الصايغ لـ«جنوبية»: لن نترك الحريري.. وليغير باسيل موقفه!

النائب فيصل الصايغ

يقرأ عضو اللقاء الديمقراطي النائب فيصل الصايغ ما يجري على الساحة الداخلية لجهة تأجيل تكليف الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة بعقل بارد، إنطلاقا من مبدأ أساسي قوامه زهد “اللقاء الديمقراطي” ومن خلفه رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط  في المشاركة في الحكومة المقبلة لأن المرحلة تتطلب إنكفاء السياسيين ليتركوا المجال أمام أصحاب الاختصاص لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في خضم الازمة الإقتصادية والمالية التي يتخبط اللبنانيون في وحولها.

صحيح أن “وليد بك” بارع في إنتقاء اللحظة السياسية التي تظهر أهمية التحالف معه والوقوف على خاطره (إتصال الحريري بجنبلاط قبل تأجيل الاستشارات لضمان مساندته في التكليف) لكنه بارع أيضا في قراءة الظروف السياسية الداخلية والخارجية التي ُتفيد بأن وقت المحاصصة إنتهى ولا بد من التعامل مع تشكيل الحكومة ببراغماتية وعقلانية.

الفرنسيون سيتدخلون في الوقت المناسب لتنفيذ إتفاق قصر الصنوبر 

إنطلاقا من هذه القراءة يفسر الصايغ  أسباب تأييدهم لتكليفهم الحريري رغم أنهم ينادون منذ 17 تشرين 2019 بحكومة إختصاصيين، فيقول ل”جنوبية:”سيرنا في الاستشارات النيابية وتسمية الرئيس سعد الحريري هي للتأكيد على تمسكنا بالمبادرة الفرنسية وإن كنا نفضل ان تكون حكومة إختصاصيين وكنا صريحين معه حول هذا الموضوع”، لافتا إلى أنه”بعد أن رشح الرئيس الحريري نفسه وإتصل بالرئيس الحزب الاشتراكي وشرح حيثيات موقفه وأكد على الشراكة مع الحزب والتمسك بالمبادرة الفرنسية، كان لا بد من إعطائه فرصة جديدة لأننا أمام مرشح وحيد ولن نتركه ولكننا سنعطي رأينا في موضوع التشكيل ليكون بعيدا عن المحاصصة والعودة الى الممارسات الماضية”.

الحريري يرفض الخضوع للإبتزاز

يرى الصايغ في تأجيل الاستشارات النيابية لأسبوع يعني “بأن الامور غير واضحة ولكنها ليست إيجابية فمن الواضح أن الرئيس الحريري لن يتواصل مع أي طرف، فالتأجيل أتى من طرف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وهو سينتظر إلى حين موعد الاستشارات المقبلة، لافتا إلى أن”رئيس كتلة لبنان القوي جبران باسيل مصر على التفاوض على المحاصصة السياسية قبل تكليف، وهذا الامر غير دستوري”.

الامور تتجه نحو السلبية إذا لم يتراجع باسيل عن موقفه”.

ويضيف:”رئيس الجمهورية حدد موعدا للإستشارات فليذهب الجميع إليها و يقبلوا بنتائجها، فأما وقد تأجلت فمن المفروض أن تحصل الاسبوع القادم وعند تشكيل الحكومة لدى رئيس الجمهورية صلاحية ابداء الملاحظات والرفض، ولا يجوز أن يبقى رهان النائب باسيل على التوازنات والتفاهمات لأن التفاهم يحصل لاحقا مع الرئيس المكلف وبالتالي الامور تتجه نحو السلبية إذا لم يتراجع باسيل عن موقفه”.

يتوقع الصايغ أن “يكون سيناريو التأليف أصعب إذا بقيت الذهنية التي كانت سائدة ما قبل 17 تشرين، وعلينا إنتظار الضغط الفرنسي على القوى السياسية لتفكيك العقد القائمة حاليا، وإستياء ماكرون من تأجيل الاستشارات هو جزء من التدخل”، مبديا إعتقاده بأن “الفرنسيين سيتدخلون مباشرة في الوقت المناسب للحث على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في قصر الصنوبر والدستور واضح في موضوع التكليف، ورئيس الجمهورية يدعو للتكليف بعدها تسير الامور في سياقها الطبيعي وأعتقد أن هناك أملا بتدخل فرنسي لإزالة الالغام من أمام التكليف”.

الحريري يرفض الخضوع للإبتزاز السياسي 

ويوضح بأن “الرئيس نبيه بري وكتلة التنمية والتحرير أخذت قرار بتسمية الحريري لكنهم لا يعلنون عن ذلك إلا قبل وقت قليل من موعد الاستشارات، والجميع يعرف أن الرئيس بري من أكثر المتحمسين للرئيس الحريري منذ  تشرين 2019، وكان هدفنا من عدم ترشيح الحريري إعطاء الفرصة لحكومة تكنوقراط وسيبقى الحريري زعيما سواء أكان رئيسا للحكومة أم لا “.

ما يخيفنا هو الوضع الاقتصادي للناس الذي يتفاقم يوما بعد يوم

ويرى أنه “بعد تكليف الحريري على الاحزاب ان تسمي كفاءات غير حزبية ولكن غير  معاديين للأحزاب وأن يكون هدفهم العمل من دون نكد أو كيدية وفي الوقت نفسه يعرفون كيف يدير شؤون الوزارة التي سيتولونها  وأن يكونوا من أصحاب الاختصاص”.

بعد تكليف الحريري على الاحزاب ان تسمي كفاءات غير حزبية

ويختم:”لسنا خائفين من فلتان أمني كبير ولكن لا شك أن الفقر والعوز سيترجم عدم إستقرار أمني وزيادة عمليات النهب الفردية،  وما يخيفنا هو الوضع الاقتصادي و المعيشي للناس الذي يتفاقم يوما بعد يوم، ولذلك نقول أنه لا بد من التمسك بالمبادرة الفرنسية كمدخل لحل الوضع الاقتصادي  والاجتماعي وضبط التفلت الامني الفردي”. 

السابق
«شرعة الإنقاذ الوطني» في سنوية الثورة: المعبر للسلطة البديلة هو الانتخابات النيابية!
التالي
عشية 17 تشرين.. الثوّار يُعيدون النبض الى الشارع!