أما آن لقيد الحراك ان ينكسر!

الثورة اللبنانية
أصبح الوضع يحتاج الى وقفة ومصارحة ومراجعة بلا قفازات في مناقشة وضع الحراك وتشخيص بعض عيوبه

ابدأ بإنعدام التواضع عند بعض النخب. فما ان بادرت مجموعة من هذه النخب إلى تقديم برنامج مكتوب حول مطالب الحراك ليتوحد المنتفضون حوله، حتى بدأت مجموعات أخرى بتقديم برامجها في تكرار سقيم، وبمقدمات مطولة تشرح المشروح وتوضح الواضح  بتكرار ذات المطالب ولكن تحت مسميات أخرى.

وكأن هذه النخب تمشي في خطوط متوازية لا تلتقي ولا تحتك او تتفاعل مع بعضها البعض!. كان من الاجدى لو وجدنا مرة واحدة، وثيقة تنطلق  من وثيقة سبقتها وتحدد نقاط الاختلاف معها او لتقدم اجتهادا مختلفا حول هذه النقطة او تلك. اهو حب الظهور ومحاولة إيجاد موقع قدم قيادي، ام ان البعض غير معني بما يقترحه الآخرون لان الله قد خلقهم متفوقين وكسر القالب؟ ولماذا لا يلتقي هؤلاء المبادرون ويقدمون مشروعا موحدا ويذكرون فيه نقاط الخلاف فيسهل على الجمهور مناقشتها؟

تعدد المجموعات يعكس تعدد المشارب والانتماءات وهذا غنى للحراك

النقطة الثانية هي هذا التكاثر المشبوه بعدد المجموعات المنضوية بالحراك والتي باتت بالمئات. تعدد المجموعات يعكس تعدد المشارب والانتماءات وهذا غنى للحراك. ولكن تكاثرها بهذه السرعة وتجمعها وانفكاكها وانتماء كل منها منفردة او متكتلة إلى تجمعات أوسع وفي مناطق جغرافية مختلفة بات أمرا يدعو إلى الريبة.

أخشى أن يكون هناك اعدادا متزايدة من الناشطين قد بدأوا يعتاشون على هذا الحراك وبات اعلان تمايزهم بالاسماء والشعارات وادعاء انتشار هم في مختلف الساحات هو شكل من أشكال الأرتزاق،سواءا كان هذا الأرتزاق مصدره التبرعات التي تجمع من المنتفضين او من متمولين يتعاطفون مع الحراك او من مصادر أخرى. أخشى أن يتكرر معنا سلما، ما جرى في سوريا حربا، عبر تفريخ عشرات ومئات المجموعات عبر أحزاب السلطة واجهزتها الامنية او عبر اطراف ما. إن التصدي لهذا الواقع يقع على عاتق التكتلات الكبيرة والموثوقة في الحراك.

تنظيم مئات التشكيلات والتي عددا مهما منها من صنع الأجهزة لا يمكن أن يتم بأي آلية ديموقراطية معروفة

على هذه التكتلات مع عدد من الشخصيات المستقلة والتي اختبرت في التحركات ان تشكل قيادة ما فيما بينها ينبثق عنها او هي تسمي لجنة ميدانية تنفذ وتراقب وتقود هذه التحركات. إن تنظيم مئات التشكيلات والتي عددا مهما منها من صنع الأجهزة لا يمكن أن يتم بأي آلية ديموقراطية معروفة.

على هذه القوى ان تتفق على اسم واحد والانتهاء من (مسخرة) تسمية عشرات الاطراف الداعية عند كل تحرك. وعلى هذه القيادة ان تجد حلا لمهزلة المواجهات الغبية والمشبوهة مع رجال الأمن عبر تغيير أماكن التحرك، واعتماد المسيرات الجماهيرية في أماكن مختلفة مع عناصر انضباط تنسق مع الأجهزة الأمنية. 

ولمعالجة اوهام البعض حول قوتهم الجماهيرية، ربما من الأفضل أن تحمل كل جهة، إضافة إلى العلم اللبناني، شعارات الحراك  على يافطة موقعة بإسمها للتعرف على قوتها والتعامل معها على هذا الأساس.المشكلة هي في المركز، في بيروت، اما المناطق فليس من الصعب التوفق في إيجاد الصيغ التنسيقية المناسبة وقد قطعت بعض المناطق شوطا على هذا الطريق.

السابق
تفاصيل جديدة حول تفجير «منشأة ايران النووية».. عمل «تخريبي»؟
التالي
الطفيلي يتوجّه بكلام لاذع لنصرالله: أفلامكم مع العدو واضحة.. ويسأل: اليس لكم حلفاء سوى اللصوص؟