على بعد ساعات من بدء الاقفال الكوروني الشامل وفي ظل تخبط السلطة والاكثرية والحكومة المستقيلة والتي نبش رئيسها المستقيل عنه “غبار الماضي”، تخضع البلاد كلها مع هذه السلطة المهترئة والشعب المنهك بكل صنوف الازمات الى إقفال تام وكامل شكلاً، واقل من جزئي مضموناً، وسط تلويح الحكومة المستقيلة ووزارة داخليتها بتعاط قاس وبمحاضر ضبط يميناً وشمالاً للمخالفين وهذا ما يضع الجميع امام الاختبار الحقيقي.
وفي حين يسود شعور شعبي ممزوج بالغضب والقلق على المصير في آن واحد، تؤكد مصادر متابعة لـ”جنوبية” ان حالة من الهلع الحقيقية سادت في الجنوب على بعد ساعات من الاقفال فهرع الناس الى التزود بالمؤن والى سحب ما تبقى من قروش في البنوك ومن يمتلك بضعة مئات من الدولارات سارع الى تصريفها باللبناني خوفاً من تمدد حالة الاقفال ولكون العشوائية تحكم اداء السلطة القائمة حالياً.
مصادر متابعة لـ”جنوبية”: حالة من الهلع الحقيقية سادت امس في الجنوب على بعد ساعات من الاقفال فهرع الناس الى التزود بالمؤن
كما سارع الجنوبيون الى التزود بالمواد الغذائية وغصت الصيدليات بالزبائن، في حين شهدت محال الخضار واللحوم ايضاً اكتظاظاً غير مسبوق، بينما شهدت الطرق زحمة سير ولا سيما في مدينة صور وكأنها ليلة استقبال العيد!
وتلفت المصادر الى ان الاسعار ارتفعت من دون اي مبرر. ولاحظ الجنوبيون ان كل الاصناف ارتفعت بين 5 و10 في المئة امس ومن دون اي عذر سوى ان الدولار ارتفع قليلاً وهذا ما يستدعي تدخل ما تبقى من مؤسسات رقابية او دولة!
في المقابل بقي الفلتان الامني جنوباً وبرعاية واضحة من قوى الامر الواقع و”الثنائي الشيعي”، والذي استمر محسوبون عليه في إطلاق النار واثارة المشاكل وتصفية الحسابات الشخصية بحرق السيارات واطلاق الرصاص.
فوضى امنية في قضاء صور
وشبَّ حريق في سيارة من نوع رابيد رينو مساء أمس الاول على طريق بلدة السماعية جنوب صور، وهي متوقفة بالقرب من منزل صاحبها، و بحسب مصدر مطَّلع أنَّ سبب الحريق يعود إلى مشاكل شخصية بين صاحب السيارة و أحد أقاربه.
وأقدم مجهول فجر امس على إطلاق النار على احد المقاهي في برج الشمالي، طريق المدارس، كما أطلق عدداً من الطلقات النارية على محل غيار زيت دون تسجيل إصابات، واقتصرت الأضرار على الماديات.
و قد قال أحد المصادر بأنَّ “الفاعل ليس مجهولاً، بل معلوماً بالإسم والشكل للقوى الأمنية و الثنائي المُهَيمن على أمن المنطقة يمنع ملاحقته.
إقرأ أيضاً: «كورونا» يَفتك بأرواح الجنوبيين..و«فخّ» الدولارات المزيفة يُلاحق اللبنانيين!
وعُثِرَ صباح امس في محلة حي البراد في صيدا، بناية مرجان، في الطابق الارضي على جثة المدعو ع.ر (مواليد 1972 – بنغالي).
و يُرجَّح أن يكون قد قُتِلَ بدافع السرقة فبحسب أحد جيرانه أنه لم يكن مريضاً و كان قد دخَّر مبلغاً من المال منذ تواجده في لبنان.
زحمة صيداوية
وشهد سوق صيدا التجارية، امس و قبل سريان قرار الاقفال العام ودخوله حيز التنفيذ بدءا من صباح اليوم، زحمة متسوقين، فالتجار والمواطنين، استغلوا هذا النهار باعتباره اليوم الاخير قبل سريان موعد الاقفال العام على مدى اسبوعين حيث سيطبق التجار القرار مكرهين. اما المواطنين فقد انتهزوا الفرصة للنزول الى السوق للتبضع وتأمين مستلزماتهم.
وقال أحد التجار: “ان السوق التجارية فتحت بشكل طبيعي، رغم انه يوم عطلة وهذا دليل كم نحن بحاجة للبيع، كي نستطيع سداد مصاريفنا، والسوق تشهد زحمة متسوقين ونحن سنطبق القرار، ولكن نجدد المطالبة باعادة النظر بموضوع اقفال القطاع التجاري خاصة انه لا يوجد بدائل، وان يتم بدل الاقفال تقليص وتحديد مواعيد الفتح والاغلاق لمحلاتنا”.
ويتكرر المشهد في محلات السوبرماركت والمخازن الكبرى لبيع المواد الغذائية والتي شهدت اقبالا من قبل المواطنين لتأمين احتياجاتهم الاساسية قبل موعد الاقفال، فيما كان لافتا مساء امس الاول زحمة المواطنين في المقاهي والمطاعم في المدينة.
غليان معيشي جنوباً
وطالبت نقابة عمال الافران في صيدا والجنوب ببعض الاستثناءات الخاص بقرار الإقفال والذي سيدخل اليوم حيِّز التنفيذ في العديد من القطاعات ومنها الافران، لأنَّ اغلب الافران تعمل بدوامين نهاري وليلي مما يشكل عائقا للعامل فيها من الوصول إلى عمله، وخاصة في ساعات الليل المتاخرة.
البقاع
وفي خضم الازمة المعيشية، ارتفعت وتيرة انتقاد اهالي بعلبك لإسلوب محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، في تعاطيه المتشدد مع أبناء المنطقة خاصة حيال البناء مما يسد منافذ عمل اصحاب المهن الحرة. وامس امر خضر بهدم منزل لعائلة فقيرة، مما اثار حفيظة ناشطين ثوريين في بعلبك والهرمل ودعوا لتجييش التحرك ضده. على اعتبار انه من المنظومة السياسية الفاسدة ذاتها، ومن زمرة المحاصصة.
كورونا
ومع ازدياد عداد كورونا، واقتراب ساعة الصفر من موعد الاقفال العام، تدافع الناس الى المؤسسات الغذائية للتزود بمونة تكفيهم لاسبوعين.
كما شهدت محطات الوقود ازدحاماً للتزود بمادة المازوت للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة.
