ترسيم الحدود اعتراف بلا حدود!

ترسيم الحدود

الصراع في المنطقة لم ينته بعد، محاولة الإيحاء بأن هنالك تسوية ما يعمل الجميع على إبرامها هو محض خيال، قرار المواجهة مازال ساري المفعول، والعمل جار ٍ وإن بوتيرة أقل على فتح جبهات جديدة تضاف إلى تلك المستعرة تستعيد بها ومن خلالها المواجهة بعضاً من عافيتها والمتناحرين بعضاً من نشاطهم بعدما قلل الوباء وأجهض ما كان لها من زخم وتأثير. 
لبنان في المعادلة الحالية القائمة يشكل أحد أهم نقاط القوة بالنسبة للإيرانيين، ولأجل ذلك يسعى حزب الله كما دوماً إلى إبقائه تحت السيطرة، هو يجهد للمحافظة على دوره المحوري في الصراع، فالراعي كما بات معلوم يعتبره ورقة ذات فائدة كبيرة يمكن اللجوء إليها عندما يشتد الخناق وتدعو إلى ذلك الحاجة.

اقرأ أيضاً: ترسيم الحدود وانهيار سرديات المقاومة

إطلاق التهم

أمين عام حزب الله ومن خلال ترسانة الكلام التي يمتلك عمد إلى إطلاق التهم في شتى الإتجاهات، هو اعتمد منها على ما يمكن له أن يذكر العالم بفائض القوة التي يمتلك، في الوقت عينه سلط الضوء على ضخامة المؤامرة التي تحاك ضده، لقد استعرض السيد بعضاً من تاريخه معتمداً على نبرة صوته وبالغ في الثقة حدا ادعي فيه انه الغالب ويمتلك مفاتيح أغلال كل السلاسل التي يحاول البعض تقيده بها، سماحته جهد كما في معظم إطلالاته في إقناع ناسه قبل خصومه والأعداء أن أحدا لا يستطيع شطب حضوره أو إلغاء وجوده، وشدد على فكرة أن حربه ليست إلا حرب على الباطل والتخاذل والإنبطاح، بالنسبة إليه  فرنسا والإتحاد ليسا إلى أوروبا العجوز، وعليه هي لا ترتقي إلى مستوى المفاوض معه لأنها يقيناً لا تقوى على أن تكون صاحبة قرار، وكل ما يصدر عنها لا يمكن إلا وأن يصب في خدمة الولايات المعتدية على كرامات الدول والشعوب.

السيد وحزبه الموافقان على ترسيم الحدود مع العدو وبالتالي الإعتراف له بالارض

وثائقي داعش الذي بث قبل أيام من الإطلالة شكل مادة اساسية دسمة في البيان الذي تلاه سماحته على السادة المستمعين والمشاهدين والقراء، أما الإنهيار المالي والإنفجار الإقتصادي ودمار البيوت وتشرد العائلات وهجرة الشباب وسرقة المال العام فأمر هامشي في الخطاب، فعلى ما يبدو هو بالنسبة إليه أمرٌ متوقع حدوثه  طالما هنالك قرار بإكمال الحرب وإصرار على تضيق الخناق عليه وإنجاح الحصار.
 لقد استعار أبو هادي من حيث لا يدري ربما، مضمون العبارة التي ذكرها في يوم خصمه العقائدي بن لادن عن أن الفتنة عظيمة والناس لا محال منقسمة إلى فسطاطين، فسطاط لا نفاق فيه هو يمثله وآخر ليس فيه إلا نفاق أمريكا تقوده، فطوبي لمن ثبت في زمن الفتن، لقد قال كلاماً يشبه ما قاله ابن الخلايلة الزرقاوي يوماً عن أن كل من يقف في وجه وجودنا وفي طريق غايتنا هو عدو لنا وهدف لسلاحنا، ودعى كما أيمن الظواهري إلى توحيد الجهود والجهاديين لمحاربة الطاغية الأمريكي.

أغلى الأثمان

بين إيران والأمريكان يدفع لبنان أغلى الأثمان، لقد قبض الإثنين على أنفاس الناس بعدما جعلوا من أرواحهم قرابين تقدم على مذبح الصراع. ما أقدم عليه رئيس مجلس وزراء العدو نتنباهو، قبل ساعات قليلة من تلاوة السيد لنصه ليس تفصيل، هو شكل من دون أدنى شك نوع جديد من انواع المواجهة المباشرة بين الطرفين، لقد قضت المواجهة بينهما بالكامل على نظرية أن الحرب تقتصر فقط على النار والحديد وعلى العتاد والعديد والجنود المدججين بشتى أنواع الاسلحة الثقيل منها والخفيف. لقد دفع العدو بحزب الله سريعا إلى إخراج مفاتيح المشغل المشار إليه كأحد المواقع الثلاثة التي تم عرض صورها في تقرير بنيامين من جيبه، وارتأى فتح أبوابه لمراسلي وسائل الإعلام المحلية والدولية. لقد كان حري بالحزب القول بأن الموقع المذكور ليس ملكا له ولا يخضع لسلطته وهو ليس مستخدماً من قبله، ويدعو الدولة أن تصحب صاحبه وتتواصل معه وتطلع منه وتستمع إليه لكي يضحد الإدعاءات ويصح التوضيح. ما كان مطلوب لم يكن بالتأكيد أن تفتح المواقع أمام الناس والرأي العام، ذلك أن السيد وفي أكثر من مناسبة أعلن عن إمتلاك حزبه لآلاف الصواريخ التي يصل مداها إلى ما بعد بعد حيفا وحدود تل أبيب. 

لبنان أيها الممانعين الرافضين بلد لا تتجاوز مساحته 10452 كلم2، يقطنه أربعة ملايين نسمة أو يزيد، ومن المستحيل في ظل وجود هذه الحقيقة أن لا يكون السلاح بينهم أو على مقربة منهم حتى وإن اكثر المحللين التابعين النفي أو التبرير. 

اقرأ أيضاً: جمهور حزب الله «يُهلل» لترسيم الحدود.. ماذا عن مقاتليه؟!

الاعتراف بالأرض

السيد وحزبه الموافقان على ترسيم الحدود مع العدو  عليه بالتالي الإعتراف له بالارض، أن يدركا حقيقة وفيها أن الرأي العام اللبناني ليس بغافل عما يقبل به  مع الامريكان ولا يُعير ما يقدم له من غيرهم من مباردات أي إهتمام، عليه أن يعي أن الشعب اللبناني ما عاد بالكامل في صفه، ولا داعم لحربه، ولا موافق على إستراتيجية المواجهة والهجوم التي يعتمدها في الداخل ومع الخارج وراء الحدود، عليه أن يعيد النظر بوظيفته ويقنع الإيراني بضرورة الإنفتاح على الشعوب العربية، عليه إسداء النصيحة له وحثه التخلي عن سياسة التوسع والسيطرة التي أدت إلى زعزعة الإستقرار في دولهم، على إيران بمعية السيد حسن أن تدرس خيار التعاون مع الدول الغربية و الأوربية لأجل فرملة التقدم الامني والسياسي والإقتصادي الأميركي، عليها ان تتوقف عن المساهمة عن قصد أو من دونه في تعزيز الوجود الأمريكي في المنطقة، مشروع الجمهورية الإسلامية الدائم والقائم وأداءها الحالي بات يخيف شعوب المنطقة وحكامها ويدفعهم إلى الرضى بكل ما يمكن له أن يحول دون تحققه وتحقق أهدافه بغزو جغرافيا المنطقة وبسط نفوذها عليها والتأثير على السياسات التي تحكمها والسيطرة على قرارها وخيراتها وسوقها إلى ما لا تتمنى او تريد.

السابق
هذا جديد قضية هيفاء وهبي مع مدير أعمالها محمد وزيري!
التالي
ديو غنائي عن الأب.. مُنتج مصري يهاجم شراء المشاهدات على يوتيوب!