هكذا يَتلطّى «حزب الله» وراء الجيش داخل الحدود وخارجها!

خلدة
تلطي "حزب الله" وراء الحكومة التي شكّلها وسابقاتها وايضاً ووراء الجيش اللبناني، ليس الا من عِدّة الشغل الداخلية والخارجية التي يستعملها الحزب لجعل من الآخرين اكياس رمل لسياساته واجنداته وتحميله تبعاتها الى غيره!

ليست هي المرة الاولى التي يعتمد فيها “حزب الله”، سياسة التعتيم والانكار والصمت السلبي، في الاحداث الامنية او الاتكال على وسائل اعلام وشخصيات محسوبة عليه، لقول ما لا يريد قوله، لا في بيان رسمي وعلى لسان احد مسؤوليه او نوابه او وزرائه.

غموض مقصود وصمت سلبي

وباستثناء حادثة جبل الروس وبعد تسريب قناة “الميادين” الممولة ايرانياً خبر عن عملية انتقامية في مزارع شبعا وقالت وقتها انه استهدف دبابوة ميركافا رداً على مقتل علي كامل محسن في غارة اسرائيلية قرب دمشق، وبعد رد العدو بقصف واسع رداً على عملية تسلل مجموعة له واكتشافها، خرج الحزب ببيان لينفي ضلوعه في اي عملية قرب الحدود او داخل فلسطين المحتلة.

ومنذ ايام وفي عملية اخرى اعلن عنها الجيش الاسرائيلي واتهم فيها “حزب الله” بإطلاق النار على دورية له داخل الاراضي المحتلة، التزم “حزب الله” الصمت عما جرى لكن امينه العام خرج مساء اليوم التالي ليترك الامور غامضة ومفتوحة على كل التساؤلات.

إقرأ أيضاً: لبنان على موعدين: رئيس مكلف الإثنين ورئيس فرنسا الثلاثاء!

وكان مجلس الدفاع الاعلى ومن بعده الجيش توليا الاخراج السياسي والانشائي لما جرى على الحدود، وعلّقا على الشق المتعلق بالرد الاسرائيلي وقصف الاراضي اللبنانية بأكثر من 200 قذيفة واعلنا عن تقديم شكوى بسبب الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، ولكنهما اغفلا ما قام به “حزب الله” وكأنه لم يكن .

“حزب الله” يحول لبنان الى ساتر!

وتؤكد مصادر متابعة ان مع ادانة ما يقوم به العدو وهذا بديهي ولكن هذا التكتيك الذي يعتمده “حزب الله” قد يكون ناجحاً مع العدو ومن عدة الشغل في الصراع معه وهو حر في اتخاذ ما يراه مناسباً، ولكنه بتلطيه خلف الآخرين من مؤسسات الدولة والجيش والحكومة والشعب اللبناني كله يجعل منهم جميعاً ساتراً رملياً لسد تجاوزاته الدولية والاقليمية ولتحميل كل لبنان عواقب ما يقوم به من اعمال خارج الحدود.

وكأنه يريد من الآخرين ان يمسحوا اثار ما يقوم به ولكن ممنوع عليهم ان ينتقدوه او يحاسبوه لذلك يلجأ الى تغطية الاحداث ببيانات عن الجيش لا تلزمه لا بالرد اللاحق ولا بشرح ما يقوم به.

تضليل وفبركة

وفي خلدة امس تعمد “حزب الله” التضليل الاعلامي وفبركة روايات ورميها عبر وسائل اعلامها لتصوير ان الصراع هو بين العشائر وبين الجيش وليس بين عناصره في المنطقة، ليتبين لاحقاً انه اقدم على عملية رد عسكري على احد ابناء العشائر بسبب اعتراضه منذ 10 ايام على رفع يافطة عاشورائية في المنطقة، وهذا الامر المخالف لإتفاق سابق بين جميع القوى في المنطقة بأن لا يكون هناك يافطات او شعارات حزبية او استفزازية او دينية – مذهبية.

فتنة سنية –شيعية

وبعد إنفلات الامور وحصول اشتباكات واسعة وانحدار الامور الى فتنة سنية –شيعية، تراجعت رواية الانكار للحزب لتتقدم الرواية الصحيحة لما حدث وهو ما تضمنه بيان الجيش الذي اكد مسؤولية الحزب من دون ان يسميه، وان السبب هو اعادة تعليق المدعو من آل شبلي المحسوب عليه يافطة عاشورائية وحزبية جديدة مجدداً في المكان نفسه وحصول اشتباك مسلح بالاسلحة كافة، وسقوط قتيلين و6 جرحى وترك ندوب كبيرة في العلاقة بين الشيعة والسنة في المنطقة.

وبذلك يتلطى “حزب الله” وراء الجيش لاخراجه من مأزق الرد رغم ان الجيش بدا واضحاً انه حمل الحزب مسؤولية ما حصل في خلدة ولو لم يسمه.

السابق
العطش السوري يرتوي من «الدولار اللبناني»..وملاحقة قضائية على خلفية «كورونية-عاشورائية»!
التالي
أسرار الصحف الصادرة ليوم السبت 29 آب 2020