«العمل الشيوعي» تدعم تفاوض ترسيم الحدود: لعدم تقديم التنازلات المجانية!

فيما ينتظر لبنان بدء المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية مع اسرئيل نهار الأربعاء بوساطة أميركية وحضور للأمم المتحدة، جددت منظمة العمل الشيوعي في لبنان تأكيدهاة على “سيادة لبنان غير المنقوصة على كامل أراضيه، وحقه باستثمار ثرواته الوطنية في مياهه وعلى ترابه الوطني، وهي وإن كانت لا تعترض على قيام مفاوضات غير مباشرة، توصلاً إلى استعادة ما تبقى من أراضٍ محتلة، واستغلال حقول النفط والغاز في المياه اللبنانية الخالصة لمصلحة الشعب اللبناني الذي يئن تحت وطأة انهيار مالي واقتصادي لم يشهد له مثيلاً طوال تاريخه”.

وفندت المنظمة في بيان صادر عنها اليوم الإثنين “الحقائق التالية:

اولاً ـ ترفض المنظمة، رفضاً قاطعاً اعتبار هذه الثروة الوطنية، وبالتالي التفاوض بشأنها أمراً يخص طائفة أو طرفاً في السلطة مهما كان حجمه وموقعه. خاصة أن مقدرات الوطن هي ملك لكل اللبنانيين مهما اختلفت مشاربهم وانتماءاتهم المناطقية والروحية، وهم معنيون بمتابعة هذه المفاوضات وتصويبها عبر وسائل التعبير السلمي الديموقراطي متى تطلب الأمر ذلك. وتؤكد على ضرورة قيام حكومة إنقاذ مستقلة وموثوقة لدى الرأي العام اللبناني أولاً والعربي والدولي استطراداً، بأسرع وقت ممكن لمواكبة هذه العملية كي تتحمّل مسؤولياتها في تحصيل حقوق لبنان السيادية.

ثانياً ـ تشدد المنظمة على أن عملية التفاوض يجب أن تنطلق من المصالح الوطنية العليا، وليس عبرا التنازل لحسابات أي طرف داخلي أو اقليمي يريد توجيه الرسائل للولايات المتحدة الاميركية أو اسرائيل أو أيٍ كان، لتبيان حسن نيته تجاهها والتجاوب مع سياساتها. والمنظمة كما أعلنت مراراً وتكراراً، تؤكد على أن لبنان وسياساته وثرواته ليس صندوقة بريد يتم من خلالها توجيه الرسائل في مختلف الاتجاهات.

ثالثاً ـ الأحرى بمن هم مستعدون لتقديم التنازلات لاميركا واسرائيل والشروع في التفاوض معهما، أن يقدموا هم وشركاؤهم في السلطة، التنازلات للشعب اللبناني، من أجل انقاذ البلاد ممّا تتخبط به من انهيار وفوضى سياسية وكيانية وأمنية واقتصادية تسببوا بها. وعليه ترى المنظمة أن موضوع التفاوض أكبر من مجرد تشكيل الوفد المفاوض، ومن حسابات فئوية رخيصة باعتبارها تمس جوهر الكيان والوطنية اللبنانية في الصميم.

رابعاً ـ إن لدى لبنان الكثير مما يستند إليه في تحصيل حقوقه البحرية والبرية وحماية أجوائه من الانتهاكات الاسرائيلية اليومية، ومن محاولات التلاعب بهذه الحقوق الراسخة منذ قيام دولته وإلى اليوم. والمنظمة تدعو الدولة اللبنانية إلى تجميع أوراق القوة ورفض تقديم أي تنازلات تنال من هذه الحقوق. في الوقت الذي تدين فيه التأخير الحاصل في تأمين مقومات استثمار لبنان هذه الثروة وما كشفت عنه من سياسات محاصصة فئوية.
خامساً ـ ترفض المنظمة المحاولات الاميركية ـ الاسرائيلية تحويل التفاوض على حقوقنا السيادية مدخلاً إلى التطبيع، وبالتالي التنكر للحقوق الوطنية والقومية، التي دفع اللبنانيون عموماً وخاصة الجنوبيون منهم، الغالي قبل الرخيص دفاعاً عنها. وهي تدعو للمناسبة النظام السوري إلى حسم مسألة لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تمكيناً للبنان من استعادتها بما فيها قرية الغجر.

سادساً ـ تصر المنظمة على عدم التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني التي تكفلها القوانين والمواثيق والقرارات العربية والدولية وفي مقدمها حقه في تقرير مصيره على ترابه الوطني وأرضه المحتلة في عدوان الخامس من حزيران 1967 وحق اللاجئين منه في العودة إلى ديارهم، وإقامة دولته المستقلة وتحرره من الاستعمار الإستيطاني الصهيوني.

سابعاً ـ لقد دفع اللبنانيون دماءً غزيرة دفاعاً عن تراب الجنوب وكل لبنان في مواجهة الغزوات الاسرائيلية المتلاحقة، والتي بلغت ذروتها في اجتياح العاصمة بيروت وأجزاء واسعة من لبنان، وهم الآن ودوماً قادرون على الدفاع عن حقوقهم السيادية، ولن يتنكروا أبداً لتضحيات شهدائهم ومقاومتهم وشعبهم، ويرفضون صرفها في بازار الرسائل والمصالح الاقليمية أو الابتزاز السياسي الداخلي وغيرها.

ثامناً ـ تدعو المنظمة جميع اللبنانيين إلى متابعة المفاوضات، خاصة أن الولايات المتحدة الامريكية لم تكن يوماً وسيطاً نزيهاً، بقدر ما هي حليف دائم لاسرائيل، التي طالما عودتنا على المماطلة والتلاعب واستنزاف المفاوضين والوقت، في ما بدأت ومنذ سنوات باستثمار ثرواتها وعقد الإتفاقات الإقليمية اللازمة، والإندراج في علاقات تجعل منها مصدرة للغاز والنفط بعد أن كانت مستوردة له.

وختمت: “إن منظمة العمل الشيوعي التي لا ترى في التفاوض غير المباشر عملاً محرّماً، تحث الفريق اللبناني على الدفاع ببسالة عن حقوق لبنان المشروعة، وتهيب بمختلف الأطراف السياسية والرسمية والشعبية دعمه توصلاً إلى تسليم واعتراف العدو بهذه الحقوق”.

السابق
توتر بين أهالي شُهداء المرفأ والقاضي عويدات.. ومُطالبات للتنحي عن الملف؟!
التالي
كيم كاردشيان تتبرع لبلدها الأم أرمينيا بمليون دولار!