عون تغيّب عن قداس الميلاد.. ورسالة قاسية وجهها الراعي له وللحريري في العظة!

البطريرك الراعي

يحلّ عيد الميلاد هذا العام في ظروف اقتصادية ومعيشية قاسية وغياب حكومي، وقد أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس الميلاد اليوم، أنّه “توقعنا ان تعزز مكافحة الفساد وحدتنا الوطنية فتفاجأنا بها تهز هذه الوحدة وتعيد البلاد الى مراحل سابقة طويناها”.

اقرأ أيضاً: مواجهة مفتوحة بعد الأعياد: 4 زعماء ضدّ عون وجبهة لإسقاطه و«الحزب» يستنفر!

وفي رسالة قاسية للقيادات السياسية، قال الراعي: “تفاجأنا بتعطيل خطط الإصلاح والمبادرات الدولية وتوقعنا أن يسرع المسؤولون في تأليف حكومة تكون في مستوى التحديات فتفاجأنا بوضع شروط وشروط مضادّة ومعايير مستحدثة بربط التأليف بصراعات المنطقة والعالم”، لافتاً إلى “أننا بتنا من دون سلطة اجرائية دستورية واذا كانت مشكلة تشكيل الحكومة خارجية فالمصيبة اعظم والتغيير بات ملحاً”.  وتابع: “تمنّينا على عون الحريري أن يشكلا فريقاً واحداً وأن يعلوا على جميع الضغوط فيكسبان ثقة الشعب والعالم”، سائلاً:”أي ضمير يسمح بربط لبنان بصراعات لا علاقة لنا بها؟”. 

وغاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمرة الاولى عن قداس الميلاد بسبب الظروف الصحية الراهنة وتداعيات جائحة كورونا.

وقال: “توقعنا أن تتهافت السلطة السياسية إلى تلقف توصيات المؤتمرات الدولية ومساعدات الدول المانحة، وتبدأ بمشاريع الإصلاح للجم الانهيار، فتفاجأنا بتعطيل خطط الإصلاح وإجهاض المبادرات الدولية والمؤتمرات التي انعقدت من أجل نهوض لبنان. توقعنا أن يسرع المسؤولون في تأليف حكومة تكون بمستوى التحديات من أجل إحياء الدولة والمؤسسات واتخاذ القرارات، فتفاجأنا بوضع شروط وشروط مضادة ومعايير مستحدثة، وبربط تأليف حكومة لبنان بصراعات المنطقة والعالم، فبتنا من دون سلطة إجرائية دستورية، وازداد الانهيار. إن اعتبار الصلاحيات والمعايير وتوزيع الحقائب مهم، لكن اعتبار الشعب أهم من كل شيء، بل أهم من الأشخاص”.

أضاف: “إذا كانت أسباب عدم تشكيل الحكومة داخلية فالمصيبة عظيمة لأنها تكشف عدم المسؤولية، وإذا كانت أسبابها خارجية فالمصيبة أعظم لأنها تفضح الولاء لغير لبنان. وفي الحالتين يشعر الشعب أن التغيير بات أمرا ملحا من أجل وقف مسيرة الانهيار الوطني. أي ضمير يسمح بربط إنقاذ لبنان بصراعات لا علاقة لنا بها لا من قريب ولا من بعيد؟ لكم تمنينا على رئيس فخامة الجمهورية ودولة الرئيس المكلف أن يشكلا فريقا واحدا يعلو على جميع الأطراف ويتحررا، ولو موقتا، من جميع الضغوط ويتعاونا في تشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسيين. فيكسبان ثقة الشعب والعالم و ينهضان بلبنان، ويصبحان مضرب مثل في تجديد الشراكة الوطنية، لكن تمنياتنا اصطدمت بابتداع البعض شروطا لا محل لها في هذه المرحلة، ولا مبرر لها في حكومة اختصاصيين. فلا بد من مصارحة الشعب التي هي ميزة المسؤولين في الأزمات المصيرية. وأي أزمة أعظم من هذه الأزمة؟”

وتابع: “إن لوحة الميلاد تكشف لنا أن الله يقود مجرى التاريخ،بحيث يحقق عبر واقعاته وصميمه الخلاصي. فبمناسبة الإحصاء العالمي، الذي أمر به أغسطوس قيصر، انتقل يوسف من الناصرة بلدته إلى بيت لحم مدينة داود، وهو من سلالته، ليكتتب هناك مع مريم خطيبته وهي حامل. فولدت يسوع هناك، وتمت نبوءة ميخا التي ترقى إلى سبعماية سنة قبل الميلاد: وأنت يا بيت لحم، إنك أصغر عشائر يهوذا، ولكن منك يخرج لي من يكون متسلطا على شعبي، وأصوله منذ القديم، منذ أيام الأزل (ميخا 5: 1). إن الذي أمر بالإحصاء هو أغسطوس قيصر المتسلط على العالم المعروف، أما المولود الرضيع المكتتب فهو سيد السماء والأرض. ولأن الله هو سيد تاريخ البشر، ويقود مجراه تحقيقا لتصميمه الخلاصي. بات لزاما علينا كمؤمنين أن نقرأ علامات الأزمنة، وأن نستلهم أنوار الروح القدس، لكي تنكشف إرادة الله على كل واحد منا، ويتوضح، على ضوء الإيمان والصلاة، دور كل واحد وواحدة منا في هذا التصميم الإلهي العام، مثل زكريا وأليصابات، ويوحنا المعمدان، ومريم ويوسف أبوي يسوع إبن الله الأزلي”.

وختم الراعي: “فلنخشع معا أمام المغارة، ونتأمل مثل يوسف ومريم في سر يسوع الإله المتجسد، ولنخبر عنه مثل الرعاة، فرحين ومهللين وقائلين: ولد المسيح، هللويا”!”

بعد القداس استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية للتهنئة بالأعياد المجيدة.

السابق
لبنان لم يقفل اجواءه مع بريطانيا.. فتلقى أول حالة من الطفرة الجديدة لـ«كورونا»!
التالي
بالفيديو: رسالة من السفيرة الأميركية الى اللبنانيين بعيد الميلاد.. ماذا قالت؟