إسرائيل تضرب..وحزب الله «شاهد ما شفش حاجة»!

الحدود اللبنانية مع اسرائيل
الحرب الامنية والعسكرية والاعلامية لا تنتهي بين العدو و"حزب الله" على الحدود الجنوبية. ليعيد القصف الاسرائيلي امس الى الاذهان الحادثة الاخرى في جبل الروس ومحاولة التسلل الفاشلة للحزب. وتعامله البارد مع الحادثتين يؤكد انه يستعمل "تكتيك الانكار" في المواجهة.

قبل حوالي وشهر وبضعة ايام من الليلة، اعلن “حزب الله” عن مقتل عنصره علي كامل محسن في غارة اسرائيلية قرب دمشق، وذلك للتأكيد على انه سيرد على هذه الغارة.

وبعد اسبوع من هذا التاريخ، وفي ظل استنفار اسرائيلي غير مسبوق، اعلن جيش العدو عن اختراقٍ أمني في منطقة جبل الروس في مزارع شبعا، وسبقه بساعات سقوط مسيرة اسرائيلية على الحدود اللبنانية بعطل تقني. ورغم نفي “حزب” الله للرواية الإسرائيلية جملةً وتفصيلاً، واضعاً إياها في خانة المسرحية الإعلامية بقيت تداعيات هذا التسلل الفاشل للحزب حديث الاعلام المحللين وجمهور “حزب الله” في لبنان.

الإنكار سلاح اضافي يستعمله “حزب الله” في المعركة التي يخوضها مع اسرائيل ومن باب التلاعب بالاعصاب، عبر الايحاء انه لم يشاهد شيئاً رغم انه يعلم ومعني الحادثة

وبعيد منتصف ليل السبت – الاحد الماضي اعلن “حزب الله”، عن اسقاطه طائرة استطلاع اسرائيلية بالقرب من عيتا الشعب وتأكيد اسرائيل سقوطها ليعيد الى الواجهة هذا النوع من العمليات بعد توقف لوقت طويل واسقاط اثنتين قبل عام تقريباً.

وليلة امس وبعد منتصف الليل بقليل، اطلقت قوات العدو الاسرائيلي تطلق قنابل ضوئية في أجواء المنطقة المقابلة لبلدتي حولا وميس الجبل، تزامنا مع تحليق المكثف للطائرات المسيرة فوق السياج الفاصل مكان القاء القنابل المضيئة.

وأكد المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي ان “حادثا أمنيا حصل على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وتم إغلاق بعض الطرقات”.

واعلن المحلل العسكري للقناة الـ 13 العبرية الون بن دافيد: اطلاق نار من سلاح خفيف باتجاه نقطة رصد عسكرية اسرائيلية بالقرب من المنارة. لا يوجد أي تسلل. السؤال هنا هل الجيش سيمرر الحدث دون رد؟

وطيلة اليوم وصولاً الى المساء لم يتناول “حزب الله” ولو ببيان اعلامي ما جرى على الحدود، باستثناء امين عام الحزب السيد حسن نصرالله الذي تطرق الى القصف الاسرائيلي. ​

وقال إنه  :”أمر مهم وحساس، وانا لن اعلق عليه الان وسأعلق عليه لاحقا في سياقه الطبيعي والاتي”. كما ترك الامور غامضة ومن دون تعليق ولم تصدر مواقف عنه او من حلفائه المباشرين تشير الى حقيقة ما جرى على الحدود في تلك الليلة.

سياسة الصمت وحرب الاعصاب

وتؤكد مصادر جنوبية من  بيئة “حزب الله” لموقع “جنوبية” ان “حزب الله” قرر اعتماد سياسة الصمت والتلاعب بأعصاب الاسرائيلي الذي ينتظر الرد وان الحزب يتفرج على قلق الاسرائيلي وخوفه من الردين على مقتل عنصره علي محسن في سوريا والقصف الذي تلاه اثر التسلل الفاشل في جبال الروس.

إقرأ أيضاً: «الكورونا» يفتك بالمجالس العاشورائية جنوباً ..وفلتان الدولار يهدد التعليم!

وتنفي المصادر “عِلم حزب الله” بأي عملية اطلاق رصاص او قنص لاي جندي اسرائيلي او خرق السياج وكلها روايات اسرائيلية لتبرير الفشل والخوف من قدرات الحزب.    

في المقابل تؤكد مصادر اخرى لـ”جنوبية” ان “حزب الله” يستعمل تكتيك الإنكار كسلاح اضافي في المعركة التي يخوضها مع اسرائيل ومن باب التلاعب بالاعصاب، عبر الايحاء انه لم يشاهد شيئاً رغم انه يعلم ومعني الحادثة. ويحاول ان يظهر نفسه كالشاهد الذي جيىء به الى قوس المحكمة ليشهد على جريمة وقاتل لم يشهد عليها ولا يعرف عنه وعنها شيئاً. وبهذه الطريقة يتخلص “حزب الله” من عبء المسؤولية ومن الانكار والتبرير بحذ ذاته.  

الطرفان يستفيدان من هذه المعادلة التي لا تؤدي في النهاية الى حرب بينهما بل عملية شد وجذب واستهلاك داخلي وشعبي

 وبين نفي الحزب علمه بأي عملية والتأكيد الاسرائيلي على اطلاق النار على جنوده، بات واضحاً ان الطرفين يستفيدان من هذه المعادلة التي لا تؤدي في النهاية الى حرب بينهما بل عملية شد وجذب واستهلاك داخلي وشعبي وكلا الطرفان مأزومان ويفتشان عن نصر ولو وهمي.  

وتؤكد المصادر نفسها، ان العدو يكرس معادلة جديدة ومفادها ان اي تحرك لـ”حزب الله” ويشكل تهديداً له ولو داخل لبنان، سيرد عليه مهما كان شكل وتوقيت تحرك الحزب، في حين يستفيد “حزب الله” من اي تصعيد اسرائيلي ليراكم من معنويات مقاتليه بالدعوة الى الجهوزية للثأر والرد وهو متأخر دائماً، وفق ما تقتضيه مصلحة الحزب ورؤيته للامور.  

السابق
«الكورونا» يفتك بالمجالس العاشورائية جنوباً ..وفلتان الدولار يهدد التعليم!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 27 آب 2020