حطب ومازوت التدفئة يقفزان الى لائحة هموم الجنوبيين!

حطب

أخرج الجنوبيون القاطنون في المناطق الساحلية “قبل الشتوة الاولى مدافىء الحطب والمازوت بعد تأهيلها ونفض الغبار عنها ،وركنت في زوايا الغرف المخصصة لفصل الشتاء ،استعدادا لاشعالها مع نسائم البرد والصقيع في ظل ازمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة لموسم الشتاء الحالي ،الذي يتطلب “موازنات” للتدفئة تزيد عن راتبين شهريين لعامل او موظف عادي او عسكري .
في تلك المناطق التي يصل ارتفاعها عن سطح البحر اربعماية متر عن سطح البحر كحد أقصى، يعتمد قسم من الاهالي في سبل التدفئة على مدافئ الحطب وقسم آخر على مدافئ المازوت وآخرون أقل قدرة اقتصادية يضطرون الى اللجوء إلى الكهرباء و الغاز قبل ارتفاع اسعار اشتراكات المولدات الكهربائية .

اقرأ أيضاً: بالصور: نعمة الأمطار تتحول الى نقمة في الجنوب: سيول جارفة تجتاح الطرقات والمنازل!


فيما يركز ابناء المناطق المرتفعة، لا سيما منطقة بنت جبيل ويصل ارتفاع بعض القرى فيها الى نحو تسعماية متر “مارون الراس” على استخدام مدافىء تعمل على المازوت نظرا لعدم توفر الحطب في تلك المناطق وارتفاع اسعارها الذي يتجاوز سعر المتر المكعب منه اربعماية الف ليرة لبنانية وتحتاج كل اسرة منه على الاقل ستة امتار .


لم تحسب ام حسين فنيش في معروف معروب أن مدفأة المازوت القديمة التي تمتلكها منذ سنين اصبحت بحاجة الى تبديل “القساطل”التي تخرج حريق المازوت والادخنة الى الفضاء الخارجي، ولدى استفسارها عن قيمة بدل هذه القساطل أصيبت بذهول كبير (30 دولارا )اي ما يفوق المئتي الف ليرة لا يوجد بين يديها منها شيئا .
هذا وحده لا يكفي فحاجتها من المازوت الذي يتقلب سعره في السوق السوداء ،تزيد أضعافا عن كلفة ترميم المدفأة،وهي لا تملك بديلا لطرد البرد عن جسدها النحيل ولا تملك ايضا معيلا كافيا.

صور

في منطقة صور التي يوجد فيها انواعا كثيرة من الاشجار لا سيما الليمون والزيتون والسرو والكينا ،يفضل غالبية الناس الذين يمتلكون مدافئ على الحطب استخدام هذه الانواع سواء عبر شرائها من تجار الحطب او عبر تشحيل بساتينهم واستبدال بعض الاشجار بانواع اخرى ،فيشترون متر الحطب المكعب باربعماية الف ليرة (الليمون والزيتون) وثلاثماية الف ليرة للمتر المختلط الذي يحتوي السرو وأصناف اخرى.
وتنشط في المنطقة “المناشير” لنشر الاشجار الكبيرة وتحويلها الى قطع تتلاءم مع حجم كل مدفأة تعمل على الحطب .
يوضح ع. مسلماني لـ “جنوبية” وهو احد العاملين في هذا المجال منذ سنوات، ان الحصول على الاشجار يتم من خلال بعض اصحاب البساتين الذين يعمدون الى أقتلاع أشجار باتت في آخر عمرها او رمتها العواصف وأحيانا اخرى التخلص من كميات كبيرة لاستبدال اشجار الليمون بنصوب الافوكا والقشطة ،مضيفا ان ما عدا ذلك من أشجار وخاصة اشجار السنديان ومعظمها في مناطق بنت جبيل ،فقد باتت محميات طبيعية ولا يمكن الاقتراب منها تحت طائلة العقوبات والملاحقة من فرق الاحراش التابعة لوزارة الزراعة.


ويتابع مسلماني ان الطلب على الحطب كبير جدا هذه السنة، ولا نستطيع تلبية طلبات الاهالي من المنطقة وغيرها ،وباعتقادي يعود ذلك الى قلق المواطنين من عدم توفر المازوت بشكل دائم من جهة وقفز اسعاره الى حد لا يقوى المواطن على تحملها ،كذلك ارتفاع كلفة اشتراك الكهرباء في المولدات الخاصة في ظل الانقطاع الكبير في التيار الكهربائي الذي يستخدم في التدفئة من خلال مدافيء تعمل على الكهرباء، ولا تلبي حاجة العائلة لناحية الدفء.
يقتني ابو محمد حمدون في قرية فرون التي تقع في منطقة بنت جبيل على مقربة من قرى صور مدفأة على الحطب “صوبيا” منذ سنوات، ويؤمن الحطب ككل عام من تشحيل كرم الزيتون الذي يمتلكه، وحتى لو كانت الكمية لا تكفي مع اشتداد البرد في القرية ،حيث يعمد الى جمع القندول من ضواحي قريته لتدفئة العائلة المؤلفة من خمسة افراد .


يشير حمدون الى “ان اسعار الحطب مرتفعة خصوصا في مناطقنا التي يوجد فيها اشجار الزيتون بشكل رئيسي، ولا تتوفر فيها اشجار الليمون والسرو كما هو الحال في المنطقة الساحلية، مؤكدا بان معاناة التدفئة على ابواب فصل الشتاء تضاف الى سلة المشكلات التي نعانيها دون ان يشعر المسؤولون بوجعنا”.

والى جانب كل ذلك سجلت اسعار المدافىء سواء كانت على المازوت او الحطب او الكهرباء والغاز ارتفاعا كبيرا ، تزامنا مع ارتفاع سعر العالمي بحجة ان المواد الاولية في تصنيع مدافىء الحطب والمازوت مواد مستورة على سعر الدولار ،كما هو الحال بالنسبة لمدافىء الكهرباء والغاز المستوردة ايضا.

السابق
التأليف يصطدم بحصة «التيار الوطني».. وبري يتحرك!
التالي
بالصورة: العاصفة «بيّضتها».. الثلوج غطت مرتفعات الضنية!