«القوات» تختبئ وراء «معارضة شيعية» مزعومة لتفتح على «حزب الله».. فياض لـ«جنوبية»: كيف نحاور طرفا يضع سلاحه على الطاولة؟

كشافة القوات اللبنانية ومقاتلين من حزب الله
أثارت مقالة مسؤول جهاز الإعلام والتواصل في حزب "القوات اللبنانية" شارل جبور "حوار على المكشوف ومن دون كفوف" في جريدة الجمهورية والتي نقل فيها عن مصادر "ملتبسة" ومزعومة اسماها "أوساط شيعية معارضة" لـ"حزب الله" تعتبر بأن "لا حل للأزمة اللبنانية من دون الاصرار على مؤتمر حوار وطني وملاقاة الحزب بدعوته إلى مؤتمر تأسيسي".

علامات إستفهام في أوساط المعارضة الشيعية المعروفة “أصلا وفصلا” لأسباب عدة، أولها أنه لا يوجد في صفوفها من يتبنى منهجية التفكير هذه، وثانيها تشكيكها بأن تكون “الأوساط” التي تحدث عنها جبور هي محاولة “جس نبض” قواتية لمعرفة مدى إستعداد الحزب للحوار معها كشريك مسيحي، بديل عن شراكته مع التيار الوطني الحر الذي خسر الكثير من وزنه المسيحي ومكانته الدولية.

إذا سبب تحفظ المعارضة الشيعية على ما ظهر من “طروحات في مقالة جبور” هو أنها تعتبر نفسها في صلب ثورة 17 تشرين، وتقول مصادرها لـ”جنوبية” أن “المطلوب ليس روتشة نظام المحاصصة الطائفية وإعادة إقتسامه، لأن أغلبية المعارضة الشيعية تريد دولة مدنية”، لافتة إلى أن “الكلام المنقول عن المعارضة الشيعية لا يمثلها، لأن وقوفها ضد الثنائي الشيعي ليس إعتراضا على أن حصة الشيعة في الدولة ضئيلة، بل لأنها ضد المحاصصة التي تريد إلغاءها من أجل دولة المواطنة”.

الهدف الحقيقي من هذه المقالة هو فتح القوات لحوار مع حزب الله، من أجل الوصول إلى رئاسة الجمهورية

يعتبر المصدر أن “الهدف الحقيقي من هذه المقالة هو فتح القوات لحوار مع حزب الله، من أجل الوصول إلى رئاسة الجمهورية وصياغة تسوية جديدة معه، فالقوات تريد السير على نفس الخطى التي سار عليها ميشال عون سابقا وأوصلته إلى سدة الرئاسة”، مشيرا إلى أن “من ينصح القوات بذلك يخدعها لأن الحزب ليس بوارد التخلي عن سلاحه وإنتخاب سمير جعجع لرئاسة الجمهورية مقابل لا شيء”.

المعارضة الشيعية والنقاش مع حزب الله

تقارب الناشطة السياسية الدكتورة منى فياض ما نقله جبور عن “ما يسمى المعارضة الشيعية” من زاوية أوسع، فبرأيها هناك عدة نقاط يمكن تسجيلها على الطروحات التي تضمنتها المقالة، وتوضح لـ”جنوبية” أنه “لو كان هناك معارضة شيعية جدية تكونت وأطلقت هذا الكلام، فمن الاجدى بها التواصل والنقاش مع حزب الله حول طروحاتها لأن هذه الطروحات تناسب الحزب”، معتبرة أن “توصيف جبور للمشكلة حول أن إتفاق الطائف قام بتسوية بين السنة والمسيحيين ليس دقيقا، لأن الشيعة هم جزء من المسلمين وحين تكونت الدولة اللبنانية كان المسلمون هم السنة والشيعة، وكان هناك تطابق في الافكار بينهم في ما خص البعد العربي للبنان، والتسوية في الطائف حصلت بين المسلمين (سنة وشيعة) وبين المسيحيين وليس صحيحا التفريق بينهم”.

ينقل جبور في مقالته “دعوة ما أسماها المعارضة الشيعية إلى فتح حوار ونقاش عميق مع حزب الله لتهيئة الارضية اللازمة للوصول إلى حل على غرار ما حصل بين الاطراف اللبنانية قبل الطائف إلى أن أنتجت هذه الحوارات المتراكمة وثيقة الوفاق الوطني”، لكن فياض ترد على هذه الدعوة بالتذكير بأن “حزب الله رفض الطائف كما رفضه العونيون لأن لكل منهم أجندة خاصة، ولا يعنيهم الحفاظ على الجمهورية اللبنانية، فالتيار العوني يريد وضع يده على السلطة، والحزب يريد المساهمة في وضع إيران يدها على الدولة اللبنانية ولا يمكن إجراء هذا النوع من المقارنات”.

فياض لـ”جنوبية”: بعد أن وضع حزب الله يده على الدولة اللبنانية إنهارت هذه الدولة

تضيف:” أما النقطة الثانية التي تقول أن الحزب أكمل السياسة التي كان ينتهجها السوريون بعد خروجهم من لبنان ليس دقيقا، صحيح أن السوريين منعوا تطبيق إتفاق الطائف ووضعوا يدهم على كل مفاصل الدولة، لكن الدولة اللبنانية بقيت قائمة شكليا وبقي الاحترام لهذه الشكلية موجودة”، معتبرة أنه” بعد أن وضع حزب الله يده على الدولة اللبنانية اليوم بمعاونة آخرين، إنهارت هذه الدولة ووصلنا إلى وضعية الدولة الفاشلة بكل مقاييسها ، وهذا ما رأيناه مثلا في عدم إنتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنتين ونصف تقريبا، لأن حزب الله لا يقبل إلا بإنتخاب رئيس معين وهذا ما لم يكن يحصل أيام السوريين”.

طرح جبور في مقاله ضرورة الحوار مع حزب الله هو عكس ما تريده ثورة 17 تشرين

وترى أن “طرح جبور في مقاله ضرورة الحوار مع حزب الله، هو عكس ما تريده ثورة 17 تشرين التي لا تريد الخروج من منظومة حكم تسهل للخارج السيطرة على لبنان إلى منظومة إعادة تقسيم الحصص”، مشددة على أن “المعارضة الشيعية تريد إسترجاع لبنان المواطنة، فحليف حزب الله يقول أنه يريد دولة مدنية ، لكن السؤال هل الدولة المدنية تقف عند طائفة قيادة الجيش أو مأموري الاحراج مثلا، هذه النقاط كلها خارج الدستور والاعراف”.

المطلوب تحرير البلد عبر سحب الغطاء الشرعي عن الحزب والذي تؤمنه له التحالفات القائمة!

تصف فياض ما “يطبق الآن هو خارج أي عرف أو دستور ونحن نعيش في دولة محتلة، وبالتالي من يتصور أن التنازل للحزب سيوصل إلى حل فهو مخطئ والدليل هو أن الحزب وضع يده على البلد”، وتعتبر أن “المطلوب تحرير البلد عبر سحب الغطاء الشرعي عن الحزب والذي تؤمنه له التحالفات القائمة بين الحزب وبين التيار الوطني والتحالف الذي حصل بين القوات والتيار”.

هل يقبل الحزب محاورة القوّات؟

وتذكّر أنه “منذ العام 2006 حصلت طاولات حوار في لبنان من دون أي طائل”، وتسأل “كيف يمكن محاورة طرف يضع سلاحه على الطاولة، ولماذا عليه تقديم تنازلات في طاولة الحوار إذا كان يحصل على ما يريد بسبب تغطية بعض الاطراف له، وهل يقبل الحزب الحوار مع القوات مثلا وهل هناك ضمانات بأن يتنازل عن كل ما يسيطر عليه من أجل إرضاء المكونات اللبنانية الاخرى؟”.

وتختم: “أي نظام جديد سيتم الاتفاق عليه في ظل سيطرة حزب الله على مفاصل الدولة، سيُدخل إيران أكثر وأكثر في تفاصيلنا السياسية، أما الحل هو بتفعيل مبادرة بكركي والمساعدة من أجل تطبيق الدستور والطائف قرارات الشرعية الدولية قبل أي بحث في الاصلاحات المطلوبة مهما كان نوعها”.

منى فياض
منى فياض
السابق
«حزب الله» يشن هجوماً شرساً على إعلامي الـmtv.. ويسخر: نُقاوم بالـ«ناضور»!
التالي
900 ألف وثيقة رسمية تدين الأسد.. شريك أساسي في القتل والتعذيب