كورونا «يُطيح» بقمة بكركي الروحية لإحداث خروق حكومية

بكركي

لم تُفض محاولات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الحثيثة منذ أشهر لإخراج لبنان من أزمته السياسية الحادة إلى النتيجة المرجوة، بالرغم من تنوع محاولاته تارة عبر طرح نظرية الحياد الايجابي لبلاد الارز، وتارة أخرى عبر تشجيعه التقارب بين الرئاستين الاولى والثالثة بعد تكليف الرئيس سعد الحريري لـتشكيل الحكومة، ومحاولته الجمع بينهما في بكركي حين علقت هذه التشكيلة في عنق زجاجة المصالح السياسية والمحاصصة الحزبية والطائفية للقوى المعنية بملف التشكيل.

محاولات تذهب أدراج الرياح

إذا كل الجهد الذي يبذله رأس الكنيسة المارونية ذهب أدراج الرياح، بالرغم من المساندة الواضحة من الكرسي الرسولي في الفاتيكان ودعم من المجتمع الدولي ولاسيما فرنسا، أدى هذا الأمر إلى إرتفاع منسوب إستياء البطريرك الراعي من المعنيين بتشكيل الحكومة خلال عظاته، ولا سيما يوم أمس الاحد ،بعدما لمس عرقلة متعمدة لمساعيه وجهوده لتسهيل عملية التشكيل، علما أن مصادر مقربة من الراعي تؤكد لـ”جنوبية” أن “سيد بكركي لن يتراجع عن مواقفه واصراره على حث المسؤولين كافة للقيام بمهامهم لتسريع عملية التشكيل مهما كانت العقبات والعراقيل في طريقها، لذلك إنتقل إلى مرحل مخاطبة جميع المسؤولين ليقينه أن المسؤولية لم تعد محصورة برئيس الجمهورية”.

تضيف المصادر:”من يعرقل تأليف الحكومة هم الطبقة السياسية بأكملها، وجميعهم لديهم مطالب ولا يقتصر الامر على التيار الوطني والرئيس الحريري ولكن المعني المباشر بهذا الموضوع هما عون والحريري”.

بلورة موقف موحد

من جهته يوافق المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض على “أن الراعي دائم الحركة لإخراج البلاد من آتون الازمة التي تتخبط فيها”، ويقول لـ”جنوبية” :”الاتصالات مستمرة مع كل الاطراف ومنهم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والرئيس فؤاد السنيورة في محاولة لدعم مبادرة البطريرك والسعي لدفعها نحو الامام”، لافتا إلى أن “البطريرك الراعي يرغب بإنعقاد قمة روحية للبحث بالوضع الحكومي ووضع المسؤولين السياسيين أمام مسؤولياتهم، لكن الوضع الصحي وإنتشار كورونا يحول دون إنعقادها، لكن العمل جار على بلورة موقف موحد من كافة المرجعيات الروحية حيال الازمة الحالية”.

غياض لـ”جنوبية”: الراعي يعمل على بلورة موقف موحد للمرجعيات 

يبدي غياض أسفه لأن “الامور لا تزال تراوح مكانها وكل فريق يعتبر خطوته تجاه الاخر هو نوع من التنازل، بينما يعتبر البطريرك الراعي أن كل الامور ترخص أمام المصلحة الوطنية وان تشكيل الحكومة بات أمرا ملحا جدا في هذا الظرف لأنها الباب الوحيد لكل الحلول ولإعادة لبنان على الخريطة الدولية”.

وليد غياض المسؤول الاعلامي لبكركي
وليد غياض

الانضمام إلى جبهة المعارضة؟

والسؤال الذي يطرح هنا هل يمكن أن تتلاقى محاولات الراعي مع جبهة المعارضة الموحدة التي يسعى لتأليفها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من إجل إحداث انفراج في المشهد السياسي؟،

يجيب أمين سر تكتل الجمهورية القوية فادي كرم”جنوبية” بالقول:”هناك تماهي في كثير من الامور مع البطريرك الراعي خاصة في موضوع الحياد، لأنه هو رأس الكنيسة المارونية التي تعطي تعليماتها الوطنية لكافة الافرقاء ولن يدخل في موضوع المعارضة التي نبتغيها، لكن إرشاداته وتعليماته تتوافق جدا إلى ما ندعو إليه كقوات لبنانية”.

كرم لـ”جنوبية”: توجهات بكركب  تتوافق مع دعوة القوات

ويوضح أن “الجبهة المعارضة ستتبلور حين تتأمن شروطها، و نحن لا نُخفي أن إنشاء هذه الجبهة يواجه عراقيل ناتجة عن خيارات وأداء كل فريق سياسي يسعى إلى معارضة النهج السياسي القائم حاليا”، لافتا إلى أن “هناك أفرقاء يعتبرون أن المعارضة لا تبدأ بالمطالبة بإنتخابات نيابية مبكرة ، في الوقت الذي ترى فيه القوات اللبنانية أن السبيل الوحيد لإسقاط هذه السلطة الحاكمة، هو بتغيير المجلس النيابي الحالي وإيصال الممثلين الحقيقيين للشعب اللبناني اللبناني الذي تغيرت خياراته بشكل كبير بعد 17 تشرين”.

ويختم:”هذا الامر سيؤدي حتما إلى فرض رئيس جديد للجمهورية يمثل هذا التغيير الذي يطلبه الشعب اللبناني، وعندما نستطيع أن نؤمن التفاهم المطلوب مع كل الافرقاء سنبلور هذه الجبهة العريضة، وأعتقد أن أيا من الافرقاء المعارضين لن يتمكن وحده من تغيير هذه السلطة والمسار الانحداري للأمور في البلد”.

فادي كرم
السابق
نسرين طافش تقلّد كيم كارداشيان.. والجمهور يرد
التالي
«الرينغ» مقفل.. الجوع يُخرج اللبنانيين الى الشواع!