«الاشتراكي» و«القوات» يفاوضان بري على حكومة إصلاح.. «كائناً من كان رئيسها»

القوات والاشتراكي

 تختصر الأحزاب والقوى السياسية الكلام حين ُتسأل عن الاتصالات الجارية بينها رئيس  مجلس النواب نبيه بري بشأن بتشكيل الحكومة المقبلة، علما أن هذه الاتصالات تأخذ حيزا كبيرا من إهتمام الجميع بعد أن أشعل رئيس المجلس نارا حامية تحت قدر الطبخة الحكومية التي يتولى إعداد مكوناته كون جسور التواصل دائما مفتوحة بينه وبين المعنيين بهذا الملف، حتى ممن لا يتوافق معهم حول هذه القضية أو تلك. 

اقرأ أيضاً: نصرالله «المهجوس» بنظرية المؤامرة.. ولا من «يتآمرون»!

من بين هؤلاء الاطراف الحزب التقدمي الاشتراكي الذي ينسق بشكل دائم مع رئيس المجلس ومنذ زمن طويل، وحزب القوات اللبنانية التي قطعت خطوط التواصل مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون(علما أنه معني أساسي في ملف تأليف الحكومة)، كما أن خطوطها مع حزب الله مقطوعة منذ زمن بعيد، من هنا يصبح الرئيس بري الممر الالزامي لإيصال رسائلها المتعلقة بالحكومة علما أن علاقتها مع باقي القوى السياسية تصنف بين عادية وجيدة على حد تعبير أمين سر تكتل الجمهورية القوية فادي كرم لـ”جنوبية”، مشيرا إلى أن “التنسيق بين القوات وجميع الاطراف موجود ومنها الرئيس بري وفي كل المواضيع السياسية وعلى رأسها ملف تشكيل الحكومة لكن أترك لرئيس الحزب الدكتور سمير جعجع الاعلان عن مضمون تواصله معه”.

فادي كرم

لا لحكومة أقطاب 

إذا يتشارك التقدمي الاشتراكي والقوات في علاقتهم الطيبة ببري وفي رفضهم لحكومة أقطاب سياسية(يرغب بها رئيس الجمهورية ميشال عون) ويشرح أمين سر الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر لـ”جنوبية” وجهة نظر الحزب بالقول:”التنسيق دائم بين رئيس المجلس ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في كل الملفات ومنها الملف الحكومي، ولا زلنا على موقفنا في ضرورة تأليف الحكومة تقود الاصلاح ولسنا مع الطريقة القديمة التي كانت تشكل على أساسها الحكومات سابقا، لأن الناس لم تعد تقبل بالمحاصصة، ومقاربتنا للموضوع ينطلق من العنوان الاصلاحي للحكومة المقبلة وبرنامجها قبل إسم رئيسها أو عدد أعضائها”.

ويسأل ناصر:”هل القوى السياسية لديها إرادة لتحقيق هذه المعادلة؟ علينا الانتظار قليلا لتبيان ذلك خصوصا بعد زيارة الرئيس بري لقصر بعبدا وتواصله مع وليد بيك لكن لا يمكن الحديث عن أي تقدم حصل”.

على ضفة “القوات”،  شكل الحكومة وبرنامجها هو ما يجب التوقف عنده والنقاش حوله بحسب كرم الذي يقول:”أفضل ما يكون هو تأليف حكومة  تقنيين مستقلة عن السياسيين والاحزاب ، وهي وحدها التي يمكن أن تنقذ لبنان على أن ترفع شعار الانقاذ، خصوصا ان مبادرة المجتمع الدولي تجاه لبنان والتي تلقى تأييد معظم الشعب اللبناني، تتطلب حكومة إنقاذية بعيدا عن العمل السياسي وعن الاتفاقات الحزبية الداخلية بين السياسيين “.

كرم لـ«جنوبية»: عون أضاع فرصة إنقاذية لإستعادة السيادة 

يضيف:” كلام ديفيد هيل ولقاءات الفرنسيين مع ممثلي حزب الله ليس بالضرورة يعني قبول المجتمع الدولي بوجود الحزب في الحكومة المقبلة، بل ربما لإقناعه بحكومة مستقلين في هذه المرحلة الصعبة من لبنان”.

وبسؤال كرم عما اذا كانوا يريدون  حكومة تقنيين على نحو ما كانت عليه  حكومة الرئيس حسان دياب؟ يجيب كرم:”حكومة دياب هي حكومة تقنيين غير مستقلين، ما أعنيه بحكومة مستقلين هي العكس تماما لحكومة دياب، فهم لم يكونوا يملكون قرارهم ولا الحكومة مجتمعة كانت تملك قرارها، كانت حكومة حزب الله وما نطالب به هو حكومة تقنيين مستقلين تحمل برنامج إنقاذي وتتمتع بغطاء دولي لتتمكن من إنقاذ الوضع”،  مشددا على أن “كل المفاوضات التي تجري حاليا بين اطراف داخلية وخارجية تصب في إتجاه هكذا نوع من الحكومات وأن تكون كل الافرقاء راضين عنها لكي تتمكن من الانجاز بعيدا عن العرقلة، وبرنامجها إصلاحي إنقاذي تحضر لإنتخابات نيابية مبكرة و تطلب تحقيقا دوليا في جريمة إنفجار المرفأ “.

ظافر ناصر
ظافر ناصر

الحريري ليس المشكلة بل المحاصصة 

من المعروف أن الرئيس بري من أكثر المتحمسين لتكليف الحريري فهل لدى الاشتراكي والقوات الحماسة ذاتها؟ يجيب ناصر:”ليست القصة تسمية الرئيس الحريري بل الموضوع هل ستعود القوى السياسية إلى ممارسة المحاصصة في تشكيل الحكومة عندها لن نصل إلى مكان وعليها ان تقارب هذا الموضوع بشكل جدي و بعقلية مختلفة”.

ناصر لـ”جنوبية”:الناس ترفض المحاصصة ومقاربتنا للحكومة إصلاحبة  

يضيف:”ما نريده هو حكومة حيادية إصلاحية بعنوانها وبرنامجها ومن خلال تواصلنا مع الفرنسيين أظهروا لنا أنهم  يريدون حكومة تنال موافقة القوى السياسية و لكن العنوان الرئيس لها هو الاصلاح، وهذا هو رأي الاميركيين أيضا الجميع واضح في مطلبه بالاصلاح وكذلك الدول العربية.

ويختم:”الجميع يقولون أن لا مساعدات للبنان من دون إصلاح، فإذا أصرت القوى السياسية على المحاصصة عندها تكون دخلت في لعبة المكابرة التي لا توصل إلى مكان، وتكون حكومة على شاكلة حكومة دياب وسيفشلون”.

يوافق كرم على كلام ناصر لجهة ان المجتمع الدولي يريد الاصلاح، ويقول :”الفرنسيون يطلبون ان يتفق الجميع الافرقاء على مشروع إنقاذي للبنان، ويشددون على أنه إذا لم يحصل إصلاح فهذا يعني أن لبنان يتجه نحو الكارثة المحتمة، ونحن دائما هناك خطوط مفتوحة مع الرئيس الحريري لا تنقطع، أما الرئيس عون فقد أضاع فرصة حين إنتخب رئيسا للجمهورية من قبل الجميع، وكانت فرصة إنقاذية تتيح له إعادة السيادة إلى الدولة وإصلاح حقيقي والابتعاد عن مفهوم المحاصصة وتجيير السلطة لفريق معين، إذا إستعاد هذه الفرصة يكون قد أعاد إنقاذ لبنان وأعاد فعلا رئيس جمهورية حقيقي وتاريخي”.  

السابق
جنبلاط تلقّى اتصالا من بوغدانوف.. حول ماذا تطرق البحث؟
التالي
رقم صادم.. «كورونا» يتخطى الـ600 اصابة و4 حالات وفاة!