حملة ماكرون ضد «حزب الله» أول الغيث.. وبري غاضب

نبيه بري

لا يزال لبنان يترنّح على وقع اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب عن التأليف الحكومي، و”بهدلة” الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للقوى السياسية، وكشفت مصادر سياسية متابعة مقربة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ان “الذي حصل مع اديب وضع أطرا جديدة لمقاربة الملف الحكومي، وسيرى رئيس الجمهورية ميشال عون كيف ستكون الخطوة التالية وفق الالية الدستورية”، لافتة الى انه “لا دعوة لاستشارات نيابية ملزمة خلال الأيام المقبلة”.

اقرأ أيضاً: الحريري.. الخصم والشريك والحكم !

وأشارت المصادر لـ”الجريدة”، إلى ان “الرئيس بري منزعج من مواقف ماكرون، إذ حمّل الثنائي أكثر مما يجب”، متسائلة: “أليس ماكرون من قال ان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أخلّ بما اتفق عليه وبالتالي كيف يُلام من كان لديه ردة فعل على ما فُرض من الطرف الآخر؟”، مجددة تمسكها بـ”المبادرة الفرنسية”.

وفي السياق، أشارت “النهار” الى ان لم يصدر أي رد عن عين التينة على كلام الرئيس الفرنسي ولكن نقل عن أوساطها انزعاجها ‏من تحميل ماكرون للثنائي الشيعي اكثر مما يجب .

الى ذلك، أكدت مصادر ديبلوماسية مطلعة على الاجواء الفرنسية لصحيفة “الجمهورية”، أنه وبالرغم من أن الرئيس الفرنسي الفرنسي اعتبر ما حصل هو خيانة الا أنه “لم يقفل الباب أمام القادة اللبنانيين، بل منح المعطّلين بضعة اسابيع، كفرصة اخيرة لتغيير سلوكهم، ويختاروا بين أن يضعوا بلدهم على طريق الإنفراج أو على طريق الإنفجار”.

أول الغيث

من جهة أخرى، اعتبرت مصادر سياسية عبر “الشرق الاوسط” أن ما قاله ماكرون عن المنظومة السياسية كلها لا يساوي بين الحملة التي شنّها عليها وما قاله عن “حزب الله”، وكأنه أراد أن يحتفظ لنفسه بتطوير موقفه من الأخير لجهة مبادرته إلى رفع منسوب الحملة عليه في حال امتناع قيادته عن التفاعل إيجاباً باتجاه موافقته على الانخراط في التسوية.

ولفتت المصادر إلى أن الحملة التي شنها ماكرون ضد “حزب الله” قد تكون أول الغيث، ويمكن أن يبادر إلى اتخاذ موقف يكون أقرب إلى موقف دول الاتحاد الأوروبي التي لا تميّز بين جناحي الحزب السياسي والعسكري وتتعامل معهما على أنهما يتبعان قيادة سياسية واحدة، هذا في حال أصرّ على عناده وقرر أن يدخل في سجال مباشر مع الرئيس الفرنسي، وبالتالي لا بد من التريُّث وعدم إصدار الأحكام المسبقة لما سيكون عليه موقف الحزب ريثما يقول أمينه العام حسن نصر الله كلمة الفصل في خطاب سيلقيه اليوم (الثلاثاء)، يتناول فيه التطورات المستجدة في لبنان.

ورأت أن ماكرون لمح إلى عدم تمييزه بين جناحي الحزب العسكري والسياسي، وإن لم يقل موقفه بالفم الملآن الذي يتزامن مع الاستعدادات لعقد القمة الأوروبية التي ستنظر في الوضع اللبناني بنداً أساسياً على جدول أعمالها.

وعليه، فهل يفرّط نصر الله في خطابه اليوم بموقف باريس التي لا تشاطر دول الاتحاد الأوروبي في عدم تمييزها بين جناحي الحزب العسكري والسياسي، أم أنه سيقرر التفاعل إيجابياً لإعادة الاعتبار للمبادرة الفرنسية؟

والسؤال عن موقف نصر الله حيال الحملة التي شنّها على “حزب الله” ينسحب أيضاً على رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وإنما في ضوء ما سيصدر عنه؛ خصوصاً أن باريس كانت تعوّل على دوره في تسهيل مهمة الرئيس المكلف السفير مصطفى أديب لتشكيل حكومة بمواصفات خريطة الطريق التي لقيت تأييداً من القوى السياسية الفاعلة، قبل أن يضطر إلى الاعتذار وعودته أمس إلى برلين للالتحاق بمقر عمله سفيراً للبنان لدى ألمانيا الاتحادية. وكشفت المصادر نفسها أن المفاوضات مع “أمل” و”حزب الله” لا يمكن أن تبدأ من حيث انتهت إليه مفاوضاتهما مع أديب. وعزت السبب إلى أن إصرارهما على شروطهما لدى الشروع في تشكيل حكومة جديدة، يعني أن الرئيس المكلف الذي سيخلف أديب سيواجه المشكلة نفسها، وقالت إن ممثل «حزب الله» في المفاوضات المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل أقفل الباب ومن دون اعتراض من المعاون السياسي لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل في وجه الوصول إلى تسوية تحول دون اعتذاره.

وأكدت بأن حسين خليل استخدم في لقاءاته مع أديب أو في اتصاله بأحد رؤساء الحكومات تعابير سياسية عالية السقف جاءت أشبه بتوجيه إنذارات له ما لم يستجب لشروط “الثنائي الشيعي” لما حملته من تهديدات، وقالت إن ماكرون أُحيط علماً بمضامين المداولات بين أديب والخليلين، والتي كانت وراء اعتذاره، وهذا ما دفع الرئيس الفرنسي إلى تحميل هذا الثنائي مسؤولية إطاحته بمبادرته برفضه انخراطه في التسوية.

السابق
بالفيديو: غضب في طرابلس بسبب أزمة المحروقات والدولار.. ودعوات ليوم غضب!
التالي
بعد الرسائل القاسية.. كيف سيردّ نصرالله على ماكرون اليوم؟