سياسة «الأرض المحروقة» تعود إلى الجنوب قبيل قطاف الزيتون!

حريق قي البابلية
ومع اقتراب موسم قطاف الزيتون الذي تعتاش من وارداته أكثر من عشرة آلآف عائلة جنوبية، وتقدر واردات موسمه السنوي بعشرات الملايين من الدولارات الأمريكية، من خلال صناعة زيت الزيتون الصافي الجنوبي الشهير بطعمه وجودته والذي له أهمية غذائية كبيرة، اضافة إلى كثير من المنافع الطبيه التي أثبتها الأطباء الخبراء ..

وإلى جانب صناعة زيت الزيتون البلدي هناك صناعات أخرى تستفيد من حقول وأحراج الزيتون في جنوب لبنان سيما صناعة الصابون وكبيس الزيتون وتأمين موارد للتدفئة في فصل الشتاء وما شاكل. 

 فمع اقتراب موسم القطاف هذا العام تشتعل الحرائق في مجموعة من القرى والبلدات الجنوبية التي تشتهر بهذه الزراعة التقليدية الجنوبية النشطة رغم تبدل أنماط الحياة وطغيان المدنية في أوساط سكان الجنوب اللبناني. 

توسّع الحرائق 

 وقد أفاد المراسلون أن الحرائق التي أتت بالجملة في هذا اليوم من هذا العام وأصابت مجموعة من أحراش الزيتون واندلعت فيها الحرائق التي عجزت القوى المعنية عن إخمادها حتى الآن …  

 والبلدات والقرى التي اندلعت فيها الحرائق حتى الساعة هي : خراج بلدة معركة في قضاء صور بالقرب من مقر الكتيبة الماليزية في قوات اليونيفل حيث أتت الحرائق على مساحات واسعة من أشجار الزيتون ، وكذا اندلعت الحرائق في خراج بلدات قانا وير قانون رأس العين والبابلية ومعروب والمصيلح، وفي بلدة وادي جيلو أتى الحريق على مئات أشجار الزيتون قبيل موسم القطاف، كما اندلع حريق كبير في أحراج بلدة صديقين ..  

وكذلك اندلعت حرائق كبيرة في خراج بلدات العديسة ومركبا وحولا وهونين الحدودية مع فلسطين المحتلة … كما اندلعت حرائق مماثلة في بلدات عدلون وجويا والشهابية ومجادل ومناطق أخرى …  

أياد خفية 

ومع تكرر مسلسل الحرائق للعام الثاني على التوالي وعدم استفادة الدولة اللبنانية من تجربة حرائق العام الماضي لجهة تأمين وسائل الإطفاء لمكافحة توسع انتشار الحرائق، ومع إصابة الحرائق العام الماضي رئة لبنان من خلال القضاء على مساحات من أحراج أشجار الصنوبر، بالإضافة للإضرار بموسم ثمار الصنوبر ذات القيمة الغذائية والاقتصادية العالية، ومع إصابة الحرائق هذا العام موسم الزيتون، تبدو الأيدي الخفية التي وراء هذا المسلسل لمن راقب وتابع تفاصيل الأحداث. 

 فالحرارة لم ترتفع بمعدلات غير طبيعية مع دخول موسم الخريف لتكون هي المسبب باندلاع هذه الحرائق، وإن كان هبوب الرياح الناشطة قد يساعد على توسع رقعة انتشار النيران، لذلك دعا الجنوبيون القوى الأمنية والبلديات لفتح تحقيق فوري ومستعجل في أسباب اندلاع هذه الحرائق قبل أن تأتي على بقية الثروة الحرجية لأشجار الزيتون الجنوبي ..  

ولم تستبعد الأوساط السياسية الجنوبية المراقبة أن يكون افتعال هذه الحرائق في إطار المزيد من سياسة تجويع شيعة الجنوب عبر حرق الثروة الزراعية التي بدأت الكثير من العوائل الجنوبية تتجه للاعتماد عليها لتأمين الأمن الغذائي لما يزيد عن نصف مليون لبناني بدأوا يستفيدون من الزراعة بعد شح الموارد الأخرى بسبب الأزمات الاقتصادية والمعيشية والنقدية التي تمر بها البلاد … 

السابق
بالصور والفيديو: لبنان يحترق من شماله الى جنوبه.. سيناريو الـ2019 المُرعب يتكرر!
التالي
حرب إلكترونية على هيا الشعيبي.. مغردون سعوديون غاضبون!