسة الاحزاب وليس العكس كي لا نبقى مكانك راوح”.

السابق
خاص «جنوبية»: زكي يستطلع ولا يُخطط!
التالي
كيف أقفل دولار السوق السوداء مساء اليوم؟