هكذا سقط القرار الديني الشيعي في يد «حزب الله»!

حزب الله يطلب مجندين في صفوفه
أفرز حزب الله للقطاع الديني في لبنان منذ أربعين سنة حتى الآن قرابة ألفين من المعممين، هدف من خلال هؤلاء للسيطرة على القرار الديني للطائفة الإسلامية الشيعية في لبنان من خلال السيطرة على المساجد والحسينيات والمراكز الدينية في قرى ومدن ومناطق الشيعة بين الجنوب والبقاع وبلاد جبيل وكسروان والشمال وبيروت وضاحيتيها.

 السيطرة على المراكز الدينية الشيعية يريده حزب الله ان يكون مقدمة للاستيلاء على المؤسسات الدينية الشيعية الرسمية والأوقاف الشيعية من مباني وأراضي وشقق ومحلات وسواها والتي تُقدَّر قيمتها بأكثر من عشر مليارات دولار أمريكي فعقار واحد من العقارات الوقفية الشيعية عند : ” نادي الغولف ” تُقدَّر قيمته بمئة مليون دولار أمريكي يسيطر عليه حزب الله حالياً، وتُقدَّر مساجد الشيعة في مختلف القرى والمناطق اللبنانية بقرابة الألفين إذا لا حظنا وجود أكثر من مسجد في القرية أو المدينة الواحدة، فبعض قرى الجنوب تحوي سبعة مساجد وبعضها أكثر، وهناك قرابة ثمانمئة ما بين قرية ومزرعة شيعية في لبنان أكثرها باتت دينياً خاضعة لسيطرة مشايخ حزب الله الذين يمسكون بمساجدها وحسينياتها ومقابرها ومغاسل الموتى فيها ومحلات أوقافها وعقاراتها الوقفية المتنوعة بحيث أصبح كل شيء بثمن ! 

إقرأ أيضا: مشاركة شيعية لافتة في «سنوية الثورة»..والمصائب تلاحق اللبنانيين والسوريين!

 وكل من أراد الاستفادة من هذه الأوقاف لا بد أن يدفع المعلوم، وهذا المعلوم في النتيجة يصب في جيوب مسؤولي وعناصر حزب الله بواسطة جيش المعممين الذي زرعه حزب الله في هذه الأماكن وبشكل تدريجي منذ أربعين سنة وحتى الآن …  

 غياب الامام شمس الدين 

    وفي حياة الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى السابق كان للمستقلين الكثير من المواقع، وكانت لهم سلطة ونفوذ على كثير من الأوقاف كانت تقدر بقرابة العشرين في المئة، ولكن في عهد التوافق الحالي بين حركة أمل وحزب الله سحب حزب الله البساط من تحت أرجل أتباع حركة أمل والمستقلين تدريجياً بحيث باتت الأوقاف بنسبة خمس وتسعين في المئة بالمباشرة ومئة في المئة بالمباشرة وغير المباشرة باتت خاضعة لقرار حزب الله السياسي، فهو يُحدد من يصلي في الجماعات إماماً من المعممين، وهو يعين من يقرأ العزاء الحسيني في المناسبات العامة والخاصة، وهو الذي يقبض جميع التبرعات من الخيرين في المواسم المتعددة، وهو يُجيز الاستفادة من الموقوفات، وهو الذي يُفسِّق من يشاء من علماء الدين الشيعة المستقلين ويُعطي شهادة بالعدالة لمن يشاء من المعممين ! 

 فحزب الله الذي توضأ بدماء الشيعة في حرب ضاحية بيروت الجنوبية وإقليم التفاح بين حزب الله وحركة أمل، وحزب الله صاحب التاريخ السيء في حق الكثير من أعيان الشيعة في لبنان، هذا الحزب بكل ما في تاريخه من أخطاء وتجاوزات وأذى وعدوان على الآخرين والذي جمع الكثير شذاذ الآفاق وسمح لهم بلبس العمامة الدينية، هذا الحزب أصبح من يُصدِّر شهادات بالعدالة والفسق، في حين كانت هذه المهمة من اختصاص فقهاء الشيعة وعدول علمائهم الذين سكنوا لبنان منذ عهد أبي ذر الغِفاري وحتى الأمس القريب. 

انبطاح أمل 

 فبعد أن عطَّل حزب الله دور علماء الشيعة وفقهائهم وصار الحل والعقد بيده، بعد أن انبطحت حركة أمل في جناحها الديني لأنشطة الحزب فغدت لا تملك من أمر الأنشطة الدينية شيئاً بعد سيطرة الحزب على أهم وأغلب المرافق الدينية الشيعية في لبنان، وبعد اضطهاد الحزب لعلماء الدين الشيعة المستقلين بحيث سكن أغلبهم في بيوتهم وهاجر قسم منهم إلى بلاد الاغتراب، فبعد كل ذلك لم يعد أمر التعديل والتجريح بيد الفقهاء الأمناء على حلال الله وحرامه، بل صار بأيدي الجهلاء من مسؤولي الشُّعب والقطاعات بحسب تقسيمات حزب الله الإدارية الحزبية للمناطق اللبنانية، والمحيط الشيعي اللبناني بكله أصبح عاجزاً عن تجاوز قرارات الحزب رغم كون أكثر من نصف شيعة لبنان ليسوا منظمين حزبياً ولا تربطهم مصالح بالحزب، بل بعضهم يكره الحزبية ولكنه مغلوب على أمره ويريد السلامة من الأذى في نفسه وعياله ومصالحه !  

فمتى تتحرر الإرادة الدينية من السيطرة الحزبية في الدائرة الشيعية في لبنان ليعود لعلماء الدين الشيعة دورهم الريادي في إدارة المرافق الدينية ؟ 

السابق
التغير المناخي قضى على أسلافنا البشر.. فهل يقضي علينا اليوم؟!
التالي
بعد أكثر من شهرين على الكارثة.. مئة مليار ليرة لتعويض مُتضرري إنفجار المرفأ