ظريف vs هيل.. المنازلة الطارئة على الحلبة اللبنانية!

ديفيد هيل وظريف
ما إن أعلن عن زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل الى بيروت بعد استقالة حكومة حسان دياب بسبب تداعيات الانفجار الكارثي لمرفأ بيروت الأسبوع الماضي، وما تبعه من تظاهرات احتجاجية حملت مسؤولية ما جرى لزعماء الفساد دون استثناء، حتى اعلنت طهران عن زيارة لوزير خارجيتها محمد جواد ظريف الى لبنان، الذي حطت طائرته أمس مساء في مطار رفيق الحريري الدولي، بعد ساعات من وصول هيل إلى العاصمة اللبنانية.

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي هرع الى لبنان على عجل لملاقاة زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد هيل، ومجابهة ما يعتقد انها ضغوطات حتمية من واشنطن على بيروت لاستغلال نكبة انفجارها الكارثي، من أجل تقوية الدولة على حساب دويلة حزب الله وحلفائه، وما تتطلبه هذه المجابهة من شدّ أزر الحليف المسيحي الرئيس ميشال عون وتياره الحرّ، الذي اهتزّ عهده بعد الانفجار، فسقطت حكومته التي كان يرأسها حسان دياب.  

اقرأ أيضاً: زيارة هيل على وقع إنفجار بيروت.. ودوي العقوبات وترسيم الحدود!

فرض معادلات جديدة  

بعد يومين من انفجار بيروت الذي حصل في الرابع من شهر اب الحالي وما صحبه من اتهامات بالتراخي والفساد، الى اتهامات لحزب الله انه صاحب الشحنة المنفجرة، فاجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري الراي العام اللبناني باعلانه أن “المحادثات مع الأميركيين في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل اصبحت في خواتيمها”، وقد عد المراقبون هذا الاعلان تنازلا مفاجئا من حزب الله الذي كان يتهم من قبل المجتمع الدولي بتسويف ترسيم الحدود عبر تسليم الملف للرئيس بري.  اما التنازل الثاني من قبل حزب الله وحلفائه فكان تسهيل فرط حكومة حسان دياب واستقالتها، وذلك بعد مظاهرة 8 آب الحاشدة بيومين، منهيا بذلك عهد حكومة اللون الواحد.  

يعلمون ان مهمة ظريف الحقيقية هي مساندة حزب الله وحليفه العوني، وذلك بعد مسارعة الرئيس الفرنسي للمجيء الى لبنان لبلسمة الجراح والقيام بمبادرة سياسية انقاذية

وينتظر ان تستمر زيارة هيل الذي التقى الرؤساء الثلاثة الى غد السبت، وعلى جدول أعماله اليوم لقاءات مع مسؤولين سياسيين ومع البطريرك الراعي وشباب وممثلين عن المجتمع المدني. وقال لدى استماعه إلى شروحات مُسهبة من شبّان متطوعين في أعمال رفع الأنقاض والإغاثة، إنّ بلاده “مستعدة لدعم حكومة لبنانية تعكس إرادة الشعب وتستجيب لها، وتلتزم وتعمل بصدق من أجل تغيير حقيقي”، لافتاً الى أنه سيجتمع مع المسؤولين ويطلب منهم إجراء الاصلاحات. وقال: “نتعاون مع 4 أو 5 منظمات موجودة في لبنان، في وقت يحتاج العديد إلى تقديم الدعم. لكن يجب ان نعلم ما الذي يحتاجونه بالتحديد”. وأكد “أننا سنسجّل معلومات الأشخاص الذين ساعدناهم، وسنعمل على التواصل معهم لكي نعرف إذا وصلتهم المساعدات أم لا”. 

عون والشعبيه المسيحية 

وتلقى الرئيس ميشال عون ضربة شعبية هائلة عقب انفجار مرفأ بيروت الشبه نووي، واهتزت ثقة المسيحيين بعهده وبخيار حلفه مع الحزب الشيعي القوي بسبب تحميلهما مسؤولية الانفجار، وزاد من الشكوك ما اعلنت عنه صحيفة وول ستيرت جورنال مقالاً بعنوان “الولايات المتحدة تتهيّأ لفرض عقوبات على حلفاء حزب الله في لبنان”، أشارت فيه إلى أنّ وزير الخارجية السابق، صهر الرئيس ميشال عون ورئيس تياره جبران باسيل من الشخصيات الحليفة الأساسية التي ستستهدفها العقوبات الأميركية”. 

كما أكد السفير الأميركي السابق في لبنان في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، جيفري فيلتمان، في رسالة إلكترونية إنّه “كان ينبغي فرض العقوبات على جبران باسيل منذ سنوات”، إذ أنّ أحداً لم يدفع حزب الله ويمكنّه من الوصول إلى التحكّم بالقرار بقدر ما فعل، وكان ذلك عن طريق تأمين الغطاء المسيحي للميليشيا الشيعية الممولة من إيران”.

اقرأ أيضاً: «إسكتشات» من الكوميديا السوداء.. اللبنانية!

نشاط ظريف لاحتواء الصدمة 

علنا، أكد ظريف بعد لقائه وزير الخارجية اللبناني اليوم الجمعة، على استعداد الشركات الايرانية المشاركة بالاعمار او وتقديم الدواء او الكهرباء والمجالات الحيوية الاخرى، أما ضمنا فان اللبنانيين يعرفون ان كلام ظريف لا معنى له، لأن الشركات الايرانية معاقبة أميركيا ودوليا، ويعلمون ان مهمة ظريف الحقيقية هي مساندة حزب الله وحليفه العوني، وذلك بعد مسارعة الرئيس الفرنسي للمجيء الى لبنان لبلسمة الجراح والقيام بمبادرة سياسية انقاذية، وما تبعها من استقالة للحكومة اللبنانية ومجيء دايفيد هيل الذي يبدو انه حصل على اتفاق ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة نتيجة لتراجع محور حزب الله –ايران المفاجىء، خصوصا بعد كشفت معلومات صحافية  أن “فريقا من الـFBIسينضم الى المحققين اللبنانيين الذين يحققون في إنفجار ​مرفأ بيروت​ يوم الأحد، ما يضع حزب الله في عين العاصفة، كل هذا استوجب دعما ايرانيا سريعا لم ينتظر عودة المبعوث الاميركي الى بلاده، فكان الحضور المفاجىء لظريف الى بيروت، من اجل عرقلة مسعى هيل ومنع حلف حزب الله – عون من السقوط. 

السابق
وسط طفليها.. الصورة الأولى للنجمة نادين نجيم بعد تفجير المرفأ!
التالي
الشاب خالد يغني «جميلتي بيروت» تعاطفاً مع ضحايا التفجير!