فضيحة جديدة برسم وزارة الصحة: أجهزة تنفس تخدع المرضى بهواء بدل الأوكسيجين!

أطباء ينقلون أحد مصابي كورونا في دريسدن بألمانيا (أسوشييتد برس)

بعد دخلت اجهزة الأوكسيجين السوق السوداء في لبنان حيث بدأ المواطنون يتهافتون على شرائها حتى ولو لم يكونوا مصابين بفايروس “كورونا”، إلا ان غياب الثقة بالدولة جعل من كل مواطن ضحية محتملة للموت امام ابواب المستشفيات او في المنازل بعد الضغط الكبير الذي يعاني منه القطاع الطبي بسبب الارتفاع القياسي باعداد الإصابات كما الوفيات بفايروس “كورونا”.

وفي هذا السيا، وثق موقع “العربي الجديد” “استغلال أزمة كوفيد-19 في لبنان، في ظل ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس وعجز المشافي عن استقبال جميع الحالات، الأمر الذي خلق سوقاً سوداء لبيع أجهزة الأوكسجين المزيفة بسبب ارتفاع الطلب عليها”، حيث تحذر سلمى عاصي، رئيسة تجمّع نقابة مستوردي المعدات والأدوات الطبية في لبنان، “من بيع أجهزة أوكسجين تزوّد المصاب بالهواء العادي عوضاً عن الأوكسجين، ما يعرض صحته للخطر، وفق قولها”، مضيفة أن” النقابة حرصت على إصدار لائحة بأسماء الشركات المرخصة البالغ عددها 22 شركة في العاشر من يناير/ كانون الثاني عام 2021″.

لكن عجز الشركات المرخصة عن سد النقص الحاصل في الأجهزة التي تنتج الغاز المشبع بالأوكسجين، وعجز المشافي اللبنانية عن استقبال جميع مصابي فيروس كورونا (كوفيد 19)، شجع الشركات غير المرخصة على استغلال حاجة المصابين الذين اضطروا إلى العلاج في منازلهم من خلال شراء أجهزة، أو أسطوانات الأوكسجين التي تعاد تعبئتها لتزود المريض بغاز مشبع بالأوكسجين عبر قناع الوجه، وفق ما وثقته معدة التحقيق التي رصدت 5 إعلانات معروضة على مواقع إلكترونية مخصصة لبيع الأغراض المستعملة، مثل موقع OLX (وهو موقع يعرض فيه المواطنون أغراضهم للبيع)، حسبما بلفت موقع “العربي الجديد”.

اتجار بصحة اللبنانيين

ويتابع: “نشطت تجارة أجهزة الأوكسجين في لبنان مع تفاقم الكارثة الصحية التي خلّفها فيروس كورونا، وانتشرت أرقام هاتفية لأشخاص يبيعون أجهزة أوكسجين تتراوح أسعار بعضها بين 300 و400 دولار أميركي، كما أعلنت شركات عن توفر الجهاز لديها، وعند تواصل معدة التحقيق مع رقمين، وجدت أنهما يعودان لشركة في بلدة ريفون بقضاء كسروان التابع لمحافظة جبل لبنان تحمل اسم oxygene rezzi”.

ولدى تواصلها مع مالك الشركة، أشار إلى أن شركته تبيع أسطوانة الأوكسجين بـ 350 دولاراً للمنازل، وجهاز الأوكسجين بـ 1200 دولار، مؤكداً لـ”العربي الجديد” أنه شركته المرخصة باعت في يوم 10 يناير/ كانون الثاني الجاري 500 أسطوانة أوكسجين. وبالعودة إلى لائحة الشركات المرخصة التي تبيع أجهزة الأوكسجين، تبين أن اسم شركته ليس مدرجاً فيها، وهو ما تؤيده عاصي، التي أكدت لـ”العربي الجديد” أن اسم شركة oxygene rezzi غير مدرج على لائحة النقابة.

ويحذر الحلو من مخاطر استخدام أجهزة أوكسجين تباع من قبل شركات غير مرخصة، قائلاً لـ”العربي الجديد”:”قد تحتوي تلك الأجهزة على هواء عادي بدلاً من الغاز المشبع بالأوكسجين، والاعتماد عليها من قبل مريض بحاجة إلى الأكسجين فعلاً قد يؤدي إلى وفاته”، كاشفاً أن الأجهزة الأمنية تقوم بملاحقة التجار الذين يبيعون هذه الأجهزة، التي غالباً ما تكون مهرَّبة، فضلاً عن مراقبة السوق لمحاسبة المخالفين، لكنه يستدرك: “من الصعب ملاحقتهم، فغالبيتهم باعة متجوّلون، غير تابعين لشركة لها مقرّ ثابت أو اسم شرعي”.

وبإمكان وزارة الصحة بناءً على شكاوى مرضى استخدموا هذه الأجهزة، وحصلت لهم مضاعفات، أن تحوّل الشكاوى مباشرة إلى القوى الأمنية، وفق الحلو. لكن رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي كولونيل جوزف مسلم، يؤكد لـ”العربي الجديد” عدم تلقيهم أي شكوى تتعلق بأجهزة أو أسطوانات أوكسجين مزيفة.

وتختلف أجهزة الأوكسجين التي تباع في السوق أو للمنازل عن الأجهزة المستخدمة في المستشفيات، إذ تعتمد المستشفيات على الأوكسجين السائل الذي يأتي إليها عبر خزانات تملؤها إحدى شركتي شهاب وسول المرخصتين لتصنيع وتوليد الأوكسجين، كما يقول حسن دهيني، رئيس دائرة الهندسة الطبية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت لـ”العربي الجديد”.

السابق
إدارة ترامب التي كشفت إيران
التالي
لبنان يُقارع العاصفة: الثلوج على 800 متر والرياح قد تصل إلى 100 كلم في الساعة!