بين «العدو» و«الشقيقة».. قضم حدود لبنان الشمالية والجنوبية ولا من يتحرك!

المفاوضات اللبنانية الاسرائيلية الحدود الجنوبية

ليس تفصيلا أن يُسلط الضوء على الحدود البحرية اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل والشمالية مع سوريا من قبل مسؤولين لبنانيين في يوم واحد، من خلال تغريدتين الأولى لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط سأل فيها، “لماذا فجأة مات ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل برعاية الامم المتحدة حول النفط والغاز والتي عمل الرئيس(نبيه) بري على مدى 10 سنوات على تحديدها، ونجح الأمر الذي يعطي فرصة أمل للإقتصاد اللبناني في إنتظار التسوية بين الـ ١٨ او الـ ٢٤ ومن وراءها”، والثانية لعضو كتلة المستقبل النيابية النائبة رولا الطبش سألت فيها عن “صحة قضم سوريا للحدود اللبنانية البحرية بأكثر من ألف كيلومتر مربع، وضمها لحصتها وتوقيع عقد مع روسيا للتنقيب عن النفط والغاز فيها؟ أين السلطات اللبنانية الرسمية مما يجري؟ وما هذه الغيبوبة المشبوهة؟ لقد انتظرنا الخرق من الجنوب، من العدو، فإذا به يأتي من الشمال، من الشقيقة”.

لا شك أن التغريدتين تؤشران على أن تطورا يمكن أن يسجل في هذين الملفين، إلى جانب الازمات الكثيرة التي تحدث في الداخل اللبناني، إن لجهة الملف الحكومي العالق والتنديد الدولي الكبير بأداء الطبقة السياسية المعنية بالتأليف، أو بالازمة الإقتصادية والمالية، علما أنه حصل مؤخرا بعض الإنفتاح المفاجئ على صعيد العلاقات اللبنانية السورية، تمثل بزيارة كل من الوزيرين في الحكومة المستقيلة الصحة حمد حسن و الشؤون الإجتماعية رمزي مشرفية إلى سوريا للبحث في ملفات صحية وملف النازحين.

إقرأ أيضاً: 2020 تفك عقدة «إسرائيل شر مطلق».. حلو لـ« جنوبية»: تعليق المفاوضات هدية إيرانية لبايدن!

كل ما سبق يدعو إلى طرح السؤال الذي سأله كل من جنبلاط والطبش، لماذا جمدت المفاوضات حول الحدود البحرية الجنوبية؟ وهل صحيح أن سوريا تقضم جزءا من الحدود البحرية الشمالية؟

طمع سوري- إسرائيلي بلبنان؟

يجيب الخبير العسكري العميد نزار عبد القادر”جنوبية “على هذه الاسئلة بالقول:”للأسف كما يطمع العدو الاسرائيلي بالاستيلاء على جزء من حصة لبنان في المنطقة الاقتصادية الخالصة، فإن سوريا تريد أيضا الاستيلاء على جزء من حصة لبنان في البلوك 1 و 2 توازي تقريبا المساحة التي تريد إسرائيل إنتزاعها من لبنان في البلوك 9 و 10”.

ويشرح عبد القادر أنه “قبل حوالي 10 سنوات كان لبنان يطالب ب 860 كلم من المنطقة الإقتصادية الخالصة، وحاول السفير الاميركي السابق فردريك هوف الدخول على خط المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، وعرض ان يحصل لبنان على ثلثي المساحة المتنازع عليها وان تأخذ إسرائيل الثلث، وكاد ان يتم الامر لولا خلاف وقع حينها بين الرئيس بري والسفيرة الاميركية في لبنان آنذاك”، مشيرا إلى أن “البحث في الملف توقف إلى أن تم إعادة ترتيبه وفق الشروط اللبنانية، أي أن تحصل في مقر الامم المتحدة وتحت الرعاية الاميركية وبمفاوضات غير مباشرة مع العدو الاسرائيلي، ولكن فجأة ظهرت للبنان مطالب بترسيم حدود المنطقة المتنازع عليها وفق قانون البحار”.

عبد القادر لـ”جنوبية”:مفاوضات الحدود البحرية توقفت بسبب “حزب الله”

يضيف:”تقنيا لا يمكن للبنان وإسرائيل حسم هذا الموضوع، إلا عبر الاستعانة بالقدرات التقنية لدول مثل الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا ولا ضير من اللجوء إلى هذه التقنية، لأن المطالبة لبنان بمساحة أكبر مما أتفق عليه بما يعرف بخط هوف زاد الامور تعقيدا”، مشددا على أنه “شخصيا يعتقد أن هناك جهة دخلت على خط الوساطة اللبنانية- الاسرائيلية وطرحت هذه المطالب الجديدة التي أدت إلى توقف المفاوضات، وهذه الجهة هي حزب الله ومن ورائه إيران التي لا تريد ان تحل قضايا لبنان مع العدو الاسرائيلي، لكي يبقى العدو المعلن لإيران ولمحور المقاومة والممانعة، وليكون مبررا لبقاء سلاح الحزب وبقاء لبنان في حالة بين السلام والحرب مع إسرائيل”.

و يشرح أنه على ضفة الحدود البحرية مع سوريا فإن “لبنان يريد ترسيم الحدود البحرية والبرية بينهما لكن الجانب السوري يتهرب من ذلك، كما تهرب من ترسيم الحدود في مزارع شبعا من اجل إستعادتها وفقا للقرار 425″، لافتا إلى أن “مصيبتنا ان النظام السوري لا يعترف بوجود لبنان كدولة مستقلة لها كيانها وحدودها الجغرافية وسيادة كلية ضمن هذه الحدود”.

ويختم:”أعتقد أنه من خلال الوساطة الدولية وبوجود الامم المتحدة يمكن أن نصل لحل في ملف الحدود البحرية مع إسرائيل لكننا لن نصل إلى حل في ما يتعلق بحدودنا مع سوريا للأسف”.

نزار عبد القادر
نزار عبد القادر

الروس سيحلون مشكلة لبنان مع سوريا؟

في القراءة الدبلوماسية لملف الحدود، يشرح سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة لـ”جنوبية” أن “الحدود البحرية الجنوبية تنال إهتمام الاميركيين لسببين، أولهما أن شركات البترول الاميركية والاوروبية تضغط لإنهاء هذا الملف، وانها لن تقوم بأي إستثمار في هذه المنطقة إلا بعد حل هذه المشكلة بشكل نهائي بين لبنان وإسرائيل، والثاني ان إسرائيل لها مصلحة في ترسيم الحدود وتقوم بمناورات للدفع بإتجاه هذا الملف”، معتبرا أن “هذا الملف لم يمت لكنه موضوع جانبا لفترة، لأن الإدارة الاميركية الجديدة تريد ترتيب ملفاتها خصوصا أنها تملك سلاح العقوبات التي لا يمكن لأي طرف مقاومته”.

طبارة لـ”جنوبية”: المسؤولون  لا يتجرأون على فتح ملف الحدود مع سوريا 

في المقابل يوافق طبارة على أن هناك تعد من قبل سوريا على الحدود البحرية الشمالية للبنان، لافتا إلى أن “المفارقة هي أن أيا من المسؤولين اللبنانيين لم يتجرأ على المطالبة بحق لبنان في هذه الحدود، واعتقد أن هذا الملف سيتم فتحه عبر روسيا التي تتولى إستخراج الغاز والنفط من الجانب السوري”، لافتا إلى أن “هذه المشكلة يمكن أن تُحل عبر الروس تماما كما سيتولى الاميركيون حل الحدود البحرية للبنان “.

رياض طبارة
السابق
محمد عجمي.. وداعا ايها الثائر الطبيب الطيب!
التالي
سعر ربطة الخبز الى إنخفاض.. هكذا أصبحت التسعيرة الجديدة!