«مفاجأة» مخطط استهداف نصرالله.. تسليمه حياً الى «الموساد»!

حسن نصرالله
لا يمكن الحديث عن اغتيال سياسي كبير دون ربطه باختراق أمني لبيئة ومحيط الضحية المستهدفة، وهذا ما وجدناه ينطبق بقوة على عملية الاغتيال المعقدة والغامضة لكبير العلماء النوويين في إيران محسن فخري زاده التي حدثت يوم الجمعة الماضي، والتي واكبها الاعلان عن كشف محاولة لاغتيال امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، هي ليست الاولى، بل سبقها محاولات.

في أجواء تصعيدية من كل أطراف النزاع في المنطقة، ترقباً لتغييرات في الإدارة الأمريكية وفي بعض سياساتها الخارجية، سيما في النظر للملف الإيراني، والترتيبات الأمنية التي تحمي إسرائيل، والحد من أنشطة التنظيمات المسلحة التي تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية منظمات إرهابية والتي يأتي حزب الله اللبناني في طليعتها، في ظل هذه الأجواء جميعها كشفت معلومات صحفية كويتية الأسبوع الماضي – وبالتزامن مع عملية اغتيال العالم النووي الإيراني الپروفيسور الدكتور محسن فخري زاده – كشفت هذه المعلومات عن إفشال حزب الله لمحاولة اغتيال لأمينه العام السيد حسن نصر الله!   

عملاء في صفوف حزب الله 

 ومهما كانت دقة الخبر، ودقة ما أحاط به من تفاصيل، ولكن المتداول في أوساط حزب الله قد يكون أقرب إلى الحقيقة في هذه الواقعة الخطيرة التي تذكرنا بالشبكة العميلة التي كشف عنها حزب الله بعد حرب تموز 2006 والتي قُدِّر يومها عدد أفرادها بثلاث مئة شخص بحسب التسريبات من مقربين من الحزب، وقد عُرف من بين الأسماء يومها احد رجال الدين المسؤولين في حزب الله وهو شيخ معمم ، والمسؤول في حماية الأمين العام لحزب الله، وهو المخطط الأخطر في الشبكة، والذي كان يجتمع – بحسب المعلومات المُسرَّبة يومها – كان يجتمع بصهاينة في قبرص، والتي حرص حزب الله على كتمان تفاصيلها قدر الإمكان، وإن كان الأمين العام يومها عبر التلفزيون قلل من شأن هذه الشبكة من حيث المواصفات والعدد، ففي العدد ذكر أن عدد أفرادها كانوا دون رقم الثلاث مئة بكثير، وفي المواصفات قال : ” ليس في الشبكة حزبي واحد ! “، مع العلم أن الحزب أخذ قراره بنزع عمامة مسؤول أمن الجنوب ليقوم الأمين العام للحزب بتعريفه في الإعلام على أنه ليس حزبيا!   

وفي معلوماتنا المؤكدة الخطيرة، ان مهمة هذه الشبكة يومها أنها كانت تُقضي بتسليم السيد نصر الله حياً للموساد الإسرائيلي عبر الحدود البرية اللبنانية بعد تخديره لعدة ساعات، والانطلاق بموكب سيَّار بسرعة قصوى للحدود الجنوبية وبالتنسيق بين بعض العناصر العملاء الخونة في حماية السيد نصر الله وبين الخائن العميل مسؤول أمن الجنوب من جهة والطرف الصهيوني من جهة أخرى!   

تجدّد الاختراقات

وقد شغلت تلك العملية الفاشلة يومها الإعلام المحلي والعالمي، ووجهت على أثرها انتقادات حادة للحزب حاول نصر الله التخفيف من حدتها عبر خطابه المتلفز، وكان بين كشف العملية وبين تنفيذها مقدار كشف ستارة، وتمكن الحزب يومها من فضحها في اللحظات الأخيرة وبالصدفة، وعلمنا من مقربين أن هذه المحاولة أبكت السيد حسن نصر الله يومها وذلك حينما رأى أن أقرب العاملين معه يخضعون لمغريات المال ليتعاملوا مع العدو، وبعضهم اختار العمالة طوعا لأسباب لها شأن بالنزاعات التنظيمية والعداوات داخل الحزب.  

 واليوم يكشف الإعلام الكويتي عن محاولة أخرى لاغتيال الأمين العام للحزب تزامناً مع اغتيال الأب الروحي للبرنامج النووي الإيراني العالم الفيزيائي الدكتور محسن فخري زاده، ولكن ما لم يكشفه الإعلام الكويتي هو ما تم تسريبه من بعض أوساط الحزب ، وهو أن محاولة الاغتيال الفاشلة هذه المرة كان يدبر لها بعض أركان حماية السيد نصر الله مما أدى الأسبوع الماضي لتغيير أحد المسؤولين عن أمنه ، حيث تسربت معلومات عن ضلوع هذا المسؤول في محاولة الاغتيال الجديدة الفاشلة.   

السابق
الجنوبيون يُواجهون الأزمة باللّحم الحيّ..تقشف و«تدوير» ومهن جديدة!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في الأول من كانون الأول 2020