«الدولارات الطازجة» تَنشل جنوبيين من العوز..و«الطاسة الكورونية» ضائعة!

المساعدات الغذائية
المعاناة واحدة في كل لبنان، ولولا جهود الخيرين وبعض المغتربين في الجنوب لكان الجوع ضارب اطنابه في كل بيت غير حزبي او مستقل. اما في البقاع فعيش اهله نكبة الامن والغذاء والحرمان من كل شيء وآخره الغاز المنزلي. (بالتعاون بين "جنوبية" "تيروس" "مناشير").

لولا بعض الجهود الفردية والجمعيات غير المسيسة، والتي تعمل بجهد خاص وبتمويل ذاتي، لكانت بعض المناطق اللبنانية، ولا سيما الجنوبية منها تعاني من فقدان حتى لقمة الخبز وحبة الدواء وقنينة المياه الصالحة للشرب.

في الجنوب ووفق معلومات لـ”جنوبية”، تنشط منذ الصيف الماضي مبادرات فردية من متمولين شيعة في بلاد الاغتراب، ولا سيما استراليا وكندا والكويت والامارات، وبعض دول افريقيا التي ما زالت احوالها مقبولة اقتصادياً في زمن “الكورونا”.

مغتربون شيعة في كندا واستراليا والكويت وافريقيا ينعشون اهلهم واقاربهم بدولارات “طازجة” للتخفيف من ازمة الجوع والفقر الجنوبي!

ويعمد هؤلاء الى ارسال مبالغ “طازجة” بالدولار وهي محدودة بين 100 و500 دولار لاهلهم واقاربهم والمحيط العائلي القريب، ويتم ارسالها عبر اشخاص عائدين من البلاد نفسها، ويكون التسليم باليد، ولا تمر عبر اي وسيلة الكترونية او تحويل، وذلك لضمان وصول المبلغ كاملاً وبشكل موثوق الى صاحبه.

البعض الآخر من مرسلي الاموال، يُقسّم امواله بين صدقات واموال للايتام وبين واجباته العائلية، فيرسل مبالغ اضافية بالدولار وايضاً باليد.

إقرأ أيضاً: النفايات المحروقة تهدد حياة الجنوبيين..ووزارة الصحة غائبة بقاعاً!

ويتم تسليمها الى شخص محدد، وهو يتولى تصريفها الى الليرة اللبنانية، ويشتري بها لحوم حمراء ودجاج وخبز وتموين وخضار من بصل وبطاطا، وكل ما يحتاجه اي منزل من تموين، ويتم توزيعه على المقربين والاهل والعائلة.

بالاضافة الى عدد من العائلات المعروفة بفقر حالها الشديد في اي قرية. وكل العائلات “المستورة” معروفة في القرى والناس تعرف بعضها بسبب صغر القرى والروابط العائلية والقربى والمصاهرة.

الجنوب: إرباك “كوروني” وعوز  

ومع تفشي “الكورونا” في كل المناطق اللبنانية ولا سيما قرى الجنوب وقضاء صور تحديداً، لا تتوقف مواكب موتى “الكورونا” يومياً حيث تدفن بهدوء وعلى عجل بسبب الجائحة .

وفي حين يسود اهالي المنطقة ارباك في مقابل خوفهم من الجائحة وفتكها بهم بالاصابات والوفيات، وتدهور الحالة الطبية في المنطقة وقدرة المستشفيات الموجودة على الاستيعاب وحسن التعاطي مع مرض “الكورونا”، تبدو “الطاسة ضايعة” والفيروس ينهش بالجنوبيين ويدمي اجسادهم وقلوبهم وعيونهم بفقد الاحبة.

ويعيش الجنوبيون اكثر من امتحان عصيب في اليوم نفسه. من الموت الكوروني الى الموت الطبيعي والفجائي وصولاً الى قلة الحال والتعصيب اليومي بسبب فقر الحال وليس انتهاءاً بالازمات المتناسلة.

وأمس ووفق معلومات لـ”جنوبية”، بدأ الجنوبيون يشعرون بضيق الافق وانسداد اي انفراجات حيث الحركة بلا بركة والشوارع التي المزدحمة، هي كناية عن تلاطم “امواج” بشرية جائعة ومفلسة وضائعة وخائفة على مصيرها.

ويؤكد تجار في قضاء صور لـ”جنوبية”، ان الوضع لم يعد يحتمل والمفترض ان يكون شهر كانون الاول شهر اعياد والناس يحتفلون فيه عيدي الميلاد ورأس السنة، حيث لا يبدو ان هذا العام سيمر العيد من الجنوب او يفرح ويشعر اهله بوجوده.

تجار في قضاء صور لـ”جنوبية”: الوضع لم يعد يحتمل ولا يبدو ان هذا العام سيمر العيد من الجنوب!

وفي الايام الماضية ايضاً، بدأت الاصوات ترتفع من استمرار غلاء الخضار الاساسية ،والتي يتكل عليها اللبنانيون في اكلهم اليومي كالبطاطا والبصل والثوم والحامض والبندورة والخيار، وصولاً الى الفواكه وابرزها الليمون الموسمي الموز البلدي، وكلها اصناف بأسعار “مريخية”. ويبدأ سعر الكيلو منها من 3 و4 الاف ليرة وصولاً الى 13 الاف ثمن كيلو الثوم .

في المقابل تبدو الانتاجية صفراً، ومعظم القطاعات في شلل تام من الاسواق التجارية الى اسواق الخضار والملابس وليس انتهاءاً بمحال اللحوم والدواجن والحلويات. ويشكو ارباب هذه المصالح من تراجع الحركة وقدرة الشراء عند الجنوبيين الى 70 و80 في المئة.

وكل هذه الازمات ليست يتيمة، اذ دخل على خط مجدداً وفي الوقت نفسه ازمة غاز وازمة حليب بقر وازمة بنزين ومازوت وادوية، وحتى الطحين بدأ ينفد من الاسواق. وكلها اصناف باتت تخضع للسوق السوداء وللاسعار الخيالية.

البقاعيون “ضحايا” فقدان الغاز

بقاعاً ومع استمرار الفلتان الامني المتمرد على قوى الامر الواقع التي غذته ودعمته وأمنت له الغطاء السياسي ودعمته بالمال والسلاح وجعلت من العشائر جيوشاً مجهزة بالكامل، باتت هذه العشائر وبعض المسلحين الخارجين عن القانون يتحكمون بالسوق السوداء وبفرض الاسعار والخوات وبالتهريب ومعابره، وبتقسيم الغلة بين لبنان وسوريا على النافذين وعناصر من قوى امنية فاسدة في البلدين.  

وامس بلغت ازمة الغاز مستويات خطيرة مع فقدان الغاز المنزلي من البقاع بعد الشمال، وبعد ارتفاع الاصوات الشعبية والبلدية، تداعى نواب بعلبك الى اجتماع “استلحاقي” لركوب الموجة، بينما المطلوب تنفيذ القوانين وتفعيل الرقابة على تجّار الغاز ومحطات التعبئة والشركات الموزعة لمعرفة ما هي الكميات المستوردة؟ وكيف توزع؟ ومن هو المستفيد منها؟     

السابق
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية لليوم 21/12/2020
التالي
اليكم أسرار الصحف الصادرة اليوم الثلثاء 22 كانون الأول 2020