إشكال اللوبية يستحضر حرب «الإخوة الأعداء»..دعوات للثأر و«حزب الله» يتوسط للتهدئة!

صراع امل -حزب الله يتجدد في عاشوراء
الصراع المتجدد بين "حركة امل" و"حزب الله" ليس وليد اللحظة وليس مرتبطاً حصراً بإشكال اللوبية انما هو ترجمة لعلاقة محتقنة بين الطرفين منذ اشهر.

“اجواء حرب حقيقية” تشهدها قرى الجنوب في النبطية وقضائها وفي قضاء صور وقراه.

وترك مقتل العنصر في “حركة امل” حسين خليل في بلدة اللوبية الجنوبية تداعيات كبيرة في صفوف المناصرين والمحازبين من الطرفين.

ويسود الغضب ودعوات الثأر من “رابط” “حزب الله” الشيخ نعمة مطر اي مسؤول البلدة و4 من عناصره كمنوا لخليل و4 شبان معه جرحوا جميعاً بعد ان امطرتهم مجموعة الحزب بالرصاص ليقضي خليل بعد ساعات، كما تؤكد مصادر حزبية في “الثنائي” لـ”جنوبية”.

إقرأ أيضاً: «عرض عضلات» لـ«حزب الله» بقاعاً وجنوباً.. والمساجد تتحدى الجائحة!

وتشير المصادر الى ان الاتصالات لم تهدأ منذ ليل امس، بعد دعوات اطلقت عبر “الواتس اب” من عناصر “امل” في البلدة نفسها والبلدات المجاورة كالسكسكية وعدلون والصرفند للثأر من القتلة، ووضع حد لـ”حزب الشيطان” كما وصفوه فيما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الشجب والغضب والسباب والشتائم لـ”حزب الله” وامينه العام السيد حسن نصرالله.

تسليم مطلق النار

وعلم موقع “جنوبية” ان احد مطلقي الرصاص سلمته اللجنة الامنية في الجنوب الى مخابرات الجيش في ثكنة صيدا، وتم التوسط عبر فاعليات قريبة من الطرفين للتهدئة و”ضبضبة” الموضوع في اللوبية وانهاء الموضوع ووضعه في خانة “الاشكال الفردي”.

في المقابل وبعد الضجة التي اثارها انتشار فيديو لمشيعين للمغدور خليل في اللوبية يطلقون شعارات معادية لـ”حزب الله” ونصرالله حيث رددوا :”لا الله الا الله ونصرالله عدو الله” والمعروف ان العبارة الكاملة هي :” لا الله الا الله والشهيد حبيب الله”.

علم موقع “جنوبية” ان احد مطلقي الرصاص سلمته اللجنة الامنية في الجنوب الى مخابرات الجيش في ثكنة صيدا وتوسط “حزب الله” عبر فاعليات قريبة من الطرفين للتهدئة

وبعد ساعات كثيرة على انتشار الفيديو، استدركت قيادة “امل” هذا الامر واصدرت بياناً نسبت ما قيل في التشييع الى “عمل فردي” وليس بتوجيه تنظيمي وانها تدين ما صدر.

وتؤكد معلومات لـ”جنوبية” ان حال من الغضب والهيجان سادت بدورها اوساط “حزب الله” ومناصريه في البلدة والبلدات المجاورة على الفيديو الذي طال نصرالله، وقد هدد “حزب الله” عناصره ومسؤوليه في هذه المناطق بالفصل وعقوبات كبيرة اذا صدر اي تعليق منهم او بادروا الى اي ردة فعل.

اشكال فردي!

بدورها تؤكد مصادر قريبة  من “حزب الله” لـ”جنوبية” ان الاشكال فردي وليس له اي خلفية سابقة والامر على خطورته وسوئه اساء للحزب ولم يفده. وتشير الى ان عقوبات مسلكية قد تم اتخاذها بحق العناصر التي اطلقت النار وما قامت به من عمل مستنكر ولا يخدم توجه الحزب وقضيته وتوقيته سيء للغاية.

قبل اشكال اللوبية ليس كما بعده!

وبين الطرفين وفي ظل الاحتقان الحاصل بين جماهير ومناصري الطرفين، تؤكد مصادر شيعية لـ”جنوبية” ان ما قبل اشكال اللوبية ليس كما بعده وسيكون للحادثة تداعيات كبيرة ولا سيما ان الانفس مشحونة وان ما يحصل من اشكالات وخلافات على تعليق صورة او يافطة عاشورائية لا يبرر اللجوء الى السلاح والعنف طالما ان الحزبين متفقان. فما يحصل من شحن وتنافس ونفور يؤكد ان الامور غير سوية بين الطرفين وانها تتجه الى الانفجار الكبير. وتقول المصادر ان الخوف من تفجر الاوضاع بسبب عاشوراء وخلالها يعيد الى الماضي صورة اليمة من “حرب الاعداء”. ورغم مكابرة “حزب الله” وادعائه وفق المصادر بأن لا صحة لخلاف واسع مع “حركة امل” فإن اهالي قرى النبطية واقليم التفاح وقضاء صور وصولاً الى الضاحية لا يمكنهم نسيان سقوط 2500 قتيل بين الطرفين وما يقارب الـ5000 جريح.

كيف بدأت حرب «الإخوة الأعداء»؟

وتعود قصة “حرب الاخوة الاعداء” الى آذار من العام 1988، حيث وقعت معارك حامية بين الحزب والحركة في النبطية في الجنوب، ما لبثت أن امتدت إلى الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت، لتعلن الحركة في  6 آذار  سيطرتها الكاملة على النبطية بعد دحر الخصوم، لتتجدد في الشهر التالي معارك عنيفة بين الطرفين بالضاحية يسقط على إثرها مئات القتلى والجرحى، ولم يوقفها إلَّا تدخل ايران وسوريا وعقدهما اتفاقًا لوقف إطلاق النار، ليسيطر الجيش السوري على الضاحية ويدخلها بلا قتال في السابع والعشرين من الشهر نفسه.

معلومات لـ”جنوبية”: حال من الغضب والهيجان سادت بدورها اوساط “حزب الله” ومناصريه في البلدة والبلدات المجاورة على الفيديو الذي طال نصرالله

ولم تطل الهدنة سوى بضعة أشهر ليستأنف الطرفان في الثامن من كانون الثاني من العام 1989، صراعهما على تقاسم مناطق النفوذ، لاسيما وقد أوشكت الحرب الاهلية أن تضع أوزارها، واقترب وقت اقتسام غنائمها فاندلعت المعارك في إقليم التفاح ومحور «جباع جرجوع» في جبل صافي، لتسرع دمشق وطهران بالتدخل أيضًا وعقد الاتفاق الذي عُرف باسم «اتفاق الشرع – ولايتي»، نسبة إلى وزيري خارجية سوريا فاروق الشرع، ونظيره الإيراني علي أكبر ولايتي.

تقاسم نفوذ برعاية سورية – ايرانية

لكن هذا الاتفاق الذي أوقف معارك إقليم التفاح لم يمنع اشتعال المواجهات العسكرية في الجنوب في مطلع تموز من العام نفسه، ثم يتفق الفرقاء على الالتزام بالاتفاق الماضي ويتوقف القتال لأربعة أشهر فقط وتستعر المواجهات بينهما في 8 كانون الاول مرة أخرى.

وبانتهاء الحرب الأهلية عام 1990 اتفق الطرفان على إبقاء الأوضاع كما هي عليه وتقاسم النفوذ بالمناطق الشيعية اللبنانية بشكل دائم، إلى أن تمكن حزب الله عبر الدعم والتمويل الإيراني الهائل من اكتساح الساحة الشيعية كلها واحتواء حركة أمل، التي رأت في الحزب بعد ذلك شريكًا يتقاطع معها في المصالح ويتحد معها في المشروع بعد التقارب الكبير الذي حدث بين إيران وسوريا.

السابق
المأساة «الكورونية» تمتد الى غرفة العناية الفائقة..73 اصابة في حالة حرجة!
التالي
محاولات للفلفة جريمة جبل محسن..نجل الشيخ أسد عاصي يقتل شقيقين لأسباب شخصية!