تقلبات تنظيمية وحزبية كثيرة يشهدها الحزب “القومي” منذ عزل النائب اسعد حردان في 22 تموز منذ العام 2016 عندما وافقت المحكمة الحزبية في الحزب “السوري القومي الاجتماعي” بالاجماع على الطعن المقدم امامها الرافض للتمديد لأسعد حردان لولاية ثالثة في رئاسة الحزب، بعد أن تم تعديل دستوره.
وخلال السنوات الـ5 الماضية ويعيش “القومي” هزات تنظيمية وداخلية كثيرة وتمثلت في استقالة وتعيين اكثر من رئيسه له وصولاً الى 13 ايلول الماضي تاريخ اجراء “القومي” انتخابات مجلسه الأعلى (السلطة التشريعية) التي رفضها حردان بعد خسارته فيها ولائحته ولجوئه إلى القضاء اللبناني، للطعن في شرعية الانتخابات الحزبية. والاحتكام إلى العدلية اللبنانية يكاد يرقى إلى مستوى المحرّم في الحزب القومي.
وبعد الطعن وتعطيل العمل بهذه الانتخابات بقرار قضائي حتى انتهاء مفعول قرار تعطيل المهل بسبب “كورونا”، ورغم ذلك اجتمع المجلس الاعلى الجديد وانتخب ربيع بنات رئيساً له في حين بقي وائل الحسنية رئيساً ايضاً للقومي وهو من “جناح” حردان ليصبح القومي حزبين واستعاد مشهد الانقسام قبل الطائف “المجلس الاعلى” و”الطوارىء”.
توتر مسلح في البترون
ودخل عدد من الشبان التابعين للنائب أسعد حردان على مركز منفذية الحزب السوري القومي الاجتماعي في البترون واحتلوه.
وعلى الفور، ادّعى مناصرو الحزب لدى مخفر قوى الأمن، وحضر الجيش وشعبة المعلومات إلى المنطقة والتحقيقات جارية.
توضيح “جناح حردان”
ولاحقًا، أوضحت عمدة الإعلام في جناح حردان (معن حمية) في الحزب أن ما ورد في خبر الـLBCI عن قيام عناصر تابعة للنائب أسعد حردان باقتحام مكتب المنفذية المذكورة عار من الصحة وذلك لأن مكتب منفذية البترون هو للحزب السوري القومي الاجتماعي، كما أن المتواجدين فيه هم قوميون اجتماعيون وفي مكتبهم.
وأسفت للزج باسم النائب أسعد حردان ووضعته في خانة المعلومات الخاطئة التي تجافي الحقيقة والواقع، مؤكدة أن مكاتب الحزب هي للحزب.
وبيان آخر من جناح بنات!
واصدر ا لحزب السوري القومي (جناح بنات)، بيانا جاء فيه أنه منتصف ليل أمس، قامت زمرة مسلّحة تابعة للنائب أسعد حردان وبقرار منه، باقتحام مكتب منفذية الحزب السوري القومي الاجتماعي بـ”الخلع والكسر” في قلب سوق مدينة البترون الآمنة ــ شمال لبنان، في سلوكٍ يشبه عمل العصابات الخارجة عن القانون والأخلاق. ولم تكتف تلك الزمرة بعملها المشين، الذي يطعن كلّ قومي اجتماعي في صدره، إنّما قامت أيضًا بتصوير ارتكاباتها التي تُظهر بوضوح تلقّيها التعليمات من مكتب حردان مباشرةً، ونشر الفيديوهات، التي تعيد إلى أذهان المواطنين، الفيديوهات التي صوّرتها ونشرتها مجموعات إرهابيّة روّعت أمنهم، بسلوكٍ يعكس استخفافًا بالدولة ومؤسّساتها.
وأوضح أنّ قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي آلت على نفسها، ومنذ الانتخابات التي جرت في أيلول 2020 وأفضت إلى انبثاق إدارة جديدة للحزب، عدم الانجرار خلف حملات التحريض التي قادها النائب المذكور، وأطلقت ورشة عملٍ داخلية وعملت تحت طبقة الثرثرة، لإعادة بناء ما هدّمه حردان طيلة عقود من احتكاره للقرار الحزبي.
إقرأ ايضاً: «الكورونا» يَفتك برئيس بلدية حالات..وأخبار سارة عن اللقاحات!
إنّ كلّ ما جرى، وصولاً إلى احتلال مكتب الحزب في البترون، سببه رفض حردان الاعتراف بإرادة القوميين التي تجسّدت في انتخابات أيلول، اعتقاداً منه أنّ الحزب ملكيّة شخصيّة له، وأنّ مصير القوميين رهن رغباته ومصالحه الفردية.
وتابع البيان :” بناءً على كلّ ما تقدّم، يهم الحزب أن يوضح التالي:
- إنّ مكتب منفذية البترون، لم يكن بداخله أي رفيق عند اقتحامه في ساعات الليل المتأخرة من قبل الزمرة المسلحة.
- إن هذه الممارسات تعرّض سلامة الحزب وسلامة القوميين الاجتماعيين للخطر، وهو أمرٌ لا يضعه حردان في حساباته الضيّقة والشخصية.
- يؤكد الحزب أنّ حردان لن ينجح في إرهاب القوميين بمعاركه الدونكيشوتيّة أو جرّهم نحو أي ردّ فعل، وإنّ القوميّين سيحبطون كل محاولاته لإغراق الحزب في مستنقع الانقسام الدمويّ الذي تمرّس به حردان، لأنّ زمان الفئويّة والفئويّين قد ولّى.
