التأليف يصطدم بحصة «التيار الوطني».. وبري يتحرك!

إنخفض اليوم منسوب التفاؤل بقرب ولادة الحكومة بعد إنحسار الكلام عن أن الرئيس المكلف سعد الحريري سيزور بعبدا اليوم ليقدم إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تصوره الاولي عن حكومته بعدما تم تثبيت عددها على 18 وزيرا. وعاد الحديث عن أن الشيطان يكمن في التفاصيل المتعلقة بتوزيع الحقائب والمداورة بين الوزارات وتمسك رئيس الجمهورية (ومن خلفه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل) بإبقاء وزارة الطاقة من حصة رئيس الجمهورية وبتسمية مراجع سياسية أخرى لأسماء حزبيين في الحقائب التي ستكون من حصتها، ناهيك عن الحقائب الاساسية التي ستعطى لكل من المردة وحزب الله والتقدمي الاشتراكي .

اقرأ أيضاً: حكومة «الترانسفير» إلى جهنم!

الولادة الحكومية مؤجلة


كل هذه الخلطة تشير إلى أن إبصار الحكومة النور قد تأجل، وأن كان عوارض الولادة التي ظهرت خلال الايام الماضية سرعان ما تمّ إيقافها بحقن بنج المطالب و المطالب المضادة إلى حين ظهور “معطى ما” يعيد الحرارة والاندفاعة الى أقنية الولادة فيسهل مرور الحكومة منها بسلاسة ، فما هي هذه المعطيات ؟


هناك قراءتان لما يجري على الصعيد الحكومي، فبحسب مصدر دبلوماسي لـ”جنوبية” كل ما يجري على الصعيد الحكومي هو “جزاء ما إقترفت ايدينا نحن اللبنانيين وليس لأسباب خارجية أو حسابات أميركية وأن مقولة “أسمع كلامك أصدقك وأشوف أفعالك أتعجب” تنطبق تماما على القوى السياسية التي تعد دائما بتسهيل الأمور لكنها سرعان ما تناقض أقوالها، والصحيح أن كل من الجانبين الفرنسي والاميركي لا يعيران الوضع الداخلي اللبناني الاهتمام المطلوب ولكل منهم أسبابه، فالفرنسيون مشغولون بوضعهم الداخلي والاميركيون مشغولون بالانتخابات الرئاسية، وقد إستغلت الاطراف الداخلية هذا الانشغال لترفع سقوف مطالبها بوجه الرئيس المكلف، والعقدة الاساسية التي تدور اليوم حول حصة كل من التيار الوطني الحر وتيار المردة وتحديدا وزارة الطاقة، ولهذا دخل كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري واللواء عباس إبراهيم على خط الوساطات التي تحلحل العقد.

احباط فرنسي


القراءة الثانية من مصدر دبلوماسي آخر يقول ل”جنوبية” “بأن الفرنسيين يشعرون بحال من الإحباط من سلوك السياسيين اللبنانيين وإن كانوا لا يزالون يتابعون إتصالاتهم بشأن المبادرة الفرنسية عبر السفير باتريك دوريل مسؤول ملف الشرق الاوسط وشمال أفريقيا (ومساعد السفير إيمانويل بون مسؤول الخلية الدبلوماسية في الاليزيه) لكن هذه المتابعة تتم بوتيرة أخف وبضغط أقل على القادة السياسيين، وبأنهم سيتركون للأميركيين ممارسة الضغط الاكبر حتى تبصر الحكومة النور حين يخرجون من معمعة الانتخابات الرئاسية، وقد بدأوا بالتلويح بالاداة التي سيستعملوها لتحقيق أهدافهم، فبحسب المصدر يجب التوقف مليا أمام خبر “تهديد محكمة أميركية باسيل بعقوبات أميركية تشمل أصول يمتلكها في لبنان ودول أخرى” فصحيح أن الخبر له طابع عائلي إلا أنه تفوح منه رائحة سياسية لا يمكن التغاضي عنها تظهر السلوك الاميركي المقبل حيال الملف اللبناني وتحديدا الجهة التي قد تعتبرها معرقلة لأجندتها في لبنان.

الفرنسيون يشعرون بحال من الإحباط من سلوك السياسيين اللبنانيين


أمام هاتين القراءتين، ثمة صمت مطبق في بيت الوسط حيال ما يجري أو يتم التحضير له حكوميا، وفي حين زوار بعبدا يلفتون ل”جنوبية” بأن “مسار تأليف الحكومي يسير بشكل طبيعي من دون الافراط في الايجابية فبعد ان تم الاتفاق على ان تضم الحكومة 18 وزيرا سيتم إسقاط الاسماء على الحقائب بعد الاتفاق على التوزيع الطائفي لها، و أن المفاوضات لا تزال جارية حول وزارات الصحة والاشغال والاتصالات وحين ينجز الاتفاق حولهم يتم إسقاط الاسماء عليهم، أما مصادر عين التينة أكدت ل”جنوبية” بأن “رئيس المجلس أدار محركات وساطته بين الافرقاء المتنازعين من دون أن يفصح عن آلية العمل التي يعتمدها”.

صمت مطبق في بيت الوسط حيال ما يجري أو يتم التحضير له حكوميا


تضيف المصادر:”الرئيس بري لن يقف مكتوف الايدي، فما يجري في البلد لا يحتمل سواء إقتصاديا أو على صعيد جائحة كورونا، والوضع الصحي يتطلب وجود حكومة تعي ماذا تفعل وإلى أن يمكن أن تصل الامور صحيا، ولا يمكن البقاء في هذه العشوائية في المعالجة وأن نطلب من المواطنين الاقفال والانكفاء في منازلهم من دون أن نقدم لهم مقومات الصمود”.

السابق
«كورونا» يضرب مجددا.. رقم قياسي للاصابات ماذا عن الوفيات؟
التالي
حطب ومازوت التدفئة يقفزان الى لائحة هموم الجنوبيين!