ماكرون يدق ساعة النهوض بلبنان: لتنفيذ الإصلاحات الى جانب الإعمار!

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

لا تزال تبعات زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى لبنان مستمرة، إن كان على الصعيد الشعبي أو السياسي وحتى الإقتصادي، إذ هبّ لعقد مؤتمر طارىء لإنقاذ لبنان من خلال جمع التبرعات الدولية والعربية لإعادة إعمار مرفأ بيروت والتعويض عن اللبنانيين الذين خسروا بيوتهم، بالإضافة الى العمل على فكر سياسي جديد يحمل البلد الى مرحلة مختلفة عن تلك التي يمر بها حالياً.

ومن على المنصة الإفتراضية التي عقدت تحت عنوان: “المؤتمر الدولي لدعم بيروت واللبنانيين”، والتي جمعت رؤساء الدول من بينها الرئيس اللبناني ميشال عون، أكد ماكرون، أن “انفجار الرابع من آب كان له وقع صاعقة، وقد دقت ساعة النهوض والبدء بالعمل، وعلى السلطات اللبنانية أن تباشر بتطبيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يطالب بها الشعب اللبناني والتي هي وحدها ستسمح للمجتمع الدولي بالعمل بشكل فعال إلى جانب لبنان من أجل إعادة الإعمار”.

أضاف: “الهدف اليوم هو العمل بسرعة وتنسيق المساعدات الميدانية بحيث تصل إلى اللبنانيين بأكبر قدر من الفعالية وعرض المساعدة يتضمن أيضا دعما لإجراء تحقيق غير منحاز ومستقل وذات مصداقية حول أسباب كارثة الرابع من شهر آب. هذا هو المطلب الشرعي الذي ينادي به الشعب اللبناني بقوة”.

وقال: “لقد سبق لمدينة بيروت أن عانت الأمرين. اليوم، هي أصيبت في الصميم، مع شعب قوي وذي سيادة، يبكي أمواته ويعبر عن غضبه ويريد أن يرفع رأسه”، مضيفاً: “أحيي حضور الرئيس ترامب الذي حرص، رغم إختلاف التوقيت، على أن يكون حاضرا شخصيا. لقد سمحت لنا الفرصة بأن نتبادل وجهات النظر منذ يومين، ولكن هناك رؤساء دول وحكومات من مختلف القارات يشاركون في هذا المؤتمر عبر تقنية الفيديو لتقديم دعمهم”.

وفند ماكرون بناءً لما حددته الأمم المتحدة بوضوح، في وثيقة تم إرسالها إليكم، الاحتياجات، احتياجات الشعب اللبناني على الشكل التالي:

“أولا، في مجال الصحة. ذلك أن العديد من المستشفيات والبنى التحتية الطبية تضررت، وينبغي علينا أن نلبي الحاجة الملحة إلى المعدات والأدوية.

ثانيا، في مجال الغذاء. فقد دمر الانفجار الاحتياطي الغذائي، ويجب أن نؤمن الأمن الغذائي بشكل طارئ.

ثالثا، في مجال التعليم. فقد دمرت العديد من المدارس وتأثر العديد من الأطفال. يجب أن يحظوا بالرعاية مع عائلاتهم وأن يسلكوا من جديد طريق المدرسة بأسرع وقت ممكن.

رابعا، في مجال الإسكان. فمئات الآلاف من الأشخاص هم اليوم في الشارع، ويبلغ عددهم، وفقا لآخر الإحصاءات، أكثر من ثلاثمائة ألف شخص. يتوجب علينا أن نمد لهم يد المساعدة في مجالي الإيواء وإعادة البناء على نحو عاجل، علما أنه ثمة احتياجات ملموسة جدا على هذا الصعيد أيضا، في هذا البلد الذي أذكر بأنه يعاني من أزمة النزوح من جراء الحرب في سوريا، شأنه شأن الأردن وتركيا. أود هنا أن أحيي أيضا حضور العاهل الأردني في هذا المؤتمر عبر تقنية الفيديو، وأن أشير إلى أن هذه الدول واجهت أزمة عميقة في السنوات الأخيرة”.

ولفت ماكرون الى ان “فرنسا نظمت ثماني رحلات جوية ذهابا وإيابا. لدينا سفينتان أصبحتا في طريقهما (إلى لبنان)، إلى جانب العديد من مبادرات تعاون خاصة. هذا بالإضافة إلى حاملة مروحيات برمائية ستنطلق في الساعات المقبلة محملة بإمكانات. إنني أعلم بأنه سبق ونظم العديد منكم إستجابات عديدة قصيرة الأجل. الهدف اليوم هو العمل بسرعة وبفعالية وتنسيق المساعدات الميدانية بحيث تصل إلى اللبنانيين بأكبر قدر من الفعالية”.

وشدد ماكرون على ضرورة “إجراء تحقيق غير منحاز ومستقل وذات مصداقية حول أسباب كارثة الرابع من شهر آب. هذا هو المطلب الشرعي الذي ينادي به الشعب اللبناني بقوة. إنها مسألة ثقة والإمكانات موجودة ولا بد من حشدها”.

وشدد على ان “تقديم المساعدة ستكون تحت رقابة شديدة من قبل الأمم المتحدة التي سمحت بتحديد الحاجات، مما يجعل تنظيم المساعدات على الأرض ممكنا مع دعم البنك الدولي”.

وختم: “دقت ساعة النهوض والبدء بالعمل. على السلطات اللبنانية أن تباشر بتطبيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يطالب بها الشعب اللبناني والتي هي وحدها ستسمح للمجتمع الدولي بالعمل بشكل فعال إلى جانب لبنان من أجل إعادة الإعمار. قلت لهم في بيروت قبل بضعة أيام ويعرف الرئيس عون، الذي أحييه، ذلك: هناك إصلاحات في قطاع الطاقة والشراء العام وفي مجال مكافحة الفساد. ويجب أيضا إجراء التدقيق في المصرف المركزي وفي القطاع المصرفي، مع الانخراط التام لصندوف النقد الدولي وكافة الأطراف الدولية”.

اضاف: “على السلطات اللبنانية العمل لكي لا يغرق البلد ولتلبية التطلعات الشرعية التي يعبر عنها الشعب اللبناني في هذه اللحظة بالذات في شوارع بيروت. علينا جميعا أن لا نألو جهدا لقطع الطريق أمام العنف والفوضى. لكن الأطراف التي لديها مصلحة اليوم في هذا الانقسام وفي هذه الفوضى، هي تلك القوى التي تسعى بطريقة ما إلى تأزيم الوضع الذي فيه الشعب اللبناني، وكذلك زعزعة السلام والاستقرار في لبنان وفي المنطقة. لهذا السبب أعتقد بأن ما هو على المحك في هذه اللحظة وفي هذه الأيام، هو مستقبل لبنان ومستقبل الشعب اللبناني وكذلك مستقبل المنطقة بكاملها”.

السابق
قطّار يفعلها ويستقيل.. بالرغم من الضغوطات!
التالي
بالصورة: توتر كبير بين قصقص والطيّونة.. وعناصر من «أمل» و«الحزب» تتحرّك!