الموت «الكوروني» يَجتاح اللبنانيين..والإرتجال الحكومي يَنشر الجوع والفوضى!

دفن كوروني ليلي جنوباً
لا مفر للبنانيين، يلاحقهم الموت القدري بالكورونا، ويتبعهم الموت من الجوع والعوز والفوضى بسبب ارتجالات حكومة حسان دياب والطبقة السياسية التي تدعمها وسلاحها التسويف ووعود بكرتونة اعاشة و400 الف ليرة، لا تكفي قوت بضعة ايام لعائلة صغيرة. (بالتعاون بين "جنوبية" "تيروس" "مناشير")

هو قدر “أحمق الخطى” يفلق هامة اللبنانيين ويشطر قلوبهم بين متوف، لم يجد له جهاز تنفس اصطناعي او سرير عناية في مستشفى. واذا مات لا يجد من يدفنه الا ليلاً، ولا يودعه احباؤه، ولا اهله، ليعاني وحيداً، ويموت وحيداً، ويدفن وحيداً.

ومع اجتياح الموت “الكوروني” ارواح العشرات يومياً الى ان شارف على السبعين، وهو رقم قياسي، بالاضافة الى ما يربو على 5 الاف اصابة جديدة، ليرفع لبنان الى مصاف الدول العربية والمتوسطية، الاكثر تضرراً بعد بلاد اوروبا والخليج العربي، بالنسبة لعدد السكان ونسبة الاصابات والوفيات.

إقرأ أيضاً: «الكورونا» يخطف طبيباً جديداً..ومزارع الدواجن ضحية الإقفال جنوباً!

الموت البطيء لمرضى الجائحة، يقابله موت من نوع آخر اسمه فيروس الجوع والعوز، والذي يسببه الارتجال الحكومي وعقم الطبقة السياسية التي لم تبق وتذر من موبقات وسرقات وفساد، حتى قادها الامر الى اموال المودعين من صغيرهم الى كبيرهم.

فتركت هذه الطبقة الناس في غابة من العوز والفقر، وتريد تدفيعهم ثمن فشلها في ادارة الملف الاقتصادي والمالي والمعيشي وحتى “الكوروني”.

وذهبت الى اقفال شامل ومنع تجول من دون ادنى دراسة او تخطيط او ان تتذكر ان الاغلاق يقطع ارزاق 80 في المئة من اللبنانيين، والذين لا زالوا يعملون في مهنة حرة او مصلحة صغيرة او وظيفة براتب متدن او حتى مياوم برتبة فقير جائع.
واذا كان “إبرة” بنج حسان دياب وحكومته، 400 الف ليرة لا تكفي قوت بضعة ايام لمئتي الف عائلة فقيرة ، من اصل 4 ملايين فقير لبناني وكرتونة اعاشة من الاحزاب كرشوة واسكات للناس ومنعهم من النزول الى الشارع، فهذا لا يعني ان الدنيا بالف خير “كورونياً” ومعيشياً، وان بامكانهم اغلاق البلد قدر ما يشاؤون لقمع غضب الشارع العالق في فوهة “الكورونا” ونتائجه الكارثية.     

انتفاضة للمياومين

وإقرار تمديد التعبئة لإسبوعين إضافيين، وقع كالصاعقة على المياومين وبعد ان عَلَت الصرخة في كل لبنان من شماله إلى جنوبه، و حاول المعنيون من جهات رسمية و حزبية، إمتصاص غضبة المهددين بكسر القرار الحكومي.

وفي طرابلس سمح محافظ الشمال لصيادي الأسماك باستئناف أعمالهم وفتح محلات بيع السمك حتى الخامسة مساءً، في حين سمحت بلدية صيدا لصيادي المدينة منذ القرار الأول باستثنائهم من الإقفال شرط حصولهم على تصريح مسبق.

وأما في صور فلا داعي للتصريح لأنَّ صيادي صور لم يوقفوا الصيد إنما أغلقوا محلات بيع السمك، واصبحوا يبيعون ما يستحصلون عليه للجيران و المعارف و لبعض المطاعم و المسامك التي تعتمد على “الديلفيري” وعلى تثليج السمك.

و لكن هذا لا يعني انَّ هذه الشريحة تخطت الخوف من الجوع والعَوَز و البطالة، على العكس تماماً فهذه الطبقة الإجتماعية كانت حتى قبل 17 وارتفاع سعر الدولار تعاني من “القلة” وعدم القدرة على مجاراة الحياة المعيشية العادية.

دفن ليلي كوروني

ومساء أمس الاول اتمت فرقة متخصصة من جمعية الرسالة للإسعاف الصحي مراسم دفن متوف بالفيروس في جبانة بلدته الجنوبية.

والملفت أنه تمَّ الدفن بعد غروب الشمس، وشرعاً هذا أمر غير مستحب، ولكن احد الشيوخ  أفتى بوجوب الدفن ليلاً في هذه الظروف التي نعيشها، أقله لمنع الإكتظاظ، ولأنَّ فرقة الدفن المتخصصة لم تعد تملك الوقت الكافي لدفن جميع موتى “الكورونا” خلال النهار، وهذا يعني أننا سنشهد الكثير من التشييعات التي ستتم في الليل.

البقاع

ومع الحديث عن تمديد الاقفال العام، وارتفاع عدادي الاصابات والوفيات، يرتفع صوت البقاعيون انطلاقاً من فشل هذه الحكومة في  كبح جماح ارتفاع الاسعار واحتكار السلع، واستغلال التجار للمواطنين في ذروة الاقفال لبيع السلع بأسعار مضاعفة.

وأكد بقاعيون أن الدولة طالما ليست قادرة على ضبط سرقة السلع المدعومة وتهريبها، عليها ان تقوم بإعطاء مليون ومئتي الف ليرة لكل صاحب اخراج قيد عائلي بدلاً عن مزراب الدعم الذي لم يصل منه للمواطن شيئاً. 

وقال ناشطون ان تمديد الاقفال، بقدر ضرورته واهميته لوضع حد للإنهيار الصحي يستهدف الفقراء والعاملين بشكل مياوم.

“كورونياً”، كان للبقاع حصة كبيرة من مجمل الاصابات والوفيات وتوزعت على معظم مدن وقرى البقاع.

السابق
ما هو مرض «الذئبة الحمراء».. وكيف تتم معالجته؟
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 22 كانون الثاني 2021