«العلاج الكوروني» يجتاح السوق السوداء.. ونقيب الصيادلة لـ«جنوبية»: يُستخدم لعلاج الديدان!

نقيب الصيادلة غسان الأمين

اجتاح في الأيام الماضية دواء “إيفرمكتين” ivermectin الإعلام اللبناني الى ان بات على كل شفّة ولسان لما تداوله اعلاميون وناشطون وبعض الأطباء عن فعالية محتملة لهذا الدواء في علاج المرضى المصابين بفايروس “كورونا” حيث وصّفه البعض بالـ”دواء السحري”، الذي سرعان ما دخل أيضاً السوق السوداء اللبنانية ويتحكّم بسعره التجار وبعض الصيادلة، بالرغم من تحذيرات “إدارة الغذاء والدواء” في الولايات المتحدة (FDA) من الاعتماد عليه في هذا السياق أو الحصول عليه من دون وصفة طبية طالما ان الدواء مرخص في الولايات المتحدة لعلاج بعض الديدان الطفيلية، وتمت الموافقة عليه لعلاج الطفيليات الخارجية مثل القمل وبعض الإصابات الجلدية، بشرط وجود وصفة طبية، كما ويُستخدم على الحيوانات لعلاج طيف أوسع من الطفيليات الداخلية والخارجية.

الوضع الاستثنائي الذي نسابق فيه الوقت ادرج هذا الدواء في بعض البروتوكالات التابعة للمستشفيات

في هذا الإطار، رأى نقيب الصيادلة في لبنان غسان الأمين في حديث لموقع “جنوبية” انه “الى الآن لا يوجد اي دواء ثبت فعاليته في الشفاء من فايروس “كورونا” الا انه هناك بعض المستشفيات الكبيرة في اميركا واوروبا لاحظوا انه لدى استخدام دواء معين يعطى نتائج وهذا الأمر يحصل تحت المراقبة، ولكن كي يصل الدواء لمرحلة يتم اعتماده على انه فعال في المعالجة من فايروس كورونا فيجب ان يمر بمراحل التجارب السريرية وهذا الأمر لم يحصل مع دواء ايفرمكتين”.

وتابع: “ولكن طالما اننا في جائحة وفي وضع استثنائي نسابق فيه الوقت اصبح هذا الدواء مدرج في بعض البروتوكالات التابعة للمستشفيات او معتمد من قبل بعض الأطباء ليجرّبوه على المرضى”.

إقرأ أيضاً: الموت «الكوروني» يَجتاح اللبنانيين..والإرتجال الحكومي يَنشر الجوع والفوضى!

وعن دخول الدواء الى لبنان بطريقة غير شرعية وتصدّره السوق السوداء، قال الأمين: “دخل الدواء بدايةً بطريقة غير شرعية من قبل لبنانيين قاموا بشرائه من الخارج واستيراده ولكن مع بداية الأسبوع القادم سيصبح لدى لبنان كميات كبيرة من الدواء مستوردة بطريقة شرعية، واذا اعطى نتائج ايجابية فهذا جيد وبارقة أمل”.

باتت عملية بيع الدواء تتم في الصيدليات وتحت الدرج!

وتطرق الأمين الى قضية بيع الحبة الواحدة من هذا الدواء بـ75 الف ليرة فيما كان سعر العلبة كاملة لا يتخطى الـ8 آلاف ليرة من قبل بعض الصيدليات، قائلاً: “لم تقم بعض الصيدليات بهذا الأمر فقط، إنما باتت عملية بيع الدواء تتم في الصيدليات وتحت الدرج اي بالسوق السوداء، وبالتالي عندما علم وزير الصحة بما يحصل قرر تسجيل الدواء الذي لم يكن مسجلاً اصلاً واستيراد الدواء واشترط على المستورد ان لا يتخطى سعر العلة الـ8800 ليرة لبنان.ونحن كنقابة ضد بيع اي دواء غير مسجل او حتى مسجّل بهذه الطريقة”.

دواء سحري لعلاج كورونا

وتابع: “مع استيراد الدواء ، الذي سيصل في الأيام القليلة القادمة، سنعطي الدواء وسنراقب المرضى في كل المستشفيات التي تقرر اعتماده وعادةً هذا الدواء لا يتم اعطائه بشكل عبثي لمن لا يعاني من عوارض ولا يُعطى بدون وصفة طبية وتحت مراقبة الطبيب المعالج او داخل المستشفى وتسجل بعدها الملاحظات وترسل الى مراكز طبية معينة لتلخص نتائج استخدام الدواء، وبالتالي سيذهب لبنان الى مرحلة تنظيم استخدام الدواء فقط لنرى ما ان كان فعالاً ام لا كما حصل في السابق مع ادوية أخرى التي لاقت ضجة في البداية ولكن التجارب اثبتت غياب فعاليتهما. وبالتالي نحن ننتظر فقط نتائج التجارب التي ستسجل مع استخدام الدواء في لبنان”.  

منظمة الصحة تنفي فعالية الدواء لمعالجة عوارض كورونا

من جهتها، أكّدت ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان د.ايمان الشنقيطي اليوم الجمعة أنّه “لا يوجد أي دراسة تؤكد أنّ دواء الايفرمكتين هو فعال لمعالجة عوارض كورونا”.

وقالت في حديث تلفزيوني ان”الوضع صعب وخطير والعمل على مستوى البلديات بات اليوم أقوى، وإذا استمرينا بالاغلاق والتزم المواطنون فيمكن خفض عدد من يحتاج للدخول إلى المستفشى”.

وأوضحت الشنقيطي أنّ “اللقاح الوحيد الذي أخذ موافقة حتى اليوم هو فايزر وباقي اللقاحات هي قيد الدراسة. ولبنان سيمنح اللقاح الى حوالي 30 و40% من السكان”، مشددة على” أهمية الشفافية في آلية تسجيل أسماء المواطنين الراغبين في اللقاح”.

السابق
الخلل القانوني ينخر المحكمة الجعفرية(٢٦): «مفتش».. ولا من يفتشون!
التالي
بلدية الشويفات تروي تفاصيل الإشكال الليلي وإطلاق النار.. اليكم ما حصل!