«عَصف» قطري-إيراني «يَصهر» خلافات رام الله وغزة..«فتح» تعترف بشرعية انقلاب «حماس»!

حماس وفتح ومصالحة في اسطنبول
ليس ادل على التحول في العلاقة بين حركتي "فتح" و"حماس"، الا ما قاله عضو مركزية حركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب خلال حوار "فتح" و"حماس" في إسطنبول ان "هناك شرعية في غزة وشرعية في الضفة والانتخابات ستوحد الشرعيتين تحت مظلة الرئيس ومنظمة التحرير".

من الناحية النظرية كان وقع كلام الرجوب صادماً وهو أول اعتراف رسمي وشرعي من قيادة “فتح” بإنقلاب “حماس” عليها واحتلالها غزة والسيطرة عليه عسكرياً منذ 14 عاماً اي في العام 2007 .  

صراع الرجوب-“حماس”

والكلام على اهميته له وقع خاص على “مسامع” حماس، لان الاقرار بشرعية الحكم في غزة يعني الاقرار بكامل منظومة هذا الحكم بما يشمله من وزارات و ادارات و موظفين، وهي أعباء مالية لا يرغب الرئيس عباس في تحميلها لموازنة السلطة المنهكة .

وتتمنى “حماس” أو تُمني النفس أن يكون حديث الرجوب نابع من تغيير جدي في رغبات عباس، وتراجع نفوذ المعسكر الفتحاوي المعارض للمصالحة بين الحركتين، وكون الحديث يصدر عن شخصية امنية وعسكرية قاسية ومن الرعيل القديم وممن واجهوا حركة “حماس”.

وتتهم “حماس” والجهاد الاسلامي” الرجوب خلال توليه رئاسة جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية لعشرة اعوام بين 1993 و2003، بأنه اعتقل وعذب عناصرهما وكل من عارض اتفاق “اوسلو” ووصلت الامور الى حد اتهامه بالعمالة وتسليم السجناء الفلسطينيي الى اسرائيل وانه قام بتسليم المعتقلين من كتائب القسام في سجن مقر الأمن الوقائي المُحاصَر في بيتونيا للإسرائيليين. وتتهمه “حماس” بقتل  القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام محيي الدين الشريف في 29 آذار من عام 1998 تحت شدة التعذيب.

كلام الرجوب أول اعتراف رسمي من “فتح” بإنقلاب “حماس” عليها واحتلالها غزة عسكريا في العام 2007

ويوحي كلام الرجوب ايضاً ان قطر استكملت ما بدأته ايران و”حزب الله” في لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، والذي انعقد بين رام الله وبيروت في 3 ايلول الجاري، توافقوا خلاله على “ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة، وفق التمثيل النسبي الكامل”.

“حزب الله” سهل زيارة هنية

ووقتها دخل  “حزب الله” وفق معلومات لـ”جنوبية” بثقله لانعقاد المؤتمر وضغط على الحكومة ورئيس الجمهورية ميشال عون الذي عارض منح تأشيرة لاسماعيل هنية كون زيارته  تتزامن مع وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في زيارته الثانية الى بيروت مطلع ايلول ايضاً.

وقد قدم “حزب الله” كل التسهيلات الامنية واللوجستية واشرف بشكل مباشر جهازه الامني على حماية هنية وكل القيادات الفلسطينية ولا سيما “الاخوانية” منها كما تعمد امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله لقاءه  قبل تمديد اقامة هنية لاسبوع التقى خلاله المزيد من الشخصيات. ووفق المعلومات أطالة اقامة هنية كانت لمزيد من التواصل الايراني مع “الاخوان” وقطر وتركيا ومحاولة تظهير الاتفاق والمصالحة في اسطنبول وبوساطة الثلاثي ايران- قطر- تركيا ومواكبة امنية ولوجستية من “حزب الله” وصولاً الى اعلان الاتفاق في اسطنبول على الانتخابات والتوحد تحت راية منظمة التحرير.

“حزب الله” وفق معلومات لـ”جنوبية” ضغط على عون الذي عارض منح تأشيرة لاسماعيل هنية كون زيارته  تتزامن مع وصول ماكرون

والأسبوع الماضي، عقدت حركتا “حماس” و”فتح” سلسلة لقاءات في تركيا الأسبوع الماضي، لبحث الأوضاع الفلسطينية الداخلية والترتيب لعقد انتخابات عامة.

ورغم ان قطر من اول المطبعين مع اسرائيل من البوابة الاقتصادية والمالية وكذلك تركيا ، لكن ايران تعتبر ان مصالحة “حماس” و”فتح” تبقي لها موطىء قدم في المواجهات مع الدول الخليجية التي تهرول للتطبيع مع تل ابيب.

واذا كانت الافعال مطلوبة بين الطرفين رغم صفاء النوايا كما يظهر من تصريحات الجانبين فإن تظهير التاريخ طيلة عقد من الزمن بينهما يؤكد فشل كل اللقاءات السابقة.

جذور الخلاف

وتعمق الخلاف بين “فتح” و”حماس” بين عامي (1996-2000)، حيث نفّذت الأجهزة الأمنية الفلسطينية حملات اعتقال واسعة ضد قادة وعناصر “حماس”، إثر تنفيذ الأخيرة سلسلة عمليات ضد إسرائيل، اعتبرتها “فتح” محاولة لتقويض “السلطة الفلسطينية”.

وفي كانون الثاني 2006، فازت حركة “حماس” في الانتخابات الفلسطينية التشريعية، وحصدت غالبية المقاعد البرلمانية.

وكانت نتائج تلك الانتخابات، الشرارة الأولى لاندلاع الأحداث التي أدت إلى تعميق الخلاف بين الحركتين.

إقرأ أيضاً: مصائب «التطبيع» عند «فتح» و«حماس».. ولإيران الفوائد!

ورفضت “فتح” وبقية الفصائل الفلسطينية، المشاركة في الحكومة التي شكلتها حماس، برئاسة إسماعيل هنية، لـ “عدم الاتفاق على البرنامج السياسي”.

واشتدت حدة الخلاف بين الحركتين، حيث اتهمت حماس، فتح، بمحاولة الإطاحة بحكومتها، من خلال إحداث المشاكل الداخلية.

ورغم التوصل لاتفاق “مكة” (شباط 2007) برعاية العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أن الخلافات السياسية استمرت، وتحولت لاشتباكات مسلحة.

وانتهت تلك الاشتباكات المسلحة، بسيطرة حماس على القطاع في 14 حزيران 2007.

محاولات للمصالحة

وحاولت عدد من الدول العربية والإسلامية، تقريب وجهات النظر بين الحركتين، وتوصلت لاتفاقيات بينهما، لكنها لم تجد طريقها للتنفيذ. واهمها: لقاء عباس-مشعل 2013 وهو لقاء عقده الرئيس عباس، مع الرئيس السابق لحركة حماس خالد مشعل، في 9 كانون الثاني لعام 2013، في القاهرة.

و”اتفاق الشاطئ” 2014 وهو لإنهاء الانقسام عُرف باسم “اتفاق الشاطئ”، وعقد بعد سلسلة من الحوارات بين حركتي “فتح” وحماس”، في صيف 2014، في منزل رئيس حركة حماس في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، غربي غزة. وكان آخرها، إتفاق القاهرة 2017، حيث ووقّعت الحركتان، في تشرين الأول لعام 2017، اتفاقا للمصالحة في العاصمة المصرية القاهرة. ولم ينفذ الاتفاق أيضا بسبب اختلاف تفسير الحركتين لبنوده.

السابق
تمدد «كوروني» بقاعاً وجنوباً..والترنح السياسي والمالي يعزز الهواجس الأمنية!
التالي
انتخابات فلسطينية من أجل ماذا؟