قبيل الجولة الثانية..إسرائيل تُقحم باسيل في مفاوضات الترسيم لإحراج «حزب الله»!

مكان انعقاد المفاوضات اللبنانية الاسرائيلية حول الحدود البحرية
على بُعد 5 ايام من انطلاق الجولة الثانية من مفاوضات الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل برعاية الامم المتحدة واميركا، اقحمت اسرائيل اسم النائب جبران باسيل في المفاوضات واعلنت عن عقده لقاءات مع اسرائيليين لتسهيل امر التفاوض وذلك للضغط على "حزب الله" واحراجه.

جولة ثانية من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، برعاية الأمم المتحدة ووساطة أميركية، يعقدها الجانبان اللبناني والإسرائيلي نهار الاربعاء المقبل في 28 تشرين الاول الجاري بعد جولة اولى عقدت في 14 الجاري.

ورغم ان الجولة الاولى التي انعقدت لم تمر من دون جلبة وصخب اقله من الجانب الشيعي، حيث شعر “الثنائي” بخطورة وتوقيت الذهاب الى مفاوضات مع إسرائيل، في وقت تلهث فيه الى تطبيع واتفاقات مع دول عربية وافريقية وخليجية لخدمة صفقة القرن وتهويد القدس ووضع اليد على الجولان.

الوفد نفسه!

وتؤكد معلومات لـ”جنوبية” ان بعد الضجة التي اثارها “الثنائي” في وجه رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل ولا سيما بيان “الفجر” الشهير رفضاً لتضمين الوفد اللبناني المفاوض خبراء مدنيين واقتصاره على عسكريين، سيكون الوفد اللبناني هو نفسه الاربعاء المقبل بما يؤكد لعبة توزيع الادوار بين “حزب الله” والرئيس نبيه بري من جهة وبين “حزب الله” وعون وباسيل من جهة ثانية.

إقرأ أيضاً: تكليف الحريري ينعكس إرتياحاً شعبياً و«دولارياً»..والجنوب تحت رحمة الفوضى الأمنية!

وتشير المعلومات الى ان “حزب الله” وبعد الضجة التي اثيرت عن رضاه عن الترسيم ودخوله على خط التسوية اللبنانية –الاسرائيلية الحدودية البرية والبحرية، وظهور خلاف شكلي بينه وبين عون، اوعز الى حلفائه واعلامه بضرورة تجاوز “بيان الفجر” وتجنب الحديث مجدداً عن خلاف على طبيعة الوفد. وقال احد مسؤولي “حزب الله” الكبار لمن راجعه ان “انسوا الموضوع صار وراءنا”!  

لقاءات اسرائيلية مع باسيل؟

وفي تطور خطير يعكس لهاث اسرائيل الى تحقيق انجاز اعلامي وسياسي من وراء المفاوضات ومحاولة تصوير ان التفاوض غير المباشر بين لبنان وبينها برعاية الامم المتحدة هو اعتراف من بيروت بتل ابيب وان ما يجري هو تفاوض سياسي، روجت إسرائيل وفي توقيت لافت وقبل اسبوع من الجولة الثانية من المفاوضات ان رئيس “​التيار الوطني الحر​” النائب ​جبران باسيل​، يضطلع بدور سري كبير في المفاوضات بين ​لبنان​ وإسرائيل حول ​ترسيم الحدود​ بينهما”، مشيرة الى “لقاءات عقدها باسيل مع مسؤولين إسرائيليين وأميركيين في دول مختلفة لبحث ملف ​الترسيم​”.

معلومات لـ”جنوبية”: الوفد اللبناني المفاوض هو نفسه الاربعاء المقبل بما يؤكد لعبة توزيع الادوار بين “حزب الله” وبري وعون وباسيل

ووفق  “هيئة البث الإسرائيلي” والتي نقلت الخبر عن مصدر أمني كبير أن “باسيل تعهد بالحصول على موافقة “حزب الله”، وعمل مع الجانب الأميركي على إبقاء الملف بيد رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​، الذي يتابع الموضوع مع الأميركيين عبر وسطاء في ​واشنطن​ من أصول لبنانية”.

مستشار باسيل ينفي

وفي المقابل نفى  مستشار رئيس التيار الوطني الحر انطوان قسطنطين عبر الotv الادعاءات الاعلامية الاسرائيلية عن حصول لقاءات بين باسيل ومسؤولين اسرائيليين في الخارج لتسهيل عملية الترسيم.

وتعليقاً على هذه الاخبار الاسرائيلية بحق باسيل والتي تهدف الى احراج “حزب الله” ودق اسفين جديد بينه وبين باسيل وتوتير الجمهورين التابعين للحزبين، تقول مصادر متابعة لـ”جنوبية” ان ملف الترسيم والتفاوض غير المباشر لم يتم لولا وجود “صفقة” دولية كبيرة محورها ايران و”حزب الله” واميركا واسرائيل وحتى نظام الرئيس بشار الاسد ضالع فيها، لوضع المنطقة ولا سيما سوريا ولبنان وحل مشكلة اللاجئين فيهما على ابواب تنفيذ “صفقة القرن”، وحلّ مشكلة النفط والغاز والحدود بين البلدين وتثبيت وقف اطلاق النار بين “حزب الله” واسرائيل بتفاهم ضمني يشبه “فك الاشتباك” الاسرائيلي- السوري في العام 1974 .

معلومات لـ”جنوبية”: “حزب الله” اوعز الى حلفائه واعلامه بضرورة تجاوز “بيان الفجر” وتجنب الحديث مجدداً عن خلاف مع عون على طبيعة الوفد!

وبالتالي تخلص المصادر الى ان بعد تثبيت مبدأ التفاوض وتحديد اولويات كل فريق، تصبح الشكليات واللقاءات وما يزعم من تطبيع او لقاءات خارج لبنان لباسيل او لغيره مجرد تفاصيل وفواتير مسبقة الدفع وتقديم اعتمادات، لتسهيل حصول لبنان على قروض، ومنع المزيد من العقوبات على “حزب الله” وحلفائه المسيحيين، وتحييد باسيل وعون وكبار المتمولين ورجال الاعمال الداعمين للعهد ولـ”التيار البرتقالي” من اي عقوبات اميركية او ملاحقة في المهاجر.

السابق
تكليف الحريري ينعكس إرتياحاً شعبياً و«دولارياً»..والجنوب تحت رحمة الفوضى الأمنية!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 23 تشرين الأول 2020