«جنون» أسعار المواشي جنوباً يُعيدها الى «حظيرة» المنازل!

تربية المواشي

تعود تربية القطاع الحيواني، وخاصة المواشي الى الواجهة مجددا، في في بلدات وقرى الجنوب على نطاق محدود لناحية العدد، لاسيما في المناطق الساحلية، التي تقلصت فيها المراعي الى حدود كبيرة، بعد عملية استصلاح الاراضي وغرسها بالبساتين من جهة، وانشاء المشاريع السكنية الضخمة من جهة ثانية.

اقرأ أيضاً: الجوع عنوان المرحلة.. الأسعار سترتفع 5 مرات بعد رفع الدعم!

 فقد دفعت الاوضاع الاقتصادية المتفاقمة الكثير من العائلات، للبحث عن مورد اضافي او اساسي للعيش ،بعدما سدت امامها كل السبل، وبدأ يلاحظ بشكل ظاهر توجه العديد من الاهالي لاقتناء الاغنام والماعز بمحاذاة منازلهم، والتي تعتبر اقل قلقا لجيرانهم من تربية الابقار، وتحتاج في نفس الوقت الى قدرة شرائية لا تقل عن العشرين مليون للبقرة الواحدة.

وقد نتج عن اقبال المواطنين على شراء هذه المواشي، ارتفاع اسعارها بشكل لافت، وخصوصا الاغنام البلدية التي تدخل الاراضي اللبنانية من سوريا بطرق غير شرعية، ويصدر القسم الاكبر منها بطريقة شرعية بالطائرات من مطار بيروت الدولي الى دول خليجية منها قطر وعمان، كما يوضح ذلك احد تجار الاغنام في الجنوب لـ “جنوبية”.

ويؤكد ان “الاغنام المستوردة وباجازات استيراد من الدولة اللبنانية، يتم استيرادها من رومانيا وبلغاريا وتركيا واوكرانيا وغيرها وغالبيتها للذبح”، مضيفا “اعمل في هذا المجال منذ عقود ولم اسمع يوما ان هناك اجازات استيراد من سوريا تمنحها السلطات اللبنانية لمستوري المواشي  لا سيما الاغنام الموجودة بكثرة في  البادية  السورية”. ولفت الى  ان “استيراد السلالات الاصلية من الماعز من جبال الالب (فرنسا – سويسرا)،قد بدأت بشكل ملحوظ، وان سعر العنزة الواحدة التي تدر اكثر من خمسة كيلو غرام من الحليب يفوق ثمنها ال25 الف ليرة، يتراوح بين ستة وثمانماية دولار ،بحيث يلجا الكثير من الناس الى اقتنائها لتوفير الحليب المنزلي وبيع مولودها بسعر مقبول ،وهي تحتاج الى امكنة صغيرة في جوار المنزل”.

ويلفت علي حسين لـ”جنوبية”، الذي ابتاع مؤخرا عددا رؤوس الغنم ،لتكون سندا اقتصاديا يسد فيه زاوية من متطلبات عيش عائلته، ان “المفاجأة عدم توفر شراء الاغنام بسهولة، نظرا الى قلتها واقبال المواطنين اللبنانيين والنازحين السوريين عليها، وايضا ارتفاع اسعارها الذي يتجاوز الثلاثة ملايين ليرة للرأس الواحد”. و يتابع ان “عدم توفر المراعي خصوصا في مناطق صور الساحلية ،يزيد من اكلاف تربية هذه الاغنام نتيجة الارتفاع الكبير في اسعار الاعلاف التي تستورد جميع مكوناتها من الخارج، ويتم احتسابها على سعر صرف السوق للدولار”.

المفاجأة عدم توفر شراء الاغنام بسهولة، نظرا الى قلتها واقبال المواطنين اللبنانيين عليها

واكب علي جعفر أيام عز سوق العباسية للمواشي، الذي بدأ في ستينات القرن الماضي ،وكان يرتاده تجار المواشي من اغنام وماعز وحتى الابقار والحمير من كل ارجاء الجنوب، من اقاصي الناقورة وحتى شبعا ،حيث كانت تتم المبادلات والشراء والبيع، وشكل على مدى عشرات السنين حيوية كبيرة للمنطقة، وانتج علاقات وصداقات بين تجار ومربي المواشي في بلدات وقرى الجنوب.

ويقول لـ “جنوبية” :ان السوق كان لا يزال يعمل بوتيرة خفيفة جدا، بعد تراجع تربية المواشي في المنطقة، وقد توقف قسرا مع بداية وباء الكورونا كغيره من الاسواق الاخرى”.

السابق
Hariri to be Back in Baabda in a 48 Hours, as Saudi Arabia Grants a Reformist Government its “Blessings”!
التالي
هكذا علقت السعودية على مطلب الإمارات برفع العقوبات عن نظام الأسد!