.. الى الانتحار الجماعي!

متظاهرة تضع كمامة للوقاية من فيروس كورونا مع عودة التظاهرات الى لبنان (EPA)

أخطأ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عندما اعتقد أنه يستطيع التعاطي مع الطبقة السياسية الفاسدة نفسها، ولو “منتخبة” وأن ينتظر منها تغييراً في الأداء الأخلاقي والسياسي والمالي! كان الأجدى بالرئيس ماكرون العمل على رحيل هذه الطبقة السياسية والمساهمة بدعم جيل جديد نظيف، يريد ويعرف ويقدر… وما أكثره في لبنان.

ولا يمكن لمن فقد الناس والمجتمع الدولي الثقة به أن يعاند ويستكبر ويعتد بنفسه أنه هو الحل، أو أنه جزء من الحل. “يللي بيجرب مجرب بيكون عقلو مخرب”، هكذا يقول المثل والمنطق الشعبي اللبناني. فالمطلوب اليوم لوقف التدهور تواضع الافرقاء جميعاً والرهان على مجموعة جديدة “مستقلة” قادرة على ترميم الجسور داخلياً وخارجياً.

إقرأ أيضاً: «الثنائي» إلى شرعنة «الأمن الذاتي البلدي»..والتشليح يعم لبنان!

لا تحسن اقتصادي من دون ضخ حوالى 10 الى 20 مليار دولار “كاش” في الاسواق والمصارف اللبنانية، مع محاسبة متوازية لمن قام بسرقة وتهريب الأموال الى الخارج. وإذا كانت “الحنفيات” مقفلة بمعظمها، فالحنفية الأسهل هي الخيار العربي والخليجي. وكل ما هو غير ذلك لعب في الوقت الضائع. لأن “الحنفيات” المحلية على كثرتها تحتاج الى وقت طويل بعد بناء الثقة، وحنفية البنك الدولي، بالشروط الأميركية، ثقيلة على سياسيي لبنان. وترميم البيت الداخلي يفترض أيضاً ثورة في القضاء، يستشهد فيها عدد من القضاة لتحقيق “الأيادي البيضاء”!

لا تحسن اقتصادي من دون ضخ حوالى 10 الى 20 مليار دولار


أما رفض كل الخيارات، من ترميم الثقة مع اللبنانيين ومن ترميم العلاقة مع الإخوة العرب، فيعني الانتحار. وهنا تفترض المواقف والخيارات أن تكون واضحة وجازمة. أي أنه لا يستطيع على سبيل المثال أن يوافق حزب الله على حكومة اختصاصيين وأن يتابع بخياراته المعادية لدول الخليج. وإلا فإن الطريق الى جهنم ستستمر مع رفع للدعم كارثي، ولكنه لن يكون خياراً أمام مصرف لبنان المفلس احتيالياً وأمام اختفاء أموال المودعين في المصارف. فالمشكلة في لبنان أن هناك من يعتبر جهنم خياراً جدياً بالتمسك بزعمائه، في حين يقاتل الكثيرون، في الثورة مثلاً، لوقف الغرق. لكن الغلبة حتى الآن هي للأسف، لمن اختار الانتحار الجماعي!

السابق
جنبلاط يحذر: كفى استهتاراً!
التالي
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية لليوم 7/12/2020