سوق العقارات يتقهقر جنوباً..و«الدولار الكاش» يُهيمن!

العقارات
شهد سوق العقارات في الجنوب ترنحاً الى حدوده القصوى العام 2020، ولم يسجل تحسن ملحوظ في عمليات بيع وشراء الاراضي او اعمال فرز التي كانت في اوجها في الاعوام التي سبقت، بالتزامن مع انخفاض قيمة العقارات بالدولار الاميركي، ما نسبته من عشرين الى خمسين بالمئة للبيع بطريقة "الكاش"، بعد ان بلغت قيمة الدولار الواحد عن طريق "الشيك بنكير" اقل من 35 بالمئة من القيمة الحقيقية نتيجة حجز اموال المودعين بالعملة الصعبة في المصارف.

ويرصد عاملون في قطاع بيع وشراء العقارات على مستوى الجنوب،  والسجلات العقارات في الاقضية والمحافظات التي تثبت فيها عمليات انتقال البيع، تراجعا كبيرا في بيع العقارات الكبيرة والصغيرة.

وتقتصر البيوعات الى حد كبير، على عدد من العقارات الكبيرة في المنطقة الساحلية بين صور والزهراني وصولا الى الناقورة، يزيد الواحد منها على الخمسماية دونم، وقد اشتراها متمولون، يعمل بعضهم  بالتجارة في افريقيا وآخرون بتحويل العملات بطرق غير قانونية ولا تدخل اموالهم الى البنوك، بل هي مكدسة في خزائنهم.

في حين تنتظر عشرات آلاف الشقق الجاهزة زبائناً لم يعودوا متوفرين، جراء غياب القروض السكنية من جهة وتدهور قيمة الليرة من جهة اخرى، بحيث اصبح من شبه المستحيل شراء من يتقاضون اجورهم بالليرة شراء عقارات مبنية او غير مبنية.

تنتظر عشرات آلاف الشقق الجاهزة زبائناً لم يعودوا متوفرين جراء غياب القروض السكنية وتدهور قيمة الليرة

وتتركز اعمال شراء الاراضي على عقارات مغروسة بالحمضيات والموز والقشطة، لا تحتاج الى استصلاح وهي عقارات منتجة، والذين يقدمون على شراء تلك العقارات يكتنزون اموالا بالعملة الصعبة سواء بواسطة الكاش او شيكات البنكير.

أما غالبية الباعة وخاصة عن طريق الشيكات، فعليهم التزامات للمصارف حيث يدفعون ديونهم على اساس سعر المنصة 3900 ليرة للدولار الواحد.

ويُحجم عدد كبير من المواطنين عن بيع عقاراتهم التي كانوا اعلنوا سابقا عزمهم بيعها، خوفا من كيفية حماية الاموال التي يقبضونها، بعدما فقدوا ثقتهم المطلقة في المصارف.

إقرأ أيضاً: فضيحة أجهزة التنّفس في المدينة الرياضية.. «الثنائي» يَحجبها والقضاء يُحرّرها!

هذا في وقت تتوقف فيه عمليات بيع العقارات في البلدات المسيحية الى حد كبير، بسبب التوجهات المعلنة لناحية عدم بيع عقاراتهم لاشخاص من طوائف اخرى وحصرها بابناء جلدتهم.

الشيك المصرفي غير مرغوب

ويلاحظ المهندس مصطفى سرور، المُطّلع على حركة بيع وشراء العقارات في غالبية مناطق الجنوب، أن “عمليات البيع والشراء تراجعت بشكل كبير لاسباب تتعلق بغياب الدفع المباشر “الكاش” بالدولار او بالليرة حسب سعر السوق، وابتعاد البائعين شيئا فشيئا عن بيع عقارات بشيكات مصرفية بعد تدني قيمة الشيك المصرفي، واحتسابه باقل من قيمته باقل من الثلث وعلى سبيل المثال فان مئة الف دولار “شيك” مصرفي تحتسب 32 الف دولار”.

ويضيف لـ”جنوبية” :أن حركة البيع باتت في المرحلة الحالية ضئيلة جدا، وكل ما سُجل من اعمال بيع عقارات كبيرة هي على عدد اصابع اليد”.

و يسجل احد اصحاب المكاتب العقارية في صور”الامان” واصف حيدر، تراجعا متزايدا في عملية بيع العقارات المبنية كالشقق والمحلات رغم انخفاض مبيعها بنسبة عشرين الى ثلاثين في المئة.

ويوضح انه على سبيل المثال فان “الشقق السكنية في ضواحي صور انخفض سعرها من مئة الف دولار الى اقل من سبعين الفا. وهو رقم خيالي بالليرة اللبنانية ستمائة مليون، بينما كان هبوط اسعار العقارات الغير مبنية بنسبة اقل”.

و يضيف” ان سعر المتر على مدخل صور الشمالي ضمن النطاق العقاري لبلدة العباسية تجاوز في وقت سابق الالفي دولار.

تراجع سعر المتر على مدخل صور الشمالي ضمن النطاق العقاري لبلدة العباسية من الفي الى الف دولار “كاش”

اما اليوم فهذه الاسعار غير مطروحة، وبالكاد يصل اعلى سعر الى الف دولار للمتر “كاش”، وغير بمقدور الكثيرين من تجار العقارات الاقدام على شرائها، كما هو الحال في صور حيث وصلت ذروة الاسعار للمتر الواحد الى اكثر من خمسة آلاف دولار” .

اراض جنوبية للبيع
اراض جنوبية للبيع
السابق
تصريح طبي «كوروني» خطير..فحوص الـ pcr لا تكشف السُلالة البريطانية!
التالي
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 16/1/2021