الجنوبيون يستعينون بـ«الأرض» لمكافحة الجوع..والبقاعيون يتدفأون على «فتات» الحطب!

الاعشاب البرية الصالحة للاكل
العودة الى الطبيعة وخيراتها لمكافحة الفقر والجوع والعوز هي السبيل الوحيد المتبقي امام اللبنانيين من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال. (بالتعاون بين "جنوبية" تيروس" "مناشير").

يردد مسؤولو “الثنائي” ولا سيما في المناطق الشيعية ان الازمة قد تطول لعام آخر على اقل تقدير، ولخمسة اعوام على ابعد تقدير.

ويعني هذا الكلام للجنوبيين، انهم متروكون لقدرهم على غرار كل اللبنانيين، بعد تفشي البطالة وانعدام القدرة الشرائية وتدني قيمة الرواتب، وهي في الاصل الحد الادنى الى الربع، وصولاً الى شعور الشيعة عموماً انهم في عزلة، بسبب خيارات “حزب الله” الداخلية والخارجية ولـ”المسافة” التي باتت بين الشيعة وباقي الطوائف.

لهذه الاسباب اقلها ان يفكر الجنوبيون، وحولهم سهول ووديان واشجار زيتون واحراج، وكلها مليئة بالخيرات الشتوية من الهليون الى الفطر البري الى الزعتر الاخضر الى اقراص العنة والهندبة والحميض واللائحة تطول.

وصولاً الى استعمال كل مقدرات الطبيعة من حطب واشجار يابسة للتدفئة، ولتحضير المونة من “الشِراب” او عصير الطماطم المغلي، وصولاً الى الاعشاب والماء زهر وشراب الرمان وغيرها من صنوف المونة. فمن جهة تحولت الى مهنة مربحة لكل افراد العائلة، ومن جهة ثانية تسد العوز والجوع في ايام “القِلة” والعوز.

القطاع التربوي الجنوبي موبوء

وامس كان لافتاً تفشي “الكورونا” بقطاع التعليم بسبب الانتشار الكبير لمدرسي ومدرسات بلدة معركة التي فتك بها “الكورونا”.

إقرأ أيضاً: «الدولارات الطازجة» تَنشل جنوبيين من العوز..و«الطاسة الكورونية» ضائعة!

وسجّل اكثر من 100 اصابة خلال ايام، وفق ما تؤكد مصادر تربوية لـ”جنوبية”، اذ أكدت ان التكتم سيد الموقف، بينما اتت عطلة الميلاد ورأس السنة التي تبدأ اليوم لتكون “المنقذ” لمنع تفشي الجائحة في صفوف الاساتذة والطلاب، حيث بلغ عدد المصابين والمحجورين حتى الساعة في مدارس القرى المحيطة بمعركة حوالي 15 استاذ ومعلمة  وطالب.

والجدير بالذكر ان اسباب الاصابات في المدارس هو بسبب وجود نظار ومدرسين من بلدة معركة ومنتشرين في مدارس الجوار.

اختلاط واصابات

وامس اعلن عن اصابة صيدلي من بلدة طيردبا وابلغ  كل من تواصلوا معه بإلزامية الحجر و إجراء فحوصات pcr علماً أنَّ عدد كبير من الأهالي يترددون عليه بشكل يومي و دائم.

وفي بلدة صريفا اعلن عن إصابة مدّرِسة وكانت تعطي دروس حضورياً، لذا أقفلت مدرسة البلدة ابوابها امس.

وأعلنت بلدية انصارية عن ثبوت 7 إصابات جديدة ما دفع بالبلدية لمراقبة الوضع وبحال تفاقم انتشار الفيروس، سيُعمل على إقفال البلدة.

وفي النبطية طلب المحافظ الدكتور حسن فقيه اقفال المصلحة المالية الاقليمية في محافظة النبطية اسبوعا اعتبارا من صباح اليوم الثلاثاء 22 كانون الاول 2020 ولغاية صباح الاثنين 28 كانون الاول 2020 بسبب ثبوت اصابة عدد من الموظفين بفيروس كورونا.

البقاع : معركة مزدوجة

ويعيش البقاع هذه الايام معركة مزدوجة مع “الكورونا” وما يخلفه من فقر وعوز ومرض وموت، وبين الفلتان الامني والعسكري، حيث تنشط عصابات الموت والسرقة والخطف من دون ان يكون لها رادع.

وفي ظل ازمة محروقات من انقطاع البنزين والمازوت، يعتبر المازوت عصب الحياة البقاعية بكل مناطقها الاوسط والغربي والشمالي لبرودة الطقس وارتفاع هذه المناطق الكبير عن سطح البحر حيث يحتاجه الاف السكان لتمرير “شتويتهم” القاسية.

ومع دخول البقاع رسمياً ازمة غاز ومازوت بشكل كبير، لم يبق امام السكان في هذه المناطق الا اللجوء الى الطبيعة وخيراتها، ولا سيما في حطب التدفئة وكذلك لطهي الطعام، وفق ما تؤكد مصادر بقاعية لـ”جنوبية”. وتقول :”لم يبق امام البقاعيين الا الشكوى للطبيعة والتزود من حطبها اليابس والاخضر لدرء برد كانون القارس ومع بداية اول ايام “المربعانيات”.  

في المقابل تكشف المصادر ان الاهالي يستعينون ببقايا الاخشاب من المناجر حيث يكون الخشب المنجور وما تبقى منه صالحاً لصوبيا الحطب وكذلك لسخانات المياه على الحطب.  كما عاد البقاعيون الى طرق الاجداد القديمة عبر تجفيف بقايا التبن والقصل التي تختلط بروث البقر لتصبح بعد تجفيفها عبارة عن كتل خشبية صغيرة صالحة للحرق والتدفئة ايضاً.

تحضيرات خجولة للعيد في زحلة

ورغم اقتراب الوقت من اعياد الميلاد المجيدة في زحلة والبقاع، الا ان المشهد لهذا العام كان هادئاَ عكس الأعوام السابقة التي كانت تضج بالتحضيرات والانوار، والاحتفالات.

ولكن بدت زحلة مختلفة وذلك انعكس من خلال تراجع اقبال المواطنين على شراء مستلزمات العيد كما في الاعياد السابقة، وذلك بسبب تردي الاوضاع الأمنية والمعيشية والسياسية، وارتفاع الاسعار بشكل جنوني.

وما زاد طينة الواقع المعيشي بلة، الوضع الامني الذي يرخي باثقاله على كاهل البقاعيين. ويقلق مضاجع الاهالي في زحلة والجوار هو تمادي الوضع الامني وتفلت السلاح الذي يجوب طرقات ومناطق بقاعية، وعمليات السلب والاقتحام لمنازل ومحلات بقوة السلاح، في حين يغيب الردع للاجهزة الامنية.

كورونياً

ويستمر عداد الاصابات بفيروس كورونا في البقاع بالارتفاع بشكل كبير، ورغم تزايد الاصابات الا ان تشهد البلديات تراجعاً في الاعلان عنها ومواكبتها ومتابعة المصابين، وذلك بعدما توقفت وزارة الصحة عن اجراء الفحوص المجانية للمصابين والمخالطين.

ففي راشيا اتخذ قائمقام راشيا نبيل المصري بناءً لتوجيهات محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة، قرارا يقضي باقفال امانة السجل العقاري ودائرة المساحة في راشيا من تاريخ امس ولغاية مهلة الدوام الرسمي من يوم الخميس الواقع فيه 24/12/2020 على ان يلتزم جميع الموظفين في الدائرتين المذكورتين بالحجر المنزلي طيلة مدة الاقفال والى حين صدور نتائج الفحوصات المخبرية، وذلك بعد ان تبين اصابة احد موظفي امانة السجل

السابق
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية ليوم الثلاثاء 22/12/2020
التالي
بومبيو «يتشدّد» في الوساطة «البحرية»..وقبرص تعمّق أزمة السيولة لبنان!