الرواية الكاملة للإشكال العشائري في البقاع..أين هيبة الدولة؟

الفلتان الامني مستمر في البقاع

ما يجري في البقاع منذ ايام عبر تسيد منطق شريعة الغاب والثأر بين الناس خطير الى درجة وضع كل الدولة واركانها من رئيس الجمهورية الى اصغر مسؤول امني وسياسي امام مسؤوليته: اين هيبة الدولة؟

ومتابعة لما يجري، افادت “نداء الوطن” وفيما يشبه “الرواية الكاملة” للاسباب التي ادت الى الاشكال الدموي بين عشيرتي آل جفر وشمص، ان الوضع الأمني في البقاع خطير والبقاعيون يشكون غياب الدولة الفاضح عن مشهد اشتعال الخلافات العشائرية الثأرية.

وبعد يومين متواصلين من الإستعراضات العسكرية التي بثت على مواقع التواصل الاجتماعي لمسلحي العشائر مدججين بمختلف أنواع الأسلحة والأعتدة الرشاشة والصاروخية، إثر مقتل شاب من عشيرة آل شمص على يد مسلّحين من عشيرة آل جعفر نتيجة عملية ثأرية، طمأن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر عبر “تويتر” إلى أنّ الجيش اللبناني أرسل تعزيزاته إلى المنطقة “لسحب فتيل الفتنة وبسط الأمن وتوقيف الخارجين عن القانون”، محذراً من أنّ “ما يحصل في بعلبك خطير للغاية ومسيء لبعلبك الهرمل ولأهلها”.

يوميات كلها “أكشن”

أبناء البقاع، من بعلبك حتى الهرمل، يعانون قبل غيرهم من انعكاسات التفلّت الأمني والسلاح المنتشر بلا رادع بين أيدي الخارجين عن القانون، حيث تؤكد مصادر ميدانية أنه يكاد لا يمرّ يومٌ بلا إشتباكات مسلّحة أو عملية أمنية، أبطالها مسلّحون يرهبون الناس في بيوتهم وعلى الطرقات، ويطلقون النار والقذائف الصاروخية في الهواء كأفلام “الأكشن” الهوليوودية، وسط غياب أمني تام للدولة شجع هؤلاء على المزيد من التمرّد والفلتان، لكنّ المصادر لفتت إلى أنّ التوتر الحاصل منذ أيام بين عشيرتي شمص وجعفر يُنذر بالأسوأ ما لم تسارع الدولة إلى ضبط الوضع.

إقرأ أيضاً: الحريري على موقفه..لن يترشح او يُسمّي!

“السلاح زينة الرجال” و”الدم بالدم” و”الثأر يكرّس الحضور والقوة”، هي قواعد العشائر في بعلبك ـ الهرمل وغيرها من مناطق تشهد مظاهر شبيهة، وعدم الإلتزام بها يدلّ على الخنوع وفقدان الشجاعة والرجولة. وشهد البقاع عدداً من العمليات الثأرية كان لعناصر الجيش اللبناني حصّتهم فيها أيضاً، على خلفية عمليات ثأر من عناصر عسكرية لضلوعهم في عمليات توقيف معينة أو إطلاق نار على مسلحين لم يلتزموا بالتوقف عند حاجز أمني. وكذلك الأمر، تتصاعد وتيرة عمليات الثأر بين العائلات والعشائر في المنطقة، بشكل أفقد الدولة الكثير من حضورها وهيبتها لتسود “شريعة الغاب”.

إشكال عمره عامين

أشعل مقتل محمد شمص الأحد الفائت في حيّ النبي انعام في بعلبك، جبهة النار بين عشيرتيّ جعفر وشمص.

وفي تفاصيل الحادثة، كما روتها المصادر الميدانية، أنّ إشكالاً فردياً وقع قبل عامين بين شبان من العشيرتين، أقدم خلاله شقيقا محمد شمص على قتل شاب من آل جعفر في سوق بعلبك، وأفضت الجهود إلى تسليم الجناة للدولة اللبنانية وحصر “غريم” عشيرة آل جعفر بالشابين من دون المسّ بعائلتهما.

وعليه، فتح شقيقهما محلاً في حي النبي انعام وبدأ العمل فيه. وإثر خروج أحد أشقائه من السجن قبل أيام من مقتله، وعند عدم تمكّن شبان عشيرة آل جعفر من قتله تمّت تصفية محمد في محله عصر يوم الأحد، حيث رافق العملية الثأرية إطلاق نار وترهيب للمواطنين لفتح الطريق أمام السيارة التي نفّذت العملية وتأمين وصولها إلى الشراونة، لتبدأ بهجة الثأر بإشعال المدينة بالقذائف الصاروخية والرصاص على مدى ساعات.

هذا التطور دفع بشبان آل شمص إلى التأهّب للثأر من الشبان الأربعة الذين نفّذوا عملية الثأر، فتوالت خلال الأيام الأخيرة “العروضات العسكرية” لمسلّحي العشيرتين المدججين بالأسلحة الرشاشة والقذائف والصواريخ المحملة على أرتال من السيارات والآليات رباعية الدفع.

السابق
الحريري على موقفه..لن يترشح او يُسمّي!
التالي
الولادة الحكومية عالقة في الحسابات الاقليمية