«حزب الله» يلتف على العقوبات الأميركية و «الشيعية» بالبضائع الإيرانية.. ابحث عن بطاقة «السّجاد»!

سوبر ماركت

يشتد طوق الازمة المعيشية على رقاب اللبنانيين، ولا يمضي يوم الا ويشهد مزيدا من الانهيار الاقتصادي الذي يبشر بوصوله نقطة اللاعودة، في ظل سيف العقوبات الاميركية الموجهة الى حزب الله، وارتفاع منسوب الفساد وهدر المال العام في الدولة.

اقرأ أيضاً: «ميني» دولة لـ«حزب الله» في المناطق الشيعية..«أنا أو الفوضى»!

ويجد حزب الله “نفسه” الذي استنفر جهازه الصحي”الهيئة الصحية الاسلامية” لمواجهة كورونا قبل شهور مؤازرا وزارة الصحة المحسوبة عليه، اكثر مسؤوليه تجاه بيئته، نتيجة تحميله بطريقة مباشرة او غير مباشرة نتائج العقوبات الاميركية والحصار الغربي والخليجي، ما يدفعه الى تحصين بيئته الحاضنة حتى تبقى بمنآى عن التأليب على الحزب وتوطيد ثنائيته مع حركة امل حيث يمثلان غالبية شيعية مطلقة ،هذا في وقت يبقي تأهبه العسكري حاضرا مع تزايد الحديث عن امكانية عمل عسكري اسرائيلي ضد لبنان وتعقيد مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي .


ومن اوجه احتضان البيئة الشيعية خصوصا ،على كافة الاراضي اللبناني أطلق الحزب الى العلن “مخازن النور” التي كان يقتصر عملها على وهب اثاث منزلي للمقبلين على الزواج من قوات الحزب العسكرية ،صارت منذ ايام علامة فارقة الى جانب المؤسسات التعاونية والاستهلاكية الكبيرة في الجنوب وبيروت والبقاع .


هذه المراكز الاستهلاكية اتخذ قرار انشائها بعد تفاقم الازمة المعيشية ،وجاءت تتويجا لخطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في 16 حزيران الماضي وقال إن “الأميركيين يضغطون على لبنان ليس حباً بالشعب اللبناني وهم يعاقبونه ولا حرصاً على قوانينه وهم يدوسونها”، و”من ينتظر تأليب بيئة المقاومة عليها سيفشل وعليه أن ييأس”، وأضاف “اذا ارادوا ان يوصلونا الى معادلة (الخبز مقابل سلاح المقاومة) ستكون لنا معادلة لا نكشف عنها الان ،وأكد أنه “من سيضعنا بين خيار القتل بالسلاح أو الجوع سيبقى سلاحنا في أيدينا ونحن سنقتله”.

مواد ايرانية

افتتحت المراكز دون اعلان رسمي من جانب الحزب بانتظار استكمال المشروع وهي تحتوي على مواد تموينية غالبيتها ايرانية المصدر وادوات منزلية ومفروشات وتوزعت في كل من كونين والشرقية “كفردجال” ووادي جيلو في الجنوب والرويس في الضاحية الجنوبية وبعلبك وبدنايل ورسم الحدث في البقاع .

يحق لكل حامل بطاقة “السّجاد” شراء بقيمة ثلاثماية الف ليرة شهريا من المواد التموينية


يستفيد من المراكز المذكورة نوعان من المواطنين في هذه البقع الجغرافية ذات الاغلبية الشيعية :

النوع الاول هم عناصر حزب الله الذين بحوزتهم “بطاقة نور” التي عادة ما كانوا يستخدمونها في شراء حاجياتهم المنزلية والشخصية (البسة- احذية وتوابعها) بتقسيط مريح من مؤسسات تجارية في الاسواق اللبنانية متعاقد معها، وهؤلاء يحصلون على حسومات من تلك المراكز ادنى من حسومات البطاقة الجديدة التي اطلق عليها “بطاقة السجاد”
وبطاقة “السّجاد ” تيمنا بلقب الامام علي هي بطاقة حديثة ممغنطة للافادة منها للشراء من مخازن النور، تم توزيعها على عينات وفئات اجتماعية شبه معدومة في كل مدينة وبلدة وقرية بناء لتقييمات ولوائح اسمية موجودة عند مسؤول شعبة الحزب وفريق العمل الاجتماعي ،وشملت الى الان آلاف العائلات التي غالبيتها لا تملك معيلا بسبب فقدان الاب او انفصال الزوجين وعاطلين من العمل وسواهم من الحالات الاجتماعية، ولا تتعدى في اقصى الحالات ثمانين عائلة تبعا لحجم كل بلدة وقرية،على ان يتم لاحقا توسيع دائرة المستفيدين وهم من كل التوجهات السياسية في هذه الجغرافيا، كون هذا المشروع ما يزال مشروعا تأسيسيا بحسب كثيرين يعملون في هذه المهمة.

يديرها عناصر من الحزب

يحق لكل حامل بطاقة”السّجاد” شراء بقيمة ثلاثماية الف ليرة شهريا من المواد التموينية على اختلافها باسعار مدعومة وتقل قيمتها عن اسعار السوق بنسبة تتعدى الثلاثين بالمئة وبعضها خمسين بالمئة ولكنها لا تحمل ذات المواصفات وخصوصا الحبوب والمعلبات ،وتشهد هذه المخازن التي يقتصر ادارتها والعاملين فيها على الذكور المتفرغين لدى حزب الله (كثير منهم عائد من سوريا) أقبالا كبيرا لحاملي بطاقات نور والسجاد .
وفيما يفضل الحزب عدم الحديث رسميا عن هذا المشروع – المنظومة “الاقتصادي الاجتماعي” والذي يأتي بعد منظومته العسكرية والصحية والتربوية ،يؤكد مقربون لـ”جنوبية”: بأن المشروع ما يزال في بدايته وأن المواد التموينية متوفرة بشكل كبير في مخازن الحزب القادمة من ايران تحديدا.

مخازن النور


ويشيرون الى ان هذه الخطوة في ظل اشتداد حالات الفقر والعوز كانت ضرورية وقد لاقت أرتياحا ملموسا لدى المستفيدين رغم انها غير كافية لرفع المعاناة عن اهلنا.

الجمل بقرش وما في قرش

من استفاد من “بطاقة السجاد” وهو واحد من المقربين من حزب الله يجمعون على ان بطاقة الدعم هذه توفر اكثر من 30 بالمئة وهذا امر مهم،ولكن “مشكلتنا الاساسية ارتفاع الاسعار المتواصل وغياب فرص العمل ،ومهما كان الدعم ولا يوجد المال بين ايدينا فالامر سيان ،فكما يقول المثل الجمل بقرش وما في قرش”.

السابق
بالصور: الأمطار الغزيرة حوّلت الطرقات الى مستنقعات والسيول تجتاح المناطق!
التالي
ماذا قال وزير الصحة عن ترشيد دعم الدواء؟