«الخناق» يضيق على نصرالله..الغضب الشعبي والشيعي يحاصران «حزب الله»!

صورة جوية لانفجار المرفأ

الغضب الشعبي والشيعي على “حزب الله” ليس جديداً لكنه طفا على السطح بعد إنفجار مرفأ بيروت في 4 آب الجاري رغم ان الاحتقان بدأ مع ثورة 17 تشرين الاول 2019 ليستمر بالتدحرج ككرة الثلج وصولاً الى حكومة حسان دياب وفشلها الذريع وانهيار البلد بالكامل بسبب ممارساتها.

وناهيك عن الغضب الكبير من مشاريع “حزب الله” الاقليمية والعسكرية في المنطقة وانعكاساتها السلبية والخطيرة على لبنان، يجاهر امينه العام السيد حسن نصرالله ان عناصره يقبضون رواتبهم بالدولار بينما غالبية الشيعة واللبنانيين يموتون من الجوع والمرض و”كورونا”!

مأزق حقيقي

وفي تقرير لموقع “العربية”، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، هلال خشّان، في تصريح لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أن “حزب الله في مأزق حقيقي والخناق يضيق من حوله. يعيش معضلة وهو لا يدرك ماذا يفعل”.

فالحزب المدعوم من إيران بات يواجه الآن بعد انفجار بيروت أصعب تحد، لاسيما أنه أقوى تنظيم عسكري في لبنان لذلك أضحى في صميم السخط الشعبي الموجّه ضد الطبقة الحاكمة بما في ذلك عدد متزايد من المسلمين الشيعة.

فإلى جانب المأساة التي هزت العاصمة، بعد انفجار 2750 طنا من نترات الأمونيوم خزنت في المرفأ لسنوات، دون تحرك المعنيين، تضافر الانهيار الاقتصادي وتراجع القدرة الشرائية، وارتفاع سعر الدولار، وأزمة المصارف في تعميق التململ والسخط، وتوسيع الانتقادات للحزب.

انتقادات متزايدة

وإن كان بعض المناصرين للحزب في لبنان يتحفظون عن المجاهرة بانتقاداتهم، إلا أن العديد من الأصوات باتت ترتفع مؤخرا.

فقد وصفت إحدى سكان مدينة النبطية جنوب لبنان “خطابات الحزب عن المقاومة ضد إسرائيل، بغسل الدماغ.” وقالت، بحسب ما نقلت الصحيفة:” أنا أتألم وأواجه صعوبات لإطعام أسرتي وسط ظروف اقتصادية صعبة…”.

إقرأ أيضاً: معارضوه لا يستبعدون قيامه بعمل أمني.. نصر الله محاصر..ويهدِّد!

كما أضافت: غسل الأدمغة بالحديث عن مقاومة إسرائيل لن يُطعمنا أو يؤمّن مستقبل أطفالنا. لقد سببوا كل ما حصل راهناً في بلدنا…”.

يأتي هذا السخط الشعبي، والتردي الاقتصادي، في حين يواصل حزب الله تمويل شبكاته ودفع رواتب مقاتليه بالدولار وهي عملة نادرة في لبنان هذه الأيام، على حد تعبير الصحافي والناشط الشيعي ربيع طليس.

وأضاف: الانقسام الطبقي بدأ يكبر بين من يتقاضون رواتبهم بالدولار من حزب الله وبين باقي أبناء الطائفة الشيعية التي انهارت مكاسبهم بسبب انهيار العملة المحلّية. وهناك ارتفاع ملحوظ في الانتقادات الموجهة إلى الحزب.

إلى ذلك، يعتبر العديد من اللبنانيين أن حزب الله شريك في عملية الفساد، فهو يحمي الفاسدين، ويتحالف معهم.

لكن السؤال الذي قد يطرح هنا، هو “كيف يتعامل حزب الله مع هذا التحدي؟”، لا سيما بعد حديث نصرالله قبل أيام عن “الغضب” حين دعا أنصاره إلى الاحتفاظ بهذا الغضب للأيام اللاحقة من أجل منع جر البلاد إلى حرب أهلية، بحسب تعبيره.

“أضعف من السابق”

وللإجابة على هذا التساؤل، رأى بعض المراقبين أن حزب الله بحديثه هذا أعاد التذكير بما حصل عام 2008، حين انتشر عناصره وبعض مؤيديه بالسلاح في شوارع بيروت، في رسالة تهديد ضد محاولات المس بشبكة هاتفية كان قد مررها لخدمة نشاطاته في حينه، في حين اعتبر الأستاذ في الجامعة اللبنانية الأميركية، عماد سلامة، أن حزب الله أضحى اليوم أضعف بكثير من السابق”.

وأوضح قائلاً للصحيفة: “لا أحد يشك بقدرته على السيطرة على البلاد عسكريا ولكن لن يكون قادرا على حكم البلاد والحفاظ على الانقلاب العسكري. لبنان متنوّع للغاية واقتصاده مرتبط بالدول الغربية… فاستقالة حكومة حسّان دياب المؤلّفة بالكامل من حلفاء حزب الله أظهرت أنه لا يمكن لإيران وحدها أن تنقذ لبنان ويجب أن يعود التوازن الذي تحقق مع مختلف اللاعبين الإقليميين”.

يأتي هذا في وقت تسعى الطبقة السياسية في البلاد إلى تأليف حكومة جديدة، تهدئ من غضب الشارع، المطالب بحكومة خارج تلك المنظومة التي حكمت لسنوات، في حين كرر نصرالله قبل يومين دعوته لحكومة يشارك فيها “الجميع” أو حكومة وحدة وطنية، في إشارة إلى الأحزاب!

السابق
9 إصابات «كورونية» إغترابية جديدة..و5 حالات مناطقية إضافية!
التالي
بالفيديو: القرف من «حفاري القبور» ينتقل من الشارع الى الإعلام..الاعلامي وسيم عرابي يستقيل!