«الانترنت» يتهالك.. ويهدد بعزلة لبنان!

انقطاع الانترنت

توفّر خدمة انترنت بجودة عالية نعمة مفقودة في لبنان، فالإمساك بهذا الخط الذي يشغّل معظم القطاعات ويدخل في عصب الحياة اليومية، تحوّل الى مهمة صعبة بالنسبة للكثيرين، في ظل الانقطاع المتكرر والتباطؤ “المستفز” الذي يشل عمل المؤسسات والافراد، ويضعف الإنتاجية الى حد ضربها وتوقفها في أحيان كثيرة.

 الحاجة المتزايدة والملحة لهذه الخدمة في ظل تفشي وباء كورونا والاعتماد عليها بشكل شبه كلي في تسيير الاعمال، يهدد في حال غيابه أيضا بعزل لبنان عن محيطه مما يزيد من أزماته وتدهوره.ويكثر تأويل الأسباب الموجبة لهذا الانقطاع، منها تأثر الخدمة بالطقس والعواصف، ولكن حقيقة المشكلة في مكان اخر مختلف، فكيف يشرح أصحاب الاختصاص هذا الامر؟ 

اقرا ايضا: هدوء الشارع يقابله سياسة «حركة بلا بركة»!

الخبير في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا المهندس مارون حلو لـ “جنوبية” ان “لبنان ما زال متأخراً نسبياً في مجال تسريع خدمة الانترنت، لأسباب عدة منها عدم تحديث هذا المرفق الذي تتطور خدماته وطرق عمله بشكل متسارع عالميا، اما في لبنان فإن البنى التحتية تعاني من ضعف شديد بحيث لا يمكن للشبكة الحالية تحمل ضغط التشغيل المتزايد”. 

في لبنان فإن البنى التحتية تعاني من ضعف شديد بحيث لا يمكن للشبكة الحالية تحمل ضغط التشغيل المتزايد

وعن أسباب الانقطاع المفاجئ في خدمة الانترنت خلال الظهر، وهي تشكل فترة الذروة في العمل يؤكد حلو انه “في فترات الاقفال العام وساعات الحجر الطويلة، كما اعتماد دروس “الاونلاين” بتقنية “الفيديو لايف” يصبح الضغط كبيرا على الشبكة وهي تعاني من ضعف واهتراء وتحتاج الى صيانة بشكل دوري، وهو ما يتعذر بسبب الحاجة الى تغيير بعض القطع المستوردة بالدولار”. يذكر ان عملية الحصول على الإنترنت بكافة تفاصيلها، تكلف لبنان نحو 4 مليون دولار سنوياً، موزّعة بين 2 مليون دولار كلفة تشغيل وصيانة للكابلات البحرية، و2 مليون دولار كلفة استجرار الإنترنت، يدفعها لبنان على دفعات فصلية كل 3 أشهر. 

ولكن لماذا تكون خدمة الانترنت سريعة في منطقة معينة في حين تضعف في مناطق أخرى؟ هنا يؤكد حلو ان “خدمة الانترنت تضعف بشكل كبير في المناطق النائية التي تعاني من تأخر في الصيانة وبسبب بعدها عن الشبكة، وهي تضعف بشكل خاص في المناطق الجبلية بسبب تكوّن الضباب، اما في بيروت والمناطق القريبة منها فقوة الخدمة تبدو اسرع وذلك يعود الى اتصالها بـ “الفايبر اوبتيك” التي نفذت المرحلة الأولى منه في العاصمة”. 

وتحدث حلو عن مشكلات عديدة اخرى تواجهها خدمة الانترنت، منها “حاجة محطات الارسال وتقوية البث، الى تشغيل المولدات الكهربائية وامدادها بالمازوت، وبسبب الانقطاع المتزايد والمستمر في التيار الكهربائي، كان له تأثير سلبي كذلك على جودة الخدمة”، بحسب حلو. وختم “لم نصل بعد الى المشكلة الكبيرة المتوقعة في حال رفع الدعم، خاصة وان الدولة لا تضع في أولوياتها هذا القطاع، وتعتمد الشركات الخاصة تسعيرة البطاقة وفق الدولار المدعوم أي على سعر 1500 ل.ل، والسؤال: في حال رفع الدعم هل ستستمر هذه الشركات الموزعة في عملها بعد ان يتضاعف السعر؟”.

السابق
هدوء الشارع يقابله سياسة «حركة بلا بركة»!
التالي
التوجه نحو رفع السعر شبه محسوم.. الى أين سيصل سعر ربطة الخبز؟