المحكمة الدولية التي لم تتابع اتهام القائد الجهادي في حزب الله مصطفى بدر الدين، الذي قضى في سوريا قبل سنوات، اعتبرت المحكمة أن بموته “سقطت التهمة والحكم عنه”. مع العلم أنّ المحكمة أكدت “عدم وجود أدلة قاطعة تشير إلى مسؤولية المتهم بدر الدين في قيادة المجموعة التي نفّذت الاغتيال”.
اقرأ أيضاً: «عياش هود» يفر من العدالة إلى الضاحية!
لذلك، ثمّة من يرى أنّ المحكمة الدولية لم تنجح بعد 15 عاماً على اغتيال الحريري، في كشف الحقيقة كاملة للجريمة، بل إنّ النتيجة التي وصلت إليها، بعد إنفاق الكثير من الأموال عليها، جاءت “منقوصة” بشكلٍ أو بآخر، ولو من باب “عدم كفاية الأدلّة”.
الحكم لصالح حزب الله؟
وحاولت أوساط حزب الله استخدام الحكم لصالحها عبر جملة وردت في جلسات المحكمة بأنه لم يثبت ضلوع قيادة سوريا والقيادة في حزب الله بالاغتيا، وبرأي مصدر قانوني فان هناك أربع نقاط يجب التوقف عندها:
- اولا: ان انشاء هذه المحكمة اساسا مبني على عدم توجيه اي اتهام الى احزاب ورؤساء و”جمعيات”.
- ثانيا: هناك دول هددت بالفيتو في جلسة انشاء المحكمة كي لا يصار الى اتهام احزاب ورؤساء.
- ثالثا: ان المحكمة وبحسب قرارها الظني كانت وجهت الاتهام الى افراد وليس قيادات، اذا ليس هناك من جديد بقول المحكمة ان لا دلائل تثبت ارتباط القيادتين.
- رابعا: المحكمة حددت ارتباط هؤلاء الافراد بحزب الله، والحزب بلسان أمينه العام السيد حسن نصرالله أعلن ان لا عناصر غير منضبطة في صفوفه، وبالتالي اعترف ضمنا ان اي عنصر او مسؤول لا يتصرف او ينفذ مهمة من تلقاء نفسه، انما بأمر من القيادة.
الحريري يحرج حزب الله
الرئيس سعد الحريري الذي حضر جلسة الحكم في لاهاي، قال بعد انتهاء جلسة النطق بالحكم: “منذ أسبوعين بالتمام، كنت آتياً إلى هنا حاملاً مطلبين: مطلب ابن رفيق الحريري، ومطلب اللبنانيين:القصاص العادل للمجرمين. وهذا مطلب لا مساومة عليه. المحكمة حكمت، ونحن باسم عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباسم جميع عائلات الشهداء والضحايا، نقبل حكم المحكمة ونريد تنفيذ العدالة”.
وطالب الحريري “حزب الله” بتنفيذ حكم المحكمة، قائلًا “التضحية يجب أن تكون اليوم من حزب الله الذي أصبح واضحًا أن شبكة القتلة خرجوا من صفوفه، ويعتقدون أنه لهذا السبب لن يُسلّموا إلى العدالة ويُنفذ فيهم القصاص، لذلك أكرّر: لن أستكين حتى يتم تسليمهم للعدالة ويُنفذ فيهم القصاص.”
ولأن موقف حزب الله المعلن هو ان المحكمة لا تعنيه، واذا اخذ بعين الاعتبار يافطات التأييد والفخر من جمهور حزب الله التي رفعتها بلدة حاروف الجنوبية مسقط رأس المتهم سليم عياش، فانه من المستحيل ان يجري تسليمه للعدالة، خصوصا بعد أن فدى حزبه، واصبح اسمه وحده مرتبطا بجريمة اغتيال الرئيس الحريري.
وبذلك يتطلع جمهور المستقبل ومناصريه من اللبنانيين الى الموقف الذي سوف يتخذه سعد الحريري، فهل سيقبل بتشكيل حكومة وحدة وطنية يسميه فيها حزب الله، أم سوف يعتكف عن التشكيل كما تردد في اوساط اعلامية مقربة حتى يقبل حزب الله بتسليم مسؤوله الوحيد المدان باغتيال والده؟