الزيتون «يعتصر» مزارعي الجنوب.. الانتاج شحيح و اسعار الزيت «تحلق»!

زيت الزيتون

انتهى الحاج سعيد من قطف موسم الزيتون في كرمه عند احد السفوح في بلدته طيردبا بوقت قياسي (يومان) ولم يجن منه هذا الموسم ثلث ما كان يجنيه في مواسم سابقة ،فموسم زيتون العام الحالي الذي ينطلق عادة في كثير من مناطق الجنوب باستثناء منطقة حاصبيا في الربع الاول من تشرين الحالي كانت غلاله ضعيفة على عكس الموسم الماضي الذي كان وافرا جدا .

اقرأ أيضاً: سياسة «الأرض المحروقة» تعود إلى الجنوب قبيل قطاف الزيتون!

شح الموسم

المزارعون سواء كانوا ملاكين او ضامنين للموسم اعتادوا على قاعدة متوارثة ان موسم الزيتون عندما يكون كثير الثمر يليه موسم شحيح في الموسم الاخر ،لكن هذه القاعدة لا تقنع الاختصاصيين ولا سيما المهندسين الزراعيين فبالنسبة اليهم ان كثرة ثمار الزيتون ترتبط في الخدمة التي يقدمها المزارع لحقله ،من حراثة وتسميد وتقليم لا ان يترك دون اهتمام يذكر.

صحيفة الزيت تبدا ب500 الف

وارتباطا بارتفاع اسعار كل المواد التموينية وسائر الاحتياجات مع استمرار انخفاض قيمة الليرة اللبنانية سجل سعر كيلو الزيتون المحلي الاخضر قفزة في سعره هذا الموسم حيث يباع بعشرة الالاف ليرة لبنانية مقابل ستة الاف للموسم الماضي ،أما صفيحة الزيت 16 كيلوغراما فقد بدأت تباع ابتداء من خمسماية الف ليرة اي بارتفاع اكثر من ثلاثماية بالمئة .
يبرر اصحاب كروم الزيتون هذا الارتفاع بواقع اقتصادي انقلب رأسا على عقب منذ عام وحتى اليوم اذ ارتفعت كلفة المعيشة من اربعة الى خمسة اضعاف وارتفعت اجور المياومين والمياومات في قطاف الزيتون (35 الف ليرة في المناطق الساحلية)واجرة عصر كل صفيحة خمسين الف ليرة بعدما زادت الاعباء على اصحاب المعاصر وخصوصا قطع الغيار .


وهنا يبرز السؤال الجوهري كيف نعول على الزراعة لمواجهة التحديات المعيشية ،في وقت يكتوي فيه المزارعون بنار اسعار الادوية والاسمدة الزراعية المستوردة والارتفاع الطبيعي في اجور العمال والحراثة وسواهما من متطلبات.


هذا السؤال الذي يطرحه المزارع محمد عزالدين (دير قانون النهر) يشاطره فيه آلاف المزارعين في الجنوب الذين تضيق بهم كما المواطنين العاديين سبل العيش وتخطي الكوارث الاجتماعية والاقتصادية بفعل هبوط قيمة الليرة الحاد وجائحة كورونا.

يعتبر المزارع حسين ابراهيم ان سعر صفيحة زيت الزيتون 500 الف ليرة ليس سعرا يدر ارباحا كبيرة على المزارع ،حتى انه لا يرد الاتعاب وبدلات الكلفة العالية المتأتية من الخدمة طوال العام (حراثة- تقليم – تسميد وازالة العشب ) وصولا الى اجرة اليد العاملة والاكياس وبدل النقل ودرس الزيتون “عصر”.

يضيف ابراهيم كما ان سعر كيلو زيتون المونة الذي نبيعه بعشرة آلاف لم يرتفع عن الموسم الماضي اكثر من اربعين بالمئة فيما كان الدولار حينها ب1500 ليرة بينما اليوم بثمانية آلاف ،مؤكدا بان المزارع يشعر مع الناس الذين لا يوجد عندهم ارزاق وكروم زيتون ويحتاجون لهذه المادة الاساسية ،لكن ليس باليد حيلة ،فكلنا في مركب واحد.
وفيما يشارف موسم قطاف الزيتون في الساحل الصوري وصولا الى بنت جبيل وغيرهما على الانتهاء ،ينتظر الحاصبيون الايام المقبلة لاطلاق العنان لقطاف الزيتون في تلك المنطقة “حاصبيا” التي تشتهر بزيتونها وزيتها.

أين وزارات الزراعة من المزارعين؟

يشدد رئيس التعاونية الزراعية في طيردبا حسن مغنيه على ضرورة ان يكون المزارع في رأس الاولويات لدى وزارة الزراعة ،لما تشكله الزراعة من دور وعنوان للصمود والتشبث بالارض ،مطالبا الوزارة بتقديم الرعاية والتوجيه والارشاد ودعم المواد الزراعية التي ترتفع كل يوم بحسب سعر الدورلار.

الراي العلمي

يدحض المهندس الزراعي علي قاسم مقولة المزارعين حول سنة حمل وسنة شح ويقول:لجنوبية ان المنطق السائد لدى المزارعين ليس دقيقا على الاطلاق ،فالزيتون مثل سائر المزروعات ،بحاجة الى اهتمام طبيعي ،وعلى رأس هذا الاهتمام والمتابعة قيام المزارعين العناية باشجار الزيتون في الفترات المعروفة لديهم وذلك لناحية فلاحة الارض وتسميد الارض بالسماد العضوي وايضا رش المبيدات لمكافحة الافات ،وهذا كفيل بموسم زراعي ناجح ،لكن في حال ترك شجرة الزيتون طيلة العام دون رعاية وتفقدها وقطفها فقط عند الموسم ،فمن الطبيعي ان يكون الانتاج قليلا،فكل شيء تحتاجه يجب ان يحتاجك ،وبالتالي على المزارعين الاقلاع عن مقولتهم.

السابق
نصيحة من «حزب الله» للحريري.. هذا ما كشفه رعد عن شكل الحكومة!
التالي
تيمور جنبلاط يدعو البعض لعدم العرقلة.. من قصد؟