قلق بالغ على لبنان.. استياء اميركي من التأخّر في التشكيل!

السراي الحكومي

على الرغم من تفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية والتوقعات باستفحالها في الأشهر القليلة المقبلة بعد استنزاف ما تبقى من أموال المودعين، تصرّ الطبقة السياسية على تعطيل محركات التأليف ونسف المبادرة الفرنسية التي تعد الفرصة الأخيرة لانقاذ لبنان من هذا المستنقع.

توحدثت مصادر واسعة الاطلاع عن استياء اميركي من التأخّر في تشكيل حكومة في لبنان، وهو ما جرى ابلاغه عبر القنوات الديبلوماسية الى العديد من المسؤولين والشخصيات اللبنانية، مع طرح اسئلة واستفسارات حول الاسباب التي تمنع ولادة الحكومة حتى الآن.

اقرأ أيضاً: «حالة البلد صارت بالويل».. اتصال بين الحريري وبري: ماذا دار بينهما؟!


وقالت مصادر مطلعة على الموقف الاميركي لـ”الجمهورية”، انّ واشنطن تنظر بقلق بالغ الى الوضع في لبنان، وكانت لها رسالة واضحة عبر وزير خارجيتها مايك بومبيو، وكذلك عبر السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا، بأنّ الولايات المتحدة الاميركية تتطلع الى تشكيل حكومة لبنانية تكون ملتزمة وقادرة على تطبيق الاصلاحات لمعالجة الوضع الاقتصادي الصعب، وتلبّي متطلبات اللبنانيين وفي مقدّمها وضع حدّ للفساد المستشري، الّا انّ ذلك لم يلقَ استجابة من المسؤولين في لبنان حتى الآن، ويُخشى أن يكون ذلك مؤشراً لعدم وجود رغبة جدّية في إجراء هذه الاصلاحات.

وعمّا يقال عن انّ الولايات المتحدة تلعب دوراً معطلاً في تشكيل الحكومة، قالت المصادر المطلعة: “الولايات المتحدة تعتبر تشكيل الحكومة شأناً لبنانياً داخلياً، وترغب في أن ترى حكومة فاعلة مستقلة، تُجري اصلاحات وتكافح الفساد، والكلّ يعلمون انّ تعطيل الحكومة داخلي، ولكن ثمة اطرافاً تهرب الى الامام بإلقاء مسؤولية التعطيل على واشنطن او غيرها، لإثارة الغبار حول دورها التعطيلي”.

أمل فرنسي

 من جهة أخرى، اكّدت مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية، أنّ باريس ما زالت تأمل في تحقيق خرق ايجابي على صعيد تأليف حكومة سعد الحريري في المدى المنظور، وهي في هذا السبيل بصدد تفعيل حضورها اكثر، وذلك استكمالاً لرسالة الرئيس ماكرون الى الرئيس ميشال عون قبل أيّام قليلة.

وإذ لفتت المصادر لـ”الجمهورية” الى أنّ الإيليزيه يعبّر عن غضب شديد من المنحى التعطيلي الذي يُفتعل امام تشكيل حكومة في لبنان، بما يزيد من الوضع الصعب الذي يعانيه هذا البلد، الذي يضعه الرئيس الفرنسي في صدارة أولويّاته، وهو يتطلّع الى استجابة المسؤولين في لبنان لمضمون رسالة الرئيس ماكرون، والتعجيل في تشكيل حكومة بمهمة محدّدة بوضع لبنان على سكة الاصلاح والإنفراج وانعاش وضعه الخطير.

السابق
هجوم شرس من «لو موند» على سلامة.. «المركزي» دولة ضمن الدولة وصندوق أسود للنظام!
التالي
المحامون يتوقّفون عن العمل.. والسبب؟!