من نصيب 6 روايات.. «الجائزة العالمية للرواية العربية» تعلن قائمتها القصيرة

أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية يوم أمس الأحد، عن القائمة القصيرة للمترشحين لنيل الجائزة وذلك من خلال فيديو بث على حساب الجائزة في الفيسبوك. حيث أعلن رئيس لجنة التحكيم الشاعر شوقي بزيع عن الروايات المترشحة وهي: دفاتر الوراق للأردني جلال برجس، والاشتياق إلى الجارة للتونسي الحبيب السالمي، والملف 42 للمغربي عبدالمجيد سباطة، وعين حمواربي للجزائري عبداللطيف ولد عبدالله، ونازلة دار الأكابر للتونسية أميرة غنيم، ووشم الطائر للعراقية دنيا ميخائيل.

اقرا ايضا: كتاب جديد لكامل مهنا: «الصحة من نيران الحرب إلى تداعيات الجائحة»

وبمناسبة الإعلان عن القائمة قال  رئيس لجنة التحكيم شوقي بزيع، انه إذا كان الشعر، وفْق بعضِ النقاد، هو ما يتبقّى من النصّ المنظوم بعد تحويلهِ الى نثر، أو هو ما يتبقى من اللغة بعد تخليصها من الزوائد، فإن الروايةَ من بعض زواياها هي ما يتبقى من التاريخ بعد تخليصِ الحقيقةِ من عهدةِ المزوّرين , ومنتحلي الصفة، وكتبةِ التقاريرِ الرسمية. وليس ضرباً من ضروب المصادفة أن تحتلّ الروايةُ، تبعاً ذلك، تلك المنزلةَ المتقدمةَ التي بلغتْها خلال العقودِ المنصرمةِ من الزمن، بل إن الأمرَ مرتبطٌ بقدرة هذا النوع الأدبيّ على تلبية حاجة البشرِ الى اكتشاف ملامحهمْ في مرايا المتخيَّل السرديّ، أوالبحثِ عن مخارجَ ملائمةٍ لعلاقتهم المأزومة بالواقع ، عبر حيواتٍ افتراضيةٍ موازية، يمكنهم التماهي معها في لحظاتِ السعادةِ والظفَر، ويمكنهم بالمقابل أن يتنصّلوا منها في لحظاتِ الخيبةِ والهلاك وانسدادِ الأفق .
وفيما تملك الروايةُ , متسلحةً بخفّة النثر , أن تتعقبَ أكثر من أي فنّ آخر , المصائرَ المهملةَ للمجتمعات والأفراد , أو السَيرَ المنسيةَ للأماكن الغفْل , وللبشر المهمشين الذين لا يجدون من يخُصّهم بالتفاتةٍ تُذكر , تبدو أقربَ ما تكون الى الصناديق السوداء , التي لا بد من اللجوء إليها , للكشف عما وصَفه أمين معلوف باختلال العالم , وإماطةِ اللثام عن عيوبهِ وأعطابه .
ومع أن المواصفاتِ المطلوبةَ لهذا البيان لا تترك لي ترفَ التوغّل بعيداً في الكشفِ عن الملامح التفصيليةِ للروايات المرشحة , إلا أن ذلك لايجبُ أن يصرفنا , أنا وزملائي المحكمين , عن الاشارة الى أن الروايات التي قُدّمت هذا العام وإن كانت أقلّ من سابقاتها على صعيد الكم , إلا أنها تقف على المستوى النوعي , جنباً الى جنب مع أفضل الأعمال التي عرفتها هذه الجائزة منذ انطلاقتها . والسببُ في ذلك , لا يعود فقط الى أن جيلاً جديداً من الروائيين يتقدم الى ساحة الابداع مزوداً بما يتعدى الموهبةَ المجردةَ وحدها , ليتلمس بجرأةٍ بالغة كل مستلزمات الكتابةِ السرديةِ واختباراتها التجريبية , بل لأن هذه الأعمال قد تمت كتابتُها في لحظة الاشتباك النادرة بين الضجيج المتعاظم لتصدعات الواقع العربي المأزوم , وبين العزلة القسرية التي فرضها وباءُ الكوفيد 19 على البشرِ أجمعين , وعلى المبدعين منهم بشكلٍ خاص , حيث أمكن للكتابة الروائية أن تثمر , في ظلّ الكنف المزدوج للصمت والظلام .
إن أبرز ما كشفَ عنه التفحّصُ العميقُ للروايات الست التي بلغت القائمة القصيرة , هو انحسارُ الأنا المغلقة للمؤلفين , في مقابل التصاقِ هؤلاء بجذورهم السلاليّة , وترابهم الأم , وذاكرتهم الجمعية . وقد لا تكون الموضوعاتُ التي تصدتْ لها الأعمالُ المختارةُ جديدةً تماماً على القارئ المتخصص , فالحاضرُ العربيّ هو صورةٌ طِبقُ الأصلِ عن الماضي , والهيمنة الذكوريةُ في كامل سطوتها , والمرأةُ شبهُ مغيبة , والواقعُ مثخنٌ بكل أشكال الفساد , الذي لا يتورعُ سدنتهُ المتحكمون برقاب العباد , عن ارتكاب المذابح , او المتاجرةِ بالسموم , بُغيةَ تحقيقِ المكاسب المادية وتكديس الثروات , والأبطالُ فصاميونَ وقتلةٌ ومقتولون ، والمكانُ رجراجٌ وعديمُ الصلابة، والأزمنةُ مشظاة ، والعنف موزع بالتساوي بين السلطة الحاكمة وقوى التكفير الظلامي . إلا أن ما أكسبَ هذه الأعمالَ فرادتها هو شأنٌ آخر، يتعلق بثرائها الأسلوبي،وقدرتها على الادهاش وحبس الأنفاس، وحبكتها المتقنة والمشوقة , ولغتها الحاذقة ذاتِ العصب التعبيريّ المتفاوتِ ليونةً واشتداداً، كما باستثمارها الناجح على الأساطير والمتخيّل الجمعي .
ومع ذلك , فلم يكن من السهولة بمكان أن تصل اللجنةُ المحكمة الى ما وصلت إليه من نتائج , فالجناس الناقص بين الحريةِ والحيرة ليس أمراً بلا دلالة، والامتحانَ الأصعب للحرية لا يتمثل بالمسالك الالزامية للرحلات , بل بمفترقات الطرق التي تُوقِفنا طويلاً في مهب الاحتمالات المتعاكسة، حيث للقرارات المتخذة ارتداداتٌ متباينةُ التبعات . ومن بين ثلاثين روايةً على وجه التقريب كانت تتقدم بثبات وبفروقٍ ضئيلةٍ الى ساحة المنافسة، كان علينا مكرهين وبقدرٍ غير قليلٍ من المكابدات، والمداولات الشاقة والنقاشات المعمقة, والتزاماً بشروط الجائزة وأنظمتها، أن نكتفي من بين الروايات الرائعة التي قرأناها، بستةَ عشرَ عملاً في مرحلة القائمة الطويلة، وبستةٍ أعمال في المرحلة الحالية. على أنني أستطيع أن أؤكد باسميَ الشخصي، وباسم زملائيَ الأربعة، أن ما توصلنا إليه من نتائج وخلاصات، قد استند من وجهة نظرنا الى اعتبارات فنية وإبداعية، لا علاقة لها بكل ما يتصل ببلد الكاتب أو عمره أو جنسه أو شهرتهِ، أوالجهة الناشرة لعمله المرشح. وقد ارتأت اللجنة المحكمة تبعاً لذلك , أن تتضمن القائمةُ القصيرة للجائزة , الأعمالَ الستةَ التي سأتولى تسميتها وفق الترتيب الأبجدي لأسماء أصحابها، وهي التالية:


1– دفاتر الوراق , جلال برجس ( الأردن ) – المؤسسة العربية للدراسات والنشر
2 – الاشتياقُ الى الجارة , الحبيب السالمي ( تونس ) , دار الآداب
3 – الملف 42 – عبد المجيد سباطة ( المغرب ) , المركز الثقافي العربي
4 – عين حمورابي – عبد اللطيف ولد عبدالله ( الجزائر ) – ميم للنشر
5 – نازلة دار الأكابر – أميرة غنيم ( تونس ) , مسعى للنشر والتوزيع
6 – وشم الطائر – دنيا ميخائيل ( العراق ) – دار الرافدين

السابق
كيف أقفل دولار السوق السوداء مساء اليوم؟
التالي
تأثير مدمر.. سفير المملكة المغربية بلبنان يدعو للعمل نحو خطة عام 2030 ما بعد كورونا