هدوء الشارع يقابله سياسة «حركة بلا بركة»!

احتجاجات لبنان

يعود الهدوء النسبي الى الشارع، وسط ترقب لهبَة جديدة مفترضة لا يُعرف توقيتها و لا تُحمد عقباها، في ظل مواقف سياسية على خلفية اقتصادية، “لا تسمن ولا تغني من جوع”.

وكان لافتا في هذا السياق، موقف رئيس “الاشتراكي” وليد جنبلاط، الذي تحدث  عن “فوضى كبرى” محذرا من ارتفاع الدولار أكثر، متسائلا: “ماذا سيفعل العسكري عندما يصبح راتبه حولي الـ 60 دولار؟”، وإشارة جنبلاط وتحديدا “العسكرية”، لها مدلولاتها الخاصة، وقد رأت مصادر ان “ما يرمي اليه جنبلاط هو التحذير من انحلال اخر مؤسسة وطنية جامعة ممسكة بزمام الامن والاستقرار”.
من جهته، قام رئيس الجمهورية ميشال عون باستدعاء حاكم مصرف لبنان على وجه السرعة لاستيضاحه، مطالباً بإجراء تحقيق وملاحقة المتورطين مشدداً على مسار التدقيق الجنائي، الامر الذي وصفته أوساط مراقبة بـ “الخطوة المتأخرة باعتبارها تأتي في سياق شكلي لا أكثر، ولا تدخل في باب الحلول الحقيقية من تحقيق الإصلاحات ووضع خطة اقتصادية والاهم الدفع الى تأليف حكومة انقاذية تكون على قدر الازمة وتحظى بثقة المجتمع الدولي”

اقرا ايضاً: إنتفاضة الثوار تُفرمل جموح الدولار..والموت «الكوروني» يَقسو جنوباً وبقاعاً!

في المقابل ردت جمعية المصارف على اتهامها بالتسبب بارتفاع سعر صرف الدولار بالضبابية السياسية في البلاد في ظل التخبط السياسي والتجاذبات والمناكفات، معتبرة ان “السيطرة على تفلّت الدولار في السوق السوداء رهن بتطورات سياسية تعيد الثقة الى اللبنانيّين وباعتماد سياسات احتوائية من مختلف السلطات المعنيّة للسيطرة على عجوزات لبنان المالية الخارجية”.
وبالعودة الى عملية التأليف الحكومي، برز موقف لحزب الله امس على لسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم الذي أشار الى انه “ما لم تُؤلَّف الحكومة فكل حلول الدنيا لن تنفع لأنّ الحكومة هي التي يجب أن تضع برنامجاً إصلاحياً وإنقاذيا”، معيدا التذكير “بطرح السيد نصرالله كمخرج وحلً فيهما تنازلات متبادلة”.
فيما اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان “الطريق الاقرب والاقصر للخروج من الازمة هي الانتخابات النيابية المُبكرة، الى جانب حل التدويل”، داعيا “باقي النواب الى الاستقالة من المجلس النيابي وللذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة، ومع الانتخابات ستتغير الاكثرية النيابية وسنذهب الى انتخاب رئيس جديد وحكومة جديدة”.

خفوت الضجة في تحقيقات المرفأ، قابلها تحرك حزب “القوات اللبنانية” حيث توجه وفد من “الجمهورية القوية” للقاء متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، لإطلاعه على العريضة النيابية المقدمة من قبل التكتل إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للمطالبة بلجنة تقصي حقائق دولية في انفجار مرفأ بيروت، “باعتبار أن غالبية اللبنانيين فقدوا ثقتهم بالتحقيق المحلي”.
على الضفة المجاورة، وحده قطاع النقل حقق خرقاً في تحقيق مطالبه وانتزع زيادة نسبة 30% على تعرفة النقل لتصبح 4000 ل.ل. استثنائيا في فترة الاقفال، ورأت أوساط “صعوبة تراجع التعرفة الى ما كانت عليه في ظل التدهور المتمثل بارتفاع سعر المحروقات واستمرار الدولار بالتحليق”.

السابق
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 4 آذار 2021
التالي
«الانترنت» يتهالك.. ويهدد بعزلة لبنان!