«القصف المتبادل» على جبهتي بعبدا وبيت الوسط يُصيب من الحكومة مقتلاً!

من الواضح أن كل “حيطان العمار” قد هُدمت بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، بعد ما حمله خطاب ذكرى إستشهاد الرئيس رفيق الحريري من رسائل من بيت الوسط إلى من يعنيهم أمر تشكيل الحكومة، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر.

اقرأ أيضاً: الفرزلي «المتفائل» لـ«جنوبية»: الحكومة «شباطية»!

صحيح أن رد بعبدا والتيار الوطني الحر لم يتأخر، ومن المتوقع أن يستكمل يوم الاحد المقبل (مع المؤتمر الصحفي لباسيل)، إلا أن أكثر ما يلفت إلى عمق الازمة التي تفصل بين الجانبين  وتشعبها، هو الكلام الذي صدر عن مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي اليوم حول “وقف العد” بين المسلمين والمسيحيين ( في معرض رده على الرئيس الحريري) معلنا “نحن قوم لا يرهبنا تطبيع من هنا أو تخصيب من هناك، فهذه أرضنا وهذا وطننا النهائي”، ما يشي أن المشكلة باتت في مكان آخر وليس الامر مقتصرا على مشكلة حقائب وأسماء، بل حول ماهية دور كل من الرئاسة الاولى و الثالثة بما تمثل في خريطة الطوائف وحصصها و مكتسباتها.

محمد الحجار
محمد الحجار

الافراج عن مراسيم الحكومة

كل ما سبق يدفع للبحث عما هو المطلوب في المرحلة المقبلة من الطرفين للخروج من الازمة، بعد أن ظهرت كل الاوراق والخفايا التي أعاقت تأليف الحكومة وتنفيذ المبادرة الفرنسية، وعلى هذا السؤال يجيب عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار “جنوبية” بأن “المطلوب من رئيس الجمهورية في المرحلة المقبلة هو الافراج عن مراسيم تشكيل الحكومة، وإذا كان لديه ملاحظات فلا مانع من إعلانها وطرحها للنقاش وأن يقلع عن نغمة الثلث المعطل”، معتبرا أن”إصرار النائب جبران باسيل عبره( الرئيس عون) على الثلث المعطل  يزيد ويمدد معاناة اللبنانيين ويأخذ البلد لخراب ودمار أكثر، لأن الحديث عن أنه يريد 6 وزراء  بالاضافة إلى وزير الطاشناق يعني أنه يريد الثلث المعطل”.

الحجار لـ”جنوبية”: للثلث المعطل أهداف أخرى 

يضيف:”المطلوب أيضا أن يقتنع أن هذه الحكومة لن تكون إلا حكومة إختصاصيين لا حزبيين، لأن المطالبة بوزراء حزبيين أو أشخاص يدورون في فلك الاحزاب  لن تمر، لأن هذا الامر مرفوض ليس فقط من الرئيس المكلف بل أيضا من المجتمع الدولي و العربي على السواء مصرين على هذه المعايير”.

يعتبر الحجار أن “هناك اهداف أخرى من وراء التمسك بالثلث المعطل لكننا لا نعرف ما هي، والاصرار على الثلث المعطل بشكل مباشر أو غير مباشر والتلطي وراء هذه المطالبة عبر رمي التهم والافتراءات، بأن هناك محاولة لمصادرة حقوق المسيحيين وحقوق رئيس الجمهورية هذا أمر غير صحيح”.

ويختم:”ما أظهره الرئيس الحريري من لائحة التشكيلة الحكومة أظهرت أن الرئيس عون سلّم الرئيس المكلّف مجموعة أسماء وأن إدعاءه بأنه لم يعط الرئيس المكلف أسماء غير دقيق”.

ادغار معلوف
ادغار معلوف

رئيس الجمهورية يطبق الدستور

على ضفة تكتل لبنان القوي يرى عضو التكتل النائب إدغار معلوف أن ” الورقة التي سلمها الرئيس عون للرئيس الحريري تظهر أنها تضم أسماء من كل الطوائف، ما يعني أن الرئيس الجمهورية  يتعاطى مع الموضوع بحسب المادة 53 أي أنه شريك لرئيس الحكومة في عملية التأليف”، لافتا إلى أنه “بعدها بدأ الرئيس المكلف بالحديث عن ثلث معطل وعن حصة رئيس الجمهورية وأنه إختار نحو 5 أسماء من اللائحة، والسؤال هل يريد أن يشكل حكومته بحسب الاحجام والطوائف أم بحسب الدستور؟، لأن الطائف يمنح رئيس الجمهورية الحق في النقاش مع الرئيس المكلف حول كل الوزراء من مختلف الطوائف”.

معلوف لـ”جنوبية”: إذا إستمر منطق الحريري  لا حكومة  في هذا العهد 

يشدد معلوف على أن “رئيس الجمهورية يتعاطى مع تشكيل الحكومة بحسب ما ينص عليه الدستور ، و إذا هذا المنطق سيكمل سنبقى إلى آخر العهد من دون حكومة”، مشيرا إلى أن “هناك سبب آخر لعدم ولادة الحكومة، الرئيس المكلف يجول في كل دول العالم ما عدا المملكة العربية السعودية، وهذا يعني ان المشكلة تكمن هنا في الوقت الذي يحاول عرض عضلاته علينا ليبيع ما يحقق من مكاسب في الخارج”. ويختم:” الامور لا يمكن أن تسير وفق هذا المنطق”.

النائب فيصل الصايغ
النائب فيصل الصايغ

تغيير الذهنية

يقرأ عضو اللقاء الديمقراطي النائب فيصل الصايغ المشهد الحكومي وتداعياته إنطلاقات من إختلاف الذهنية حول كيفية تطبيق المبادرة الفرنسية وتشكيل الحكومة، ويقول ل”جنوبية”: “الوضع الحكومي مقفل لأن  هناك إختلافا في الذهنية بين الرئيس المكلف وبين الرئيس عون حول تشكيل الحكومة،  فالرئيس الحريري يهمه الالتزام بالمبادرة الفرنسية التي تنص على تأليف حكومة مهمة تتناسب ومتطلبات هذه المرحلة، بينما لدى الرئيس عون مفهوم آخر  للحكومة لأنها قد تستمر إلى ما بعد موعد الانتخابات النيابية والرئاسية( في حال عدم حصولهما) ما يعني أنها  ستحكم البلد و لذلك هم مصرون على الثلث المعطل”، معتبرا أن “هذين المفهومين لا يمكن أن يلتقيا وأعتقد أنه ستطول القصة إذا بقينا وفقا لهذه العقلية”.

الصايغ لـ”جنوبية”: العهد يريد الامساك بكل مفاصل الدولة 

يرى الصايغ أن “رهان الطبقة السياسية على عدم تخلي المجتمع الدولي عن لبنان أوصلتنا إلى هنا ،والدليل هو سقوط لبنان ماليا وإقتصاديا مما يعني انه لا يمكننا الاتكال على الخارج كما هو متصور”، مشددا على أن “المجتمع الدولي لن يساعدنا بدولار واحد من دون تنفيذ الاصلاحات وتأليف حكومة أخصائيين، لكن جزء من  الطبقة السياسية ترفض القيام بما عليها من إصلاحات، فكرة مساعدة لبنان دون اي شروط إنتهت و لم تعد هناك ثقة ، والطريق الوحيد لإستعادتها هو عبر تنفيذ المبادرة الفرنسية”.

في المقابل يرى الصايغ أن “الحكومة التي يطرحها الرئيس عون حتى لو تشكلت، لن تؤتي بنتيجة بل ستكون إدارة إنهيار لأنها ستكون حكومة مسيسة ولن تنفذ ما تطلبه المبادرة الفرنسية”، معتبرا أن  “الخلاف هو هل الهدف تشكيل حكومة او تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الاصلاحات ؟ لأنه داخليا لا يمكن إنقاذ الوضع المالي و الاقتصادي ولا بد من مساعدة دولية وحكومة قادرة على مخاطبة المجتمع الدولي”.

ويلفت إلى أن “القوى السياسية التي تعارض هذه الاصلاحات تملك أكثرية في مجلس النواب، و يمكن أن تسقط الحكومة في أي وقت تشعر انها لا تنفذ ما تم الاتفاق عليه حول السياسية الاستراتيجية للبنان فلماذا الخوف؟ “

ويختم: “المبادرة الفرنسية واضحة بأن هدف الحكومة هو الاصلاح الاقتصادي، وللاسف ان العهد يريد الامساك بكل مفاصل الدولة عبر الثلث المعطل”.

السابق
وجيه قانصو يكتب لـ«جنوبية»: لبنان.. أزمة دستور أم حوكمة
التالي
مع بدء حملة التطعيم.. هل من عوارض على من تلقى لقاح كورونا؟