«فاراناسي» المدينة الهندية المقدسة: تحتفل بالموت رقصاً وغناءً فوق الجثث!

مدينة فاراناسي الهندية
"فاراناسي" هي المدينة المقدسة في الهند حيث تحتفل بحرق جثث امواتها بالغناء والرقص، تعرّفوا عليها.

تعتبر مدينة “فاراناسي” التي تقع على ضفاف نهر الغانج المقدس عند الهندوسيين، في ولاية “أوتار براديش” شمال الهند، واحدة من أقدم المدن في العالم عمرها حوالي 1000 عام ما قبل الميلاد، يقصدها المؤمنون الهنود للتخلص من خطاياهم والموت فيها.

وسُميت فاراناسي بـ”مدينة الموت”، لأن الموت فيها غير عادي، اذ يعتبر فناً يدعو الى الإحتفال، لدرجة جعلت شوارعها ممتلئة بالأشخاص الذين يمارسون تقاليد الموت.

اقرأ أيضاً: تعرّفوا بالصور على معبد «كيلاسا» الهندوسي المنحوت من صخرة غرانيت واحدة!

مدينة فاراناسي الهندية المقدسة لدى الهندوس
مدينة فاراناسي الهندية المقدسة لدى الهندوس

السبب التاريخي لقدسية مدينة فاراناسي

ويعود سبب شهرة هذه المدينة الى اتباع الديانة الهندوسية كوجهة للموت، فإيمانهم يعتمد على إحراق جثثهم وفيها تتحرر أرواحهم، وتصبح جزءاً من الروح الإلهية الخالدة، حيث تبدأ رحلة تحرر الروح تلك عند عتبات الدرج بجانب نهر “الغانح” حيث توجد المحارق التي تستخدم في الجنازات.

ويقال أيضاً أن أمراء باندافا الخمسة، كانوا أبطالاً في المعركة التي روتها أسطورة الماهاباتا القديمة، وبعد انتصارهم في حرب ضد أقاربهم سافروا الى مدينة فاراناسي من أجل التطهير من خطايا الحرب.

تقع مدينة فاراناسي الهندية المقدسة على ضفاف نهر “الغانج” في ولاية “أوتار براديش” شمال الهند

الرقص على الجثث

على الرغم من أن نهر “الغانج” يعتبر من أكثر الأنهار تلوثاً في آسيا، إلا أنه لايزال أنقى وأطهر الأنهار في عيون الهندوسيين الذين يأتون من مختلف المناطق الهندية للتحرر من خطاياهم، كما يعتقدون أن الفضلات الصناعية التي عكّرته البشرية وأصبح رمادياً، يغسل حطايا المذنبين الذين اقترفوا مختلف أنواع الأثام.

وتقام مراسم حرق الجثث في المحرقة الموجودة على السلم المؤدي الى النهر، وأكثر ما يثير الدهشة في الأمر أن الأطفال والنساء والرجال يبدأون بالإستحمام والرقص فوق الجثث على أعتاب النهر على مدار اليوم.

فليس من الغريب رؤية أشخاص يلتقطون الصور أمام بقايا الجثث التي تحترق، أو سماع أحد النساء وهن يغنين أثناء غسل ملابسهن، وكل ذلك على أعتاب نهر “الغانج”.

الرقص على الجثث في مدينة فاراناسي الهندية
الرقص على الجثث في مدينة فاراناسي الهندية

تجارة الموت

حتى في الموت يوجد تجارة، حيث تعتبر من الأمور الرائجة في “فاراناسي”، وذلك مع وجود فنادق مخصصة للأشخاص الذين على فراش الموت، كفندق “كاشي لاب موكتي بافان” والذي لا يستقبل سوى الأشخاص الذين شارفوا على الموت بمدة لا تتجاوز الـ15 يوماً، كما يطلق على هذا الدّار إسم “دار الخلاص”.

ويقول مدير العمليات “كيه أغاروال” في فندق يدعى “دار المرضى”، بأنهم يتلقون طلبات كثيرة سنوياً لنزلاء أحياناً يشغلن الغرف لسنوات، لكننا نعطي الأولوية للأشخاص الأكثر احتياجاً للمساعدة بعد التأكد من قدرتهم على تحمل كافة النفقات وأن لديهم أقارب يعتنون بهم وبصحتهم قبل مراسم الحرق والرقص على الجثة، حيث لا يُقبل الأشخاص دون الـ60عاماً، كما أن على كل نزيل أن يدفع نحو 100 ألف روبية، أي ما يعادل 1400 دولار أمريكي، وفي المقابل يخصص له غرفة يقيم بها الى حين مماته، يذكر أن هذا المبلغ هو لسعر الغرفة فقط، ولا يتضمن كلفة الطعام أو الرعايا الصحية.

وفي دار ضيافة أخرى في أحد أزقة مدينة “فاراناسي” يوجد دار يدعى “التحرر من الخطايا”، وهو ليس فندقاً بل يأتي الناس إليه للتكفير عن ذنوبهم، كما يعيشون حياة خالية من الترف، ولا يسمح للنزيل في هذا الدّار أيضاً أن يقيم أكثر من 15 يوماً، حينها ستطلب منه الإدارة الرحيل إن لم توافه المنية، كما يدفع كل نزيل حوالي 20 روبية يومياً أي ما يعادل ربع دولار، وذلك لتغطية تكاليف الكهرباء، وعليه أن يقضي وقته في العبادة إذ يوجد معبد صغير بالقرب من الدّار وفيه ينشد المُصّلون ترانيمهم.

مدينة فاراناسي الهندية
مدينة فاراناسي الهندية
السابق
أديب يعتذر..الأزمة الى المربع الاول!
التالي
«إنفجار 4 آب سياسي»..بعد إعتذار أديب الى الهاوية در!