«تجارة» لبنانية وسورية بالغذاء المدعوم جنوباً..وجنون الدولار يُفجّر الشارع!

المتاجرة بالغذاء المدعوم على مستوى فردي بدأت تنتشر في الجنوب و"ابطالها" لبنانيون وسوريون وفلسطينيون وهو ما يؤثر على الاسعار وسد حاجات الناس في بعض الاصناف كالسكر والطحين والزيوت والحليب. في المقابل شكل تفلت الدولا ر بشكل جنوني مشكلة كبيرة دفعت العديد من المؤسسات الى اغلاق ابوابها بعد تأرجح الدولار السريع وتقلبه. (بالتعاون بين "جنوبية" "تيروس" "مناشير").

لا صوت يعلو فوق صوت الشارع ولا صوت اكثر حضوراً من الارتفاع المدوي لسعر صرف الدولار والذي قفز ما يقارب الف و200 ليرة في 12 ساعة ليكون امس يوم الارقام القياسية لـ”الدولار اللبناني”.

ومع هذا الارتفاع المفاجئ والصارخ، وبعد ارتفاع الاسعار تلقائياً خلال ساعات النهار في المتاجر ومحلات التغذية وقطع الغيار والزيوت والادوات الكهربائية، رصد موقع “جنوبية” امس توقف المحلات الصغيرة والمتوسطة من سمانة وخضروات ولحوم عن البيع والبعض منها اغلق ابوابه بسبب التخبط في كيفية التعاطي مع الاسعار. فهل يبيعون على سعر 11 الف او 10800 او 10500 . وهذا التقلب السريع اوقع التجار ايضاً في حيرة كما اربك واقلق الناس الذين شعروا فعلاً بحجم الكارثة وهول ما اوقعهم فيه طغمة من الحكام الفاسدين.

في المقابل وفي فضيحة “ابطالها” سوريون ولبنانيون، يتردد في الجنوب منذ اكثر من شهر عن وجود العديد من الوجوه المألوفة باتت تتردد بين فروع السوبرماركات وتتسوق البضاعة المدعومة لتبيعها في أماكن اخرى غير مدعومة.

وهذه العمليات تبدو ناجحة داخل القرى والمحال الصغيرة التي تبيع بالمفرق بينما يشتري كبار التجار والمستوردون كل ما يقع تحت ايديهم. وعلم موقع “جنوبية” ان هناك تاجراً في قضاء صور ومعروف جداً ولديه امكانات مادية هائلة ومدعوم من “حزب الله” يقوم كل نهار دمعة بشراء ما يتيسر من مساعدات من الاونروا والامم اي المنظمة الدولية التي تعنى بشؤون النازحين حيث تقدر قيمة الحصة الغذائية  الواحدة التي توزع من برنامج الغذاء العالمي والاونروا  الى اللاجئين الفلسطينيين والنازحين الفلسطينيين بـ50 دولار اميركي وهي تتم بشكل دوري اما شهرياً او فصلياً.

ويعمد التاجر المذكور الى شراء كل ما يعرض عليه بنصف السعر ليعود ويبيعه على انه بضاعة مدعومة في متجره الضخم والذي يضم كل ما يحتاجه المنزل من غذاء وسمانة ومواد تنظيف وبلاستيكيات الخ. 

توقيف نازح يتاجر بالمدعوم!

جنوباً وفي حادثة مقلاقة، أوقفت قوى الامن الداخلي احد الاشخاص السوريين بسبب شرائه كميات كبيرة من البضائع المدعومة من احد التعاونيات الكبيرة في منطقة صور وأعادت كل البضاعة لكي يستطيع الجميع شراء حاجياتهم.

وتبين وفق ملعومات “تيروس” ان النازحين يشترون البضائع المدعومة من احدى التعاونيات

وهي التعاونية الاكثر حصولاً على المواد الغذائية المدعومة في الجنوب بسبب مساهمة “حزب الله” فيها من خلال بطاقة دعم من “الامم” بكميات كبيرة ليصار إلى بيعها لتجار الجملة اللبنانيين.

إنتفاضة الجنوب مستمرة

جنوباً قطع المحتجون عدة نقاط في صيدا، إيليا، النجمة، مقابل بنك عودة، و حصلت مشادة بين المحتجين والجيش، ناشد خلالها المحتجون النائب أسامة سعد بالتدخل، و الذي بدوره وجَّه  امس نداءاً طالب فيه الناس بالنزول إلى الشارع.

وعلى الخط الساحلي، قطعت طريق عدلون، عند مسجد النبي ساري، و تجمع المحتجون في ساحة العلم، و جالوا في شوارع المدينة مرددين أصوات المطالبة، بإسقاط المنظومة الفاسدة.

و لم يختلف المشهد عنه في النبطية، و كذلك شهدت بعض المناطق الداخلية في مرجعيون و حاصبيا، عدة وقفات إحتجاجية.

البقاع

بقاعاً، وما إن أعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، عن المخاطر التي تواجه لبنان مهدداَ بالانكفاء عن تصريف الاعمال دون ان يقدم رؤية للخروج من النفق المظلم الذي رسمته بعبدا في تشكيل حكومة المهمة لضبط الانهيار الحاصل، حتى حلق سعر صرف الدولار وملامساً الـ11 ألف ليرة ومعه طارت الاسعار وارتفع الطلب على الدولار فيما شهدت سوق الصرافين في شتورا امتناع جميع الصرافين عن بيع الدولار.

إقرأ أيضاً: الجوع يَفتك بمخازن «حزب الله» الغذائية..والفوضى تُسابق نار الأسعار!

وفور انتهاء دياب من كلمته وارتفاع سعر الصرف بشكل ملحوظ ، حتى نزل الناشطون الى الشارع وعملوا على قطع الطرقات الرئيسية والدولية احتجاجا على تردي الاوضاع المعيشية، بدءا من بعلبك والهرمل وصولا الى راشيا والبقاع الغربي وطريق ضهر البيدر، وعند مفرق المرج تقاطع برالياس، وفي راشيا في الرفيد، وصهر الأحمر.

وفي شتورا التي اقفلت من كافة المداخل وامام المخفر مما سبب بزحمة سير خانقة دفعت الناس لسلوك طرقات ترابية وعرة. وطالبوا بإسقاط رئيس الجمهورية ميشال عون واجراء انتخابات نيابية مبكرة.

انقطاع الوقود في البقاع

وشهدت كافة محطات الوقو في البقاع نفاد خزاناتها من الوقود بنزين ومازوت، ما حدا بان يرفعوا خراطيمها، لذا يعتبر هذا الانقطاع هو الاشد والاقسى منذ بدء الازمة الاقتصادية، لان الانقطاع شمل حتى المحطات التي تديرها الشركات، والتي كانت هي الاكثر تامينا للمادتين مازوت وبنزين. هذا الانقطاع تسبب بمشاكل فردية بين المواطنين انفسهم اثناء انتظار ادوارهم عند المحطات.

السابق
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية ليوم السبت 6 آذار 2021
التالي
لبنان في قبضة الفوضى «المتناسلة» وجنون الدولار