الثنائي الشيعي و«التيار العوني» يعبثان بتشكيل حكومة.. وبحث عن «حسان دياب» آخر

رئيس الحكومة حسان دياب

على الرغم من الفاجعة التي ضربت لبنان وهدمة نصف العاصمة، لا تزال القوى السياسية تراهن على الوقت وتمارس الاعيبها المعتادة تمسكا بالسلطة، وفي هذا السياق، كتب الصحافي والمحلل السياسي عبدالوهاب بدرخان عبر صفحته على فيسبوك ان: “الثنائي الشيعي و”التيار العوني” يعبثان بتشكيل حكومة يُفترض أن تكون “انقاذية”. لم يتعلما شيئاً من دروس كارثة بيروت، ويبحثان عن “حسان دياب” آخر كواجهة لاستئثارهما بالحكم. وصفة جاهزة لتعجيز المجتمع الدولي عن انتشال لبنان من أزمته.

وصلوا الى “تخوين” البطريرك!ٍ

ماذا يقول ثلاثي الحكم (“حزب الله” و”حركة أمل” و”التيار العوني”) للقوى الدولية؟ يقول إنه لن يأتي بالحكومة التي يمكن العالم أن يتعامل معها. وقبل ذلك، يقول الثلاثي للبنانيين إن كارثة بيروت لم تهزّه كما هزّت العالم، وما عليهم سوى أن يتكيّفوا مع أزمة اقتصادية – مالية تضاعفت بفعل انفجار المرفأ، فلا شيء تغيّر، والحكم باقٍ على حاله. القمع بالرصاص المطاطي يمكن أن يتحوّل الى الرصاص الحيّ، والحراك السلمي يمكن أن يستمرّ في زوايا من الشارع أو بين الجدران، ولا انتخابات مبكّرة بل ربما لا انتخابات أبداً، وإذا تعذّر العثور على “حسان 2” لحكومة شكلية فإن “حسان 1” موجود ومتحفّز دائماً لمواجهة “المؤامرة الكونية”.

اقرأ أيضاً: المحاكم الدولية بين الأدلة والنزاعات والعدالة.. الحريري نموذجاً


ثلاثي الطائفتين حسم أمره منذ 2011 للتعامل مع الطائفة الثالثة على أنها شريك من الدرجة الثانية، ومن شأنه أن يغتبط ويكتفي بما يتيحه له تحالف الطائفتين الأخريين. فهو شريك مهزوم لم يستطع الخروج من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولم يسعفه بقاء نظام بشار الأسد و”انتصارات” النظام الإيراني ولو على أشلاء سوريا. هذا الثلاثي لم يتوانَ عن إفساد “التسوية الرئاسية” سواء بإعمال الاغتيال السياسي البطيء للرئيس سعد الحريري أو بافتعال التعطيل والتوتير لاستدراج تنازلات وللقول إن “الصيغة” لم تعد صالحة. ما الذي جعلها غير صالحة: النهج التنموي السلمي العابر للطوائف للحريريين الأب والابن، أم ارتباط ثلاثي الطائفتين بالنظامين الإيراني والسوري وإلحاقه لبنان بـ “محور الممانعة”؟
الدعوة الى “الحياد” لذعت “حزب الله”، ولأنها صادرة عن البطريرك بشارة الراعي فإن “الحزب” اعتبرها قابلة لزعزعة تحالفه مع “التيار العوني”، أي “مع المسيحيين”، كما يعتقد. لم يأبه الحليفان لقول البطريرك إن “الشرعية” و”القرار الحرّ” مصادران، لكن “الحزب” قابل الدعوة الى “دهم مخازن الأسلحة” باتهام البطريرك بـ “التماهي مع الدعاية الإسرائيلية ضد المقاومة”. ولم يرد العونيون على هذا الاتهام لأن الراعي قال أيضاً إن لبنان يحتاج الى “شخصية تُخرجه من عزلته الجبرية”. وبما أن الحفاظ على “عهد” الرئيس ميشال عون هو من أولويات “حزب الله” فقد التقى الحليفان على “تخوين” استباقي للبطريرك استباقاً لذهابه في منطق “الحياد” الى حدّ مطالبة الرئيس بالتنحّي.
أدرك ثلاثي الحكم أن جوهر المطالب الفرنسية والأميركية يتمثّل بـ “حكومة عمل” أو “حكومة مهمة”، أي لا وجود فيها لممثلي الثلاثي الذي كان احتفل بأن شهداء كارثة بيروت وضحاياها فكّوا عزلته الدولية. ولما تبيّن له بأن الانفتاح كان ولا يزال على المجتمع وليس على الحكم فإنه استأنف غرقه وإغراقه البلد في الأزمة كأن شيئاً لم يكن. الحكم غير معنيّ بإغاثة اللبنانيين وتخفيف معاناتهم طالما أن سماسرته غير مستفيدين، وغير معنيّ بالإصلاحات التي يطلبها اللبنانيون قبل المجتمع الدولي، حتى أن جبران باسيل يرحّب بأي عقوبات طالما أن حسن نصرالله راضٍ عنه.

السابق
ميسي يزلزل برشلونة.. قنبلة رحيل مفاجئ بعد الهزيمة أمام بايرن ميونخ!
التالي
استهداف مراكز تابعة لجمعية أخضر بلا حدود.. الجيش يكشف حصيلة العدوان الاسرائيلي!