«الثنائي» يمارس «حافة الهاوية» الحكومية.. وتمديد فرنسي للمبادرة

الثنائية الشيعية

وصلت سياسة “حافة الهاوية” التي تتقنها القوى السياسية إلى ذروة مشاهدها اليوم مع تمسك الثنائي الشيعي بمطالبهم المتزايدة من حكومة الرئيس مصطفى أديب المقبلة، والتي بدأت بالتمسك بحقيبة المالية وتواصلت مع تسمية كل وزراء الشيعة فيها وصولا إلى المطالبة بضرورة حصول “مجموعة تفاهمات” حول الاداء الحكومي المقبل نتيجة “نقزتهم” من أداء الرئيس أديب.

اقرأ أيضاً: أجواء حكومية حذرة ومتناقضة..و«الثنائي الشيعي» يُروج: «المالية في جيبي»!


لم ينتج عن لقاء الرئيس المكلف بال”الخليلين” نتيجة مرضية، بقيت الامور في المنطقة الرمادية، أديب مصر على تشكيل “حكومة مهمة” بعيدا عن المحاصصة والمداورة في الحقائب كما تنص المبادرة الفرنسية، والثنائي مصر على أن يظهر لجمهوره بأنه “يخوض أم المعارك” وينتصر كالعادة في وجه(عنصر داخلي) يريد المس بحقوق الطائفة،وهم يعرفون حق المعرفة أن اصرار أديب على المداورة له غطاء فرنسي ودولي أيضا. وبالرغم من ذلك بقيت أجواء عين التينة وحارة حريك تبث أجواءا إيجابية وتؤكد تمسكها بالمبادرة وإنفتاحها عليها( لقاء مسؤول العلاقات الدولية عمار الموسوي مع السفير الفرنسي برنار فوشه في السفارة الفرنسية أمس) في الوقت الذي خاض جمهوره الالكتروني معركة مساندة من خلال تصوير أن الرئيس الحريري “أكل الضرب” من الرئيس نجيب ميقاتي لأن الرئيس أديب محسوب عليه أساسا. وعلى خط مواز سادت توقعات عن إعتذار أديب عصرا لولا كثافة الاتصالات الفرنسية التي تواكب عملية التشكيل والتي أفضلت إلى تمديد المهلة إلى يوم الاحد المقبل لمزيد من التباحث.

ماذا بعد ؟

هي فرصة جديدة لترميم “تهبيط الحيطان” الذي إنتهجه الثنائي الشيعي على مدى أيام بإتجاه الرئيس المكلف ومن يسانده في تأليف الحكومة (الرئيس الحريري ونادي الرؤساء السابقين) وقد أتى الاخراج من قصر بعبدا ومن خلال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد لقائه أديب، ففي المعلومات الرسمية “انه خلال اللقاء طلب الرئيس عون من الرئيس المكلف الاستمرار في الاتصالات الجارية لمعاجلة الملف الحكومي لأن الظروف الراهنة في البلاد تستوجب عملا انقاذيا سريعا، لا سيما وأنه مضى ١٦ يوما على التكليف والبلاد تنتظر التفاهم على تشكيل حكومة جديدة، وأن الرئيس عون أكد التمسك بالمبادرة الفرنسية بكل مندرجاتها والتي كانت حظيت بتوافق القيادات السياسية اللبنانية”.
أما في المعلومات الخاصة ب”جنوبية” فقد أشارت مصادر مطلعة على لقاء عون –أديب “ان الرئيس المكلف وضع الرئيس عون بأجواء الاتصالات التي اجراها منذ اللقاء الاخير معه بما فيها اللقاء مع الخليلين وجرى نقاش في السبل الكفيلة بتذليل العقبات من أمام التشكيل، وقد اتُفق على استمرار الاتصالات لتذليل العقبات، و لم تستبعد المصادر حصول اي اتصال على خط فرنسا-بعبدا” .

الدكتور ناصر ياسين

ماذا يعني ذلك تمديد المهل ؟

يشرح مدير الابحاث في معهد عصام فارس الدكتور ناصر ياسين لـ “جنوبية” أن “القوى السياسية في لبنان تحاول رفع سقفها للوصول إلى صيغة معينة، وهم يبرعون في إتباع سياسة حافة الهاوية في محاولة لتحقيق مزيد من المكاسب والمواقع وهم لطالما فعلوا ذلك، لكن إذا تنازل الرئيس أديب لجهة تسمية الثنائي الشيعي لوزير المالية فهذا يفتح الباب المساومات للتيار الوطني الحر”.

ياسين لـ«جنوبية»: الفرنسيون مصرون على المحاولة ولن يديروا ظهرهم للبنان


يضيف: “ما يجري هو محاولة بارعة من قبل الثنائي لتصوير أن ما يحصل بأنه لحفظ حقوق الطائفة وهم حريصون على تصوير أنفسهم بأنهم لا ينهزمون أبدا، لذلك يمكن أن قدموا أسماء تكون مقبولة مثل السيدة علياء عباس أو الدكتور رائد شرف الدين”، لافتا إلى أن “المشكلة هي أن قوى السلطة وخصوصا حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر باتوا أسرى صورة رسموها لأنفسهم أمام جمهورهم وهي أنهم منتصرون دائما وأنهم يحصلون على ما يريدون من حقائب ووزارات وحتى لو لم ينجزوا شيئا فيها، وهذا ما حصل في وزارة الطاقة مثلا، وهذا أمر سيء لأنهم يأخذون الأمور إلى هذا المنطق وليس إلى منطق أن البلد ذاهب فعلا إلى الانهيار”.
يرى ياسين أن “تسوية معينة ستحصل، الفرنسيون مصرون على المحاولة ولن يديروا ظهرهم للبنان، لكن من الممكن (إذا فشلت المبادرة) أن يتم تأجيل المساعدات إلى حين تأليف حكومة تتحمل المسؤولية، الفرنسيون والاوربيون لديهم مصلحة بإستقرار البلد ولو بالحد الادنى لأن النتائج سلبية ممكن أن تطالهم لجهة إزدياد أعداد المهاجرين إلى الاتحاد الاوروبي ولذلك من مصلحتهم المحافظة على الحد الادنى من الاستقرار”.

ماذا عن العقوبات الاميركية الخيرة هل يمكن أن تلعب دورا مساعدا؟ يجيب ياسين:”الفريق الاكثر خوفا من العقوبات الاميركية هم مسؤولي ومناصري التيار الوطني الحر لأنهم حريصون على إستمرار إستثماراتهم في الولايات المتحدة والتواصل مع أنصارهم هناك، الاميركيون أوضحوا أن العقوبات لا علاقة لها بالمبادرة الفرنسية وتوقيتها هو للقول أنهم لا يتأثرون بمبادرة فرنسا وهم يتماشون مع هذه المبادرة و ليس بالضرورة أنهم مقتنعين تماما بها بل لديهم أجندة أهداف خاصة بهم”

السابق
«كورونا» يواصل تحليقه.. كم بلغ عدد الاصابات والوفيات اليوم؟
التالي
بالفيديو.. بري في مديح الأمين و«حزب الله» في «تخوينه»!